حقوقيون يربطون أهداف هجمات جبروت بمقالات لموند

انعقدت يوم السبت 06 شتنبر 2025 بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالقنيطرة ندوة علمية نظمتها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تحت شعار: “الحرب الرقمية والإعلامية على المغرب: قراءة علمية، قانونية وإعلامية في خطابات جريدة لوموند وهجمات مجموعة جبروت”.

وخلصت الندوة، التي تزامنت مع تصاعد الحملات الرقمية والإعلامية ضد المغرب، في بيانها الختامي إلى أن ما يجري يتجاوز مجرد مقالات صحفية أو هجمات سيبرانية معزولة، ليتخذ شكل حرب ناعمة تستهدف صورة المغرب واستقراره ومؤسساته، وأكدت أن التوازي الزمني بين السلسلة الصحفية لجريدة لوموند والهجمات التي شنتها مجموعة جبروت يعكس تقاطعا في الأهداف، يقوم على التشكيك في الأمن السيبراني الوطني من جهة، وضرب المؤسسة الملكية من جهة ثانية.

وأوضح البيان أن مقالات لوموند افتقدت للمعايير الدولية للعمل الصحفي كما حددتها مواثيق اليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين، من خلال غياب التوازن واعتماد وجهة نظر واحدة، وضعف المصداقية نتيجة الاعتماد على مصادر انتقائية وتجاهل المعطيات الرسمية والإنجازات الميدانية، فضلا عن التسييس المفرط الذي حوّل المادة الصحفية إلى خطاب سياسي موجّه.

كما شدد على أن خصوصية المغرب تفرض مقاربة مختلفة، إذ أن المؤسسة الملكية ليست مجرد رئاسة للدولة، بل هي رمز لوحدة الأمة وضامنة للحقوق والحريات، وهو ما نص عليه دستور 2011. وأي تجاهل لهذا البعد يؤدي، بحسب الرابطة، إلى إسقاطات غربية لا تعكس السياق المحلي ولا الدينامية الإصلاحية التي شهدتها البلاد، من قبيل تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، مدونة الأسرة، ودستور 2011.

وفي ما يخص الجانب الحقوقي، ذكر البيان بالتزام المغرب بالمواثيق الدولية، داعيا إلى تعزيز الحق في المعلومة والشفافية، ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة، إضافة إلى دعم المجتمع المدني المستقل للترافع دوليا.

وعلى المستوى الإعلامي، أوصى بإطلاق منصات متعددة اللغات لعرض الرواية المغربية، وتكوين الصحفيين في التحقق الرقمي ومكافحة التضليل الإعلامي، كما دعا إلى الاستثمار في البنية التحتية للأمن السيبراني، وإشراك الشباب والفاعلين الرقميين في حملات مضادة ذات مضمون إيجابي وحقوقي.

ولم يغفل البيان أهمية البعد الثقافي والاجتماعي في تعزيز صورة المغرب، من خلال إبراز التعددية الثقافية والدينية، ومحاربة الهشاشة، والاهتمام بالعدالة الاجتماعية، إلى جانب الاستثمار في الثقافة والفن والرياضة باعتبارها أدوات قوة ناعمة.

وعلى الصعيد الدولي، دعا إلى تعبئة الجالية المغربية بالخارج، وبناء شراكات مع الإعلام الدولي المستقل، واستدعاء صحفيين للاطلاع على الواقع المغربي، مع اعتماد خطاب رسمي ومدني متعدد اللغات للتواصل مع الرأي العام العالمي.

واعتبرت الرابطة أن التشبث بالمؤسسة الملكية يمثل الضمانة الأساسية للاستقرار والاستمرار، مؤكدة أنها ستواصل المبادرات الأكاديمية في هذا الاتجاه من خلال تنظيم يوم دراسي دولي بالجامعة، بمشاركة خبراء وباحثين وإعلاميين لتعميق النقاش وصياغة مقترحات عملية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *