خرج منير القادري بودشيش عن صمته ليقدم حلا ثالثا غير متوقع ففي أول خروج إعلامي له مساء السبت من مقر الزاوية بمداغ، لم يعلن منير بودشيش عن تنازل كامل، بل رسم خريطة طريق دقيقة لمستقبل المشيخة تقوم على فصل واضح بين الزعامة الروحية التي سيحتفظ بها، والتدبير الإداري والمالي الذي أبدى مرونة في إسناده لاأخيه معاذ.
هذا القرار جاء بعد ان لاحظ منير بودشيش كما قال “نوعا من التشرذم والانقسام” وتحول الطريقة الى “مادة اعلامية لمن يفهم في التصوف ومن يريد الإساءة اليه”.
وبهدف الحفاظ على وحدة الزاوية ومكانتها، أكد أن حامل “سر الطريقة” هو من سيحتفظ بالقيادة الروحية، موضحا ان من سيتولى “التدبير الظاهري”، سواء كان اخيه معاذ او غيره، سيعمل بتوجيه ودعم منه.
وهو ما فسره المتابعون بأن المشروعية الروحية المستندة الى “وراثة العهد والوصية” غير قابلة للتنازل، بخلاف المشيخة الظاهرية الإدارية.
وشدد منير بودشيش على أن “حب الرياسة هو رأس كل الخطايا” وأن الهدف ليس سياسيا أو دنيويا، مؤكدا في إشارة واضحة الى احقيته المستمدة من الوصية “رأيت وارتأيت أن حامل هذا السر هو الذي يجمع الشمل”.
لكن يبدو ان فصول الأزمة لم تكتب بعد، فغداة كلمته التوضيحية، انتشر بيان “مفبرك” منسوب لجهة غامضة تعطي تأويلا مغايرا لكلمته، وتفيد بتنازله عن الزعامة الروحية. وحسب مصادر متطابقة ، فإن هذا البيان يسعى الى ادامة الغموض وخلط الأوراق بعد الخطوة الحاسمة التي اقدم عليها منير القادري.
وياتي هذا التطور بعد سحابة من الغموض خيمت على مستقبل قيادة الزاوية منذ وفاة الشيخ جمال الدين بودشيش القادري في الثامن من غشت الجاري، وبروز صراع داخلي وجدل حاد بين المريدين حول من سيتولى المشيخة بين نجليه معاذ ومنير، رغم وجود وصية تسمي هذا الاخير.
وفي ختام كلمته، اعلن منير بودشيش عن بدء “صفحة جديدة” من الولاء لسر الطريقة ومبادئها، مؤكدا ان البودشيشيين سيظلون مجندين خلف امير المؤمنين وممتثلين لاختياراته، في رسالة تهدف الى اعادة الهيبة للزاوية وطي صفحة الخلافات.