الرياضة سفيرة للسياحة..تفوق الرياضة في انعاش قطاع السياحة فيما فشلت فيه ملايير وزارة السياحة

١@1أثار الأداء المبهر للمنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر، وكذا تنظيم عدد من التظاهرات الرياضية الكبرى القارية والدولية، شغفا دوليا بالوجهة المغربية؛ مما ساهم في تعزيز سمعتها وشهرتها العالمية.

وتوجت  مختلف هذه التظاهرات، التي كان آخرها كأس العالم للأندية الذي تم تنظيمه بكل من مدينتي الرباط وطنجة، "بنجاح غير مسبوق على مستوى التنظيم، بالإضافة لحضور جماهيري قياسي، وهو ما يجعل بلادنا تحظى بثقة من لدن الاتحادات الرياضية على المستويين القاري والدولي".

ويعد تأهل المغرب إلى دور نصف النهائي سابقة بالنسبة للمنتخبات الإفريقية والعربية؛ ما منح إشعاعا لألوان المملكة، وشكل أجمل حملة تواصلية لفائدة البلاد كوجهة سياحية غنية بمؤهلات عديدة، ولاسيما الرياضية منها.

وفضلا عن اهتمام الصفحات الأولى لمختلف صحف ومجلات العالم بأسره، وإبرازها للزخم الوطني الكبير للاعبين وحماس الجماهير، فقد تألق المغرب أيضا على شبكة الإنترنيت، من خلال الظهور ضمن الاتجاهات ومنشورات رجال الأعمال المؤثرين.

وتم ذكر اسم “المغرب” أكثر من 13 مليون مرة، وتسجيل أزيد من 130 مليون تفاعل مع محتويات “المغرب” من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يتيح فرصة غير مسبوقة للقطاع السياحي ولحظة تاريخية للانفتاح على أسواق جديدة محتملة على غرار الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين والشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء.

 

تفوق الانجازات الرياضية على الأموال الضخمة التي انفقها المكتب الوطني للسياحة والوزارة

 

قد يتوقع البعض أن الاستثمارات المالية الضخمة من قبل المكتب الوطني للسياحة والوزارة هي العنصر الرئيسي في جذب السياح وتعزيز السياحة الخارجية. ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن الانجازات الرياضية قد تكون لها تأثير أكبر في جذب السياح وتعزيز صورة البلد في الخارج.

ويرى مراقبون ان المحافل الرياضية تفوقت بكثير على الميزانية الضخمة والاستراتيجيات الفاشلة التي نهجها المكتب الوطني للسياحة والوزارة ايضا

وسجلت الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب الاعتماد على المجالس الجهوية للسياحة في المشاورات، رغم أن معظم هذه المجالس في وضعية غير قانونية ولم تجدد هياكلها كما يوجب القانون، وتنفرد بالقرارات دون إشراك المهنيين والفاعلين، وكذلك التشاور مع فيدراليات غير قانونية وغير مهيكلة”، منتقدة تخصيص خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة 2023-2026 الدعم لقطاعات سياحية دون أخرى، واعتبرت أن هذا الأمر “يجعلها خارطة مهددة بالفشل، وبإعادة أخطاء عقد البرنامج 2020-2022 الذي لم يحقق جميع أهدافه”.

الرياضة سفيرة للسياحة

 

سجل رشيد ساري، محلل اقتصادي، أن “الانتصارات التي حققها المنتخب الوطني ضمن منافسات كأس العالم 2022 لها مجموعة مظاهر وانعكاسات اقتصادية”، موضحا  أنها “ضمنت للمغرب تعريفا على مستوى عالمي أوسع رغم المجهودات المبذولة سياحيا وثقافيا للترويج للوجهة بالنسبة لشعوب وثقافات أخرى ربما لم تكن تعرف بلادنا”.

“تأهل المنتخب إلى أدوار متقدمة في المونديال كان خير سفير للمغرب في عرس كروي عالمي، ما يدفع ملايين السياح والراغبين في اكتشافه إلى فضول البحث عنه عبر رحلة تبدأ بالاطلاع على مؤهلاته وتنوع وغنى ثقافته وروافده في محركات البحث العالمية”، أضاف ساري، مؤكدا أن “عددا من اللاعبين المغاربة الأبطال وبقية الطاقم، لاسيما المدرب، قاموا بما كان ينقص المغرب، وهو التعريف به؛ كما أن انتشار صورهم وإنجازاتهم بسرعة عبر الشبكات الاجتماعية يساهم في خدمة السياحة وتعزيز الجاذبية”.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن “دروسا كبرى تُستخلص مما قد يبدو مجرد لعبة كرة قدم”، موردا: “هذه الانتصارات سيكون لها ما بعدها اقتصاديا وسياحيا”، مستحضرا انتشار مقولة “النية” التي تعني الإخلاص في العمل، وكذا عبارة “سير سيرْ” التي أحالت على “طموح الوصول وأنه لا يعجزنا شيء لبلوغ الأهداف”.

وأكد ساري أنه ما يجب التأمل فيه “أننا لسنا أقل من أحد، وما نجحنا فيه عبر الرياضة قد ينطبق على مجالات الاقتصاد”، مشددا على توفير عوامل النجاح التي تحلى بها المنتخب الوطني، وأبرزها “الكفاءات المغربية المحلية والطموح والإخلاص”، فضلا عن مفهوم “اللحمة والعائلة” الذي يجعل المغرب مصدر إلهام لشعوب عديدة.

 

وزارة السياحة تعترف..بفضل إنجازات الأسود.. المغرب يتمكن من استقطاب 5 ملايين سائح خلال 2023

 

أكدت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أنه بتسجيل نمو ملحوظ، ستكون 2023 “سنة القطيعة” بالنسبة لقطاع السياحة في المغرب.

وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن عدد السياح الوافدين إلى المغرب شهد طفرة ملحوظة خلال بداية السنة الجارية مع وصول 5.1 مليون سائح عند متم ماي 2023، أي بنسبة نمو بلغت 20 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019، مذكرة بأن 2019 تعتبر، إلى غاية الآن، السنة المرجعية بالنسبة للقطاع.

ووفق المصدر ذاته، فشهر ماي الماضي تميز بنمو قياسي بلغ 55 في المائة، مع توافد 1,1 مليون سائح مقارنة بسنة 2019، حيث أثر هذا التطور بشكل إيجابي على المداخيل السياحية التي بلغت 32 مليون درهم عند متم أبريل الماضي، أي بارتفاع بنسبة 40 في المائة مقارنة بسنة 2019.

وساهمت العديد من أسواق التصدير الرئيسية في هذا النمو، لا سيما الأسواق الإسبانية (46 في المائة) والبريطانية (29 في المائة) والإسرائيلية (158 في المائة) والإيطالية (10 في المائة).

ونقل البلاغ عن فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قولها “نحن فخورون جدا بهذه الإنجازات التي جاءت نتيجة المخطط الاستعجالي بملياري درهم الذي وضعته الحكومة لدعم المهنيين سنة 2022 وتمكينهم، على الخصوص، من تأهيل العرض الفندقي، والتدابير العديدة التي اتخذناها وتهم النقل الجوي والترويج لوجهة المغرب وتعزيزها لدى كبار منظمي الرحلات السياحية، فضلا عن دينامية الفاعلين في القطاع، دون نسيان إنجاز أسود الأطلس الذي بوأ بلادنا مكانة بارزة على الساحة الدولية”.