اعتبر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي أن محيط الأطفال في وضعية إعاقة، خاصة المصابين بالتوحد، أكبر معيق لإدماج هاته الفئة مجتمعيا و خاصة حين يتقدم بهم السن نحو مرحلة الشباب.
الخبير الطبي، أكد في تدوينته الأسبوعية المعتادة بصفحته الرسمية أنه يجب التذكير اليوم بأن ابتسام و أدم و مومو و أحمد، و هم شباب حقيقيون و كآلاف المصابين بالتوحد، لم يعودوا أطفالا بل صاروا مراهقين و شبابا و رجال و نساء الغد و ببلوغهم يمرون و سيمرون من أصعب المراحل العمرية وأكثرها حرجاً نظراً لما قد تسببه من اضطرابات نفسية وتغيرات سلوكية يصعب ضبطها من قبل الأسر.
و أضاف : “بنموهم السريع، تظهر تغيرات جسدية و بدنية تتمثل فى طول القامة و ثقل الوزن ظهور السمات الجنسية الثانوية كما يصير لهؤلاء قدر من الاستقلالية، وزيادة في الإدراك، ونمو غريزة الجنس والانهماك في ذواتهم، ومن ثم فإنهم يعزفون عن إيجاد علاقات اجتماعية للنمو الاجتماعي، و هكذا يتعذر على كثير من الآباء والأمهات ضبط سلوك أبنائهم و مسايرتهم فى هذه المرحلة”.
و زاد الإبراهيمي قائلا: “نعم فالمقاربة الطفولية للتوحد و التي تمكن منها الكثير من الأسر تعجز عن مسايرة حاجيات هؤلاء الشبان لتحقيق نقطة الاعتماد على النفس و التعامل الصحيح مع المشاكل السلوكية المرتبطة بالمراهقة وتوجيههم إلى السلوك الصحيح والمقبول، لقد صار حتميا و ضروريا تهيئة الأسرة للمرور إلى هذه الوضعية الشبابية للتوحد”.
و نبه البروفيسور السالف الذكر لنقطة مهمة، حيث قال: “بسبب المعلومات المحدودة عن هذه المرحلة الحرجة، تجد الأهالي نفسها في نقص من المعرفة و قدرة محدودة على مواجهتها و لاسيما مع ازدياد نسب الهدر و الفشل بالسلك الثانوي لمحدودية المقاربة الإدماجية، و الأدهى و الأمر هو تقصيرنا في تحسيس المجتمع و المحيط لتقبل هذا الوضع الجديد الذي يمر به هؤلاء الشباب التوحديين”.
و شدد الإبراهيمي على أن محيط الأشخاص في وضعية إعاقة يعتبر اليوم أكبر معيق لإدماج هؤلاء الأشخاص و المتمثل أساسا في الصور النمطية عن هؤلاء الأشخاص و في التقصير في الخدمات المناسبة لهم و قلة الأطر المؤهلة للاشتغال معهم في هذه المرحلة.
و أضاف: “ما نتناسىاه دائما هو أن لهؤلاء الشباب طاقات وقدرات و مؤهلات كبيرة و من حقهم علينا تأهيلهم مهنيا على أمل إدماجهم في سوق الشغل كمدخل للاستقلالية و الاعتماد عن النفس و لو نسبيا ولم لا استثمار طاقاتهم لإنجاح مشاريع تنموية وذلك اعتمادا على تكوين تأهيلي ينسجم مع خصوصياتهم مع استغلال تجارب و خبرة دول سبقتنا في الميدان”.
و ختم قائلا: “الحمد لله، يجب أن نقر بأن وضعية الأطفال المصابين بالتوحد تحسنت كثيرا خلال العشر السنوات الماضية بفضل تكاثف كثير من الجهود و أتمنى أن ينجح المغرب في ربح رهان إدماج الشباب التوحديين و ذلك بتغيير النظرة التي تنقص من إمكانياتهم وتصنفهم كمرضى عاجزين و أن