هل بؤرة “لالة ميمونة” تعيد المغرب لنقطة الصفر في مواجهته مع كورونا

 

*فاطمة الزهراء أخانة

وقع الخبر  كالصاعقة على المغاربة، عند إعلان وزارة الصحة، صباح يومه الجمعة، عن تسجيل 206 حالة إصابة مؤكد بفيروس كورونا المستجد، في ظرف 16 ساعة فقط، منها 164 إصابة في وحدتين صناعيتين بدائرة “لالة ميمونة”، القريبة من مدينة وزان، والتابعة ترابيا لإقليم القنيطرة.

وكانت الحكومة قد دخلت المرحلة الأولى من الرفع التدريجي للحجر الصحي في الـ 11 من شهر يونيو الجاري، بعد سيطرتها على الحالة الوبائية، وحسرها في مناطق محددة، الأمر الذي جعل المغاربة يتنفسون الصعداء، ويمنون النفس بفرج قريب، غير أن البؤرة الصناعية الجديدة، أعادت القلق والخوف لقلوبهم من جديد.

وكشفت بعض المصادر  بأن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في بؤرة لالة ميمونة، في آخر 24 ساعة، تجاوز الـ 420 حالة، لحدود الآن، والحصيلة قابلة للارتفاع في الساعات القليلة المقبلة، الأمر الذي زاد من مخاوف المواطنين بأن تعود المملكة في حربها ضد الفيروس لنقطة الصفر، بالأخص إن انتقلت العدوى للدواوير والقرى التي ينحدر منها العمال، والتي تقع غالبيتها في إقليمي القنيطرة ووزان.

وسبق وأن حذر  سكان كل من القنيطرة ووزان، من الاستهتار الحاصل في الوحدتين الصناعيتين التابعتين لشركة إسبانية، بسبب عدم التزام العمال والعاملات في ضيعات الفراولة، بمنطقة “لالة ميمونة”، بالإجراءات الوقائية المعلنة من طرف وزارة الصحة، وعلى رأسها التباعد الاجتماعي والكمامات.

ووجهت أصابع الاتهام إلى مسؤولي الشركة الإسبانية، الذين لم يحرصوا على تطبيق الإجراءات الوقائية المعمول بها عالميا، باعتبار أن العاملين والعاملات في حقول الفراولة، هم عبارة عن نساء ورجال أميين، ومنهم من لا يعير أي اهتمام لهذا الفيروس، ولا يتخذ أي احتياطات، الأمر الذي يجعل مدير الشركة هو المسؤول الأول عن الواقعة.

وحمل نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، مسؤولية هذه البؤرة المفاجئة، إلى عامل إقليم القنيطرة الذي رأوه المسؤول عن كل ما يقع داخل نفوذه الترابي، لأن وزارة الداخلية سبق وأعطت صلاحيات ضبط الحجر والحرص على الانضباط للتدابير الوقائية، للولاة والعمال، ما يضعه في أعلى قائمة المسؤولين عن البؤرة، وفق تعبيرهم.

وطالب النشطاء الحكومة برئاسة سعد الدين العثماني، بفتح تحقيق في هذه “الكارثة”، ومحاسبة كل المتورطين في هذا التراجع الكبير الذي عرفته المملكة بعد أن كانت رائدة على المستوى العالمي في محاربة كورونا، ونموذجا يقتدى به، قبل أن تعيد البؤرة الصناعية كل شيء لنقطة الصفر، وتهدم مجهود الشهور الماضية.

*صحفية متدربة