منذ تأسيس ''رياض العشاق'' بتطوان في ثلاثينيات القرن الماضي تحث إشراف الجنرال الإسباني ' أوركاس ' و من تصميم المهندس الإسباني ' خوسيه خيتيريس ليسكورا ' الذي استلهم تصميمه من حدائق الأندلس ، كان التطوانييون يقصدون ''رياض العشاق'' لمشاهدة حديقة صغيرة تضم قردة و طيور الطاووس و نافورات و أحواض السمكات الملونة ، تحث ظلال الأشجار المستوردة من الصين و التي ما تزال موجودة إلى يومنا هذا .
ثلاث تسميات و أسطورة
اقرأ أيضا
في إتصال مع المؤرخ محمد رضى بودشار حكى لبلبريس أن الحديقة مرت عبر ثلاث تسميات ،فعند إفتتاحها رسميا سنة 1926 كان يطلق عليها إسم '' باركي لا لونيتا '' و يقصد بالتسمية حديقة النافذة لأنها كانت تطل على باقي المدينة ، و غيرت التسمية إلى '' باركي كاخيكاس '' تيمنا بقنصل إسباني كان بالمنطقة ، بعدها غيرت إلى '' باركي دي لوس أمانتيس '' أي حديقة العشاق ، و هنا تقول الأسطورة التي يحكيها بعض أهالي تطوان أن شابين إسبانيين غورغيز و درسا التقيا في الحديقة و تحابا ، لهذا أطلق على الجبلين المطلين على الحديقة بإسم الشابين و الحديقة برياض العشاق، و بعد الإستقلال أصبحت تعرف رسميا ب''حديقة مولاي رشيد ''.
رونق بعد إهمال
قبل سنة 2016 ، تذمرت ساكنة تطوان من الإهمال الذي طال الحديقة حيث كانت قد تحولت إلى خراب ، النافورات توقفت عن ضخ المياه ، أتلفت بعض معالمها ، و تحولت إلى مأوى للمجرمين و قطاع الطرق .
في إتصال لبلبريس مع رئيس المجلس البلدي لتطوان أكد إلتزام المجلس بصيانة الحديقة قائلا : ''حديقة مولاي رشيد من الأحزمة الخضراء لتطوان و نعتبرها حديقة تاريخية ، عنايتها تدخل ضمن العناية بالثراث، و من التدابير التي قمنا بها في سبيل إصلاحها أننا قمنا بالتعاقد مع شركة للصيانة و تتبع عمل المضخات و النافورات و الإنارة التي هي تقليدية و تختص بها المدينة ،و قمنا أيضا بالتعاقد مع شركة للحراسة منذ سنة 2016 ، فمن أكتوبر إلى أبريل تتوفر الحديقة على حارسين، و من ماي إلى شتنبر التي هي فترة الذروة للحديقة ، نوفر لها أربع حراس من المجلس البلدي و أربع حراس من الشركة . و ما يهمنا ليس فقط الحفاظ على تجهيزات الحديقة ، بل يهمنا أيضا تأمين سلامة الزوار و شعورهم بالطمأنينة ''.