طائرات درون تراقب الشواطئ المغربية

في خطوة نوعية للحد من حوادث الغرق بالشواطئ المغربية خلال فصل الصيف، شرعت مصالح الوقاية المدنية في استخدام طائرات مسيّرة (درون) لتعزيز عمليات المراقبة والإنقاذ، خصوصاً في الشواطئ ذات الإقبال الكثيف مثل أكادير وطنجة، حيث سُجلت حالات غرق متكررة في صفوف الأطفال والشباب منذ بداية الموسم.

ووفق معطيات حصلت عليها جريدة “بلبريس”، فإن هذه الطائرات تُستخدم خلال فترات الذروة، وتساهم في كشف التحركات المشبوهة أو الاستغاثات داخل المياه، خاصة في الشواطئ الشاسعة التي يصعب على عناصر الإنقاذ تغطيتها بسرعة، ما يجعل من “الدرون” وسيلة استباقية فعالة تعزز منسوب اليقظة.

الطائرات المسيّرة لا تأتي بديلاً عن الوسائل التقليدية، بل تُشكّل دعمًا إضافيًا لها، إلى جانب الزوارق المطاطية (الزودياك)، والدراجات المائية (جيت سكي)، والدراجات رباعية العجلات، التي تنتشر على امتداد الشواطئ لتسهيل وسرعة الوصول إلى مواقع الحوادث.

وتتم هذه التغطية بتنسيق مشترك بين القيادات الجهوية والإقليمية للوقاية المدنية، إذ تم لأول مرة اعتماد “الدرون” في شواطئ عمالة أكادير إداوتنان، في تجربة وصفت بالناجحة من طرف عناصر الإنقاذ، وسط دعوات بتعميمها على باقي الشواطئ المغربية.

المنقذون البحريون عبروا، في تصريحات متطابقة، عن أملهم في تعميم استعمال هذه التكنولوجيا، لما لها من دور في تسريع التدخلات وإنقاذ الأرواح، لكنهم في المقابل يشكون من قلة العدد وارتفاع ضغط المصطافين، ما يجعل مهمتهم محفوفة بالصعوبات.

كما يطالب هؤلاء بتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية، وتوفير المعدات الأساسية وظروف العمل المناسبة، خاصة أن طبيعة مهامهم تستوجب تدخلاً فوريًا وسرعة بديهة للحفاظ على أرواح المصطافين.

ورغم التطور التقني، يظل العنصر البشري حجر الزاوية في جهود الوقاية والإنقاذ، حيث يتم انتقاء السباحين المنقذين بدقة عالية تحت إشراف مصالح الوقاية المدنية، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الخطورة في كل شاطئ وعدد رواده وامتداده الجغرافي.

يُشار إلى أن بداية صيف 2025 شهدت حوادث غرق مأساوية، خاصة في صفوف القاصرين واليافعين، ما أعاد النقاش حول ضرورة تحديث وسائل التدخل وتعزيز حضور الإنقاذ في الشواطئ، خصوصًا في ظل ارتفاع حرارة الطقس وتزايد الإقبال على البحر.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *