مدينة العيون عمق الصحراء أصبحت اليوم تضاهي الدار البيضاء في كل المجالات

تعيش مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، نهضة شاملة في ظل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الأقاليم الجنوبية ورشاً مفتوحاً للتنمية المتعددة الأبعاد. وقد تحولت المدينة خلال العقدين الأخيرين إلى قطب حضري مزدهر، يجسد بوضوح المشروع الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية، ويضاهي كبريات المدن المغربية، بل أصبحت تُوصف بحق بـ"الدار البيضاء الكبرى لجهة الجنوب".

شهدت العيون تطوراً هائلاً في بنيتها التحتية، حيث تم توسيع الطرق الحضرية والمدارات، وبناء منشآت كبرى من قبيل مطار الحسن الأول الدولي، والميناء التجاري، بالإضافة إلى منشآت الربط الطرقي السريع التي تربطها بمختلف مناطق الجهة. كما شُيدت أحياء سكنية متكاملة، ومناطق صناعية حديثة، ومرافق إدارية وخدماتية من الطراز العالي، ما أعاد تشكيل النسيج الحضري للمدينة وجعلها جاذبة للسكان والمستثمرين على حد سواء.

ويُعد هذا التحول ثمرة العمل المنسق بين مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم مؤسسة الولاية التي تضطلع بدور محوري في تنزيل التوجيهات الملكية على أرض الواقع، من خلال الحرص على التنسيق بين القطاعات الحكومية، وتتبع المشاريع التنموية، وتيسير الحوار مع المنتخبين والمجتمع المدني. فالوالي بصفته ممثلاً للسلطة المركزية، يشكل حلقة وصل بين الدولة ومكونات المجتمع المحلي، ويعمل جنباً إلى جنب مع المجالس المنتخبة لضمان نجاعة السياسات العمومية وتكامل أدوار الفاعلين.

وفي هذا السياق، ساهم التعاون البنّاء بين الولاية والمنتخبين في بلورة مشاريع مهيكلة، مثل المخطط التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك في 2015، والذي خصصت له ميزانية ضخمة تهدف إلى خلق ثروة محلية وفرص شغل مستدامة، مع التركيز على تثمين الموارد الطبيعية وتحفيز الاستثمار. هذا التعاون أثمر عن إنجازات ملموسة، وعزز ثقافة الحكامة الترابية والتدبير التشاركي.

اقتصادياً، تحولت العيون إلى مركز للأعمال والأنشطة الإنتاجية، خصوصاً في ميادين الصيد البحري والطاقة المتجددة والفلاحة المستدامة والخدمات اللوجستيكية. وتُعتبر المدينة اليوم من أكبر موانئ الصيد البحري في إفريقيا، كما احتضنت مشاريع طاقية كبرى مثل محطة فم الواد للطاقة الريحية، مما جعلها رافعة للتنمية الاقتصادية في الجنوب، وقطباً تنافسياً على الصعيد الوطني والدولي.

أما من الجانب الاجتماعي، فقد استفادت ساكنة المدينة من مشاريع نوعية في مجالات التعليم، والصحة، والسكن، والتكوين المهني. وقد أسهمت هذه المشاريع في تحسين جودة الحياة، وتعزيز العدالة المجالية، والرفع من المؤشرات التنموية. كما أن البرامج الملكية الموجهة للشباب والنساء والفئات الهشة كان لها أثر بالغ في الإدماج الاجتماعي وتكافؤ الفرص.

ثقافياً ورياضياً، عرفت العيون نهضة متألقة بفضل دعم الدولة واحتضان المدينة لتظاهرات دولية مثل رالي "أفريكا إيكو رايس"، والمهرجانات الثقافية التي تبرز التراث الحساني الأصيل، مما منح المدينة بعداً إشعاعياً مغاربياً وإفريقياً. كما تم تجهيز المدينة بملاعب رياضية عصرية، وقاعات مغطاة، ومراكز شبابية وثقافية تواكب تطلعات الجيل الجديد.

وأخيراً، فإن العيون ليست فقط مدينة عصرية بامتياز، بل هي كذلك رمز للاستقرار السياسي والوحدة الترابية، حيث شكل الوعي الوطني لدى ساكنتها، وتشبثهم بالعرش العلوي المجيد، ركيزة للاستقرار والسلم الاجتماعي. وهذا ما يعكس نجاح النموذج التنموي المغربي في صيغته التشاركية، والذي جعل من العيون واجهة مضيئة لمغرب الجهات، ومنارة أمل في جنوب المملكة.

والاكيد ، ان تأهيل مدن وأقاليم صحرائنا، هو افضل سلاح ندعم به تنزيل مشروع الحكم الذاتي ،ويمكن اتخاذ تأهيل مدينة العيون كنموذج حي في البنيات التحتية،النظافة ،المساحات الخضراء ،،جودة المرافق العمومية ،الحكامة الجيدة ،تعزيز العدالة المجالية ، ترسيخ سياسة القرب وانسجام وتكامل السلطات المحلية على رأسها السيد الوالي والهيآت المنتخبة في مقدمتها السيد مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس جماعة العيون .


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.