بعد زيارته للمغرب.. زوما يشعل معركة 2026 مبكرا في جنوب أفريقيا

في خطاب ناري ألقاه من ديربان، شن الرئيس السابق لجنوب افريقيا جاكوب زوما هجوما لاذعا على حكومة الوحدة الوطنية في جنوب أفريقيا، متهما إياها بالخيانة وعدم الكفاءة والتخريب الاقتصادي، معلنا عن رؤية طموحة لما أسماه “المرحلة الأخيرة لتحرير جنوب أفريقيا”.

وجاء رد الرئيس الحالي سيريل رامافوزا سريعا، حيث دافع عن شرعية الحكومة واصفا خطاب زوما بالشعبوي، مما ينذر بمعركة سياسية شرسة تمهد الطريق لانتخابات 2026.

متحدثا باسم حزب رمح الأمة  الذي يتزعمه الآن، رسم زوما صورة قاتمة للبلاد تحت إدارة حكومة الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنها طبعت الفقر ورسخت عدم المساواة وباعت معاناة الشعب على أنها تقدم. واستشهد بعدة إخفاقات منها الركود الاقتصادي والفساد وتدهور البنى التحتية الحيوية، واصفا قيادة الحكومة الحالية بالخيانة.

من جهته، رد الرئيس سيريل رامافوزا خلال حدث في سويتو، دون أن يذكر زوما بالاسم، حيث دافع عن حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها انعكاسا للخيارات الديمقراطية للشعب، مؤكدا أن حكومته تعمل على إصلاح ما تم كسره، وأن ذلك يتطلب وحدة لا انقسامات.

وفي إطار أجندته للسياسة الخارجية، كشف زوما عن زيارة قام بها مؤخرا إلى المغرب، والتي تمت بهدوء في الخامس عشر من يوليوز، وتم الكشف عنها لاحقا عبر منشورات لمسؤولين مغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد أظهرت الصور زوما إلى جانب مسؤولين مغاربة مع عرض علمي البلدين، وهو ما فُسر على أنه تحول كبير في الموقف من قضية الصحراء .

وقد أثارت الزيارة جدلا واسعا، حيث انتقد البعض، ومن بينهم الأمين العام السابق المفصول من حزب زوما فلويد شيفامبو، هذه الخطوة معتبرين إياها “انتهازية” وخيانة لموقف الاتحاد الأفريقي الداعم للبوليساريو.

ولم تقتصر تداعيات الزيارة على هذا الجانب السياسي، بل امتدت لتشمل جدلا داخليا حيث وجه بعض المحسوبين على الحكومة الحالية انتقادا لزوما بدعوى استخدامه الراية الوطنية في زيارته للمغرب، وهو الأمر الذي رد عليه حزب زوما بأن العلم ملك لجميع مواطني جنوب أفريقيا وليس حكرا على جهة أو حزب معين.

وعلى الصعيد القانوني، انتقد زوما المحكمة الدستورية، كما أكد طرد أمينه العام السابق فلويد شيفامبو الذي قال إنه وضع نفسه خارج صفوف الحزب. واختتم زوما بيانه بوصف حكومة الوحدة الوطنية بأنها حصان طروادة لإعادة الاستعمار، معلنا أن حزبه هو الأمل الأخير للأغلبية المنسية، في إشارة واضحة إلى أن الطريق إلى انتخابات 2026 سيكون محتدما، حيث يضع حزب زوما نفسه كقوة ثورية لاستعادة السلطة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *