البوليساريو تدعو للحوار مع المغرب… مناورة أخيرة أم بداية النهاية؟

 أعلنت جبهة البوليساريو على لسان ما يسمى بوزيرها الأول، بشرايا حمودي بيون، عن استعدادها الكامل للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب، معتبرا أن الحل الوحيد يكمن في مسار ديمقراطي يحترم الشرعية الدولية.

هذه التصريحات تدل على محاولة الجبهة إعادة تكييف خطابها في ظل فشل خيارها العسكري وعجزها عن تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض، وهي ما يعتبره مراقبون خطوة تعكس إقرارا صريحا بفشل مشروعها السياسي والعسكري.

وتأتي هذه الدعوة اللافتة مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، والذي أشار فيه الملك محمد السادس إلى البحث عن حل توافقي يقوم على مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، وهو ما يظهر مدى استجابة الجبهة للزخم الدبلوماسي المغربي المتنامي.

هذا الزخم لم يأت من فراغ، فقضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي عرفا زخما كبيرا خاصة مع اعتراف مجموعة من الدول الكبرى بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو ما عززته بشكل لافت برقية التهنئة التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش.

هذا الواقع الجديد لا يضع البوليساريو وحدها في الزاوية، بل يضع حاضنتها الجزائر في حرج كبير.

وقد سبق لنا في بلبريس أن أشرنا إلى وجود اتجاه مربك في السياسة الجزائرية وتصريحات للرئيس تبون بدت وكأن النظام الجزائري يسعى للتخلص من عبء الجبهة.

وهو ما يبدو أن قيادة البوليساريو التقطته الآن، وتسعى للتحاور مباشرة مع المغرب، ربما كنوع من الرد على قصر المرادية وإثبات أنها ما زالت لاعبا قادرا على التحرك.

وهنا يطرح السؤال الجوهري: هل هي خطوة جادة نحو حل واقعي، أم مجرد مناورة تكتيكية لكسب الوقت وإعادة التموقع في ظل متغيرات إقليمية ودولية لم تعد في صالحها؟

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *