أعلن المغرب وغانا عن حزمة من الإجراءات العملية الطموحة لترجمة الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس الغاني، إلى واقع ملموس، وذلك في تأكيد على "الدينامية الإيجابية جداً" التي تشهدها العلاقات الثنائية منذ الزيارة الملكية التاريخية إلى أكرا عام 2017.
وفي أعقاب مباحثات جمعت وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة بنظيره الغاني في الرباط، اتفق الطرفان على إعطاء دفعة قوية لآليات التعاون، من خلال تفعيل اللجنة المشتركة التي لم تنعقد منذ 2015، وتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز المشاورات السياسية والتنسيق الدبلوماسي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، الذي لا يزال دون مستوى طموحات البلدين، تم الاتفاق على تنظيم منتدى اقتصادي مغربي-غاني قريباً، مع إيلاء أهمية خاصة للتعاون في مجالي الأسمدة والأمن الغذائي. ولتسهيل الروابط الإنسانية والتجارية، جاء الإعلان الأبرز باعتماد آلية "الترخيص بالسفر" خلال الأيام المقبلة، كخطوة أولى نحو الإلغاء النهائي للتأشيرات بين البلدين.
وتتجاوز هذه الشراكة الجوانب الثنائية لتمتد إلى العمق الإقليمي، حيث نوه بوريطة بالدور المحوري الذي تلعبه غانا كقطب للاستقرار في منطقة الساحل، مؤكداً على تقارب الرؤى حول ضرورة مواجهة التحديات الأمنية عبر مقاربة تنموية. وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية انخراط غانا في المبادرات الملكية الاستراتيجية، كمشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي ومسار الدول الإفريقية الأطلسية.
وتُوّج هذا التقارب بتطور إيجابي لافت في موقف غانا من قضية الوحدة الترابية للمملكة، وهو ما عكسه البيان المشترك الصادر عقب اللقاء، ليرسخ بذلك فصلاً جديداً من التعاون والشراكة المتينة بين البلدين.