أدرج الكونغرس الأمريكي قرارًا يحتفي بالصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة، وذلك مع اقتراب تخليد الذكرى الـ 250 لمعاهدة السلام والصداقة، التي كانت المملكة بموجبها أول بلد في العالم يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية.
القرار الذي يحمل عنوان "الاعتراف بالصداقة العريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية"، تم تقديمه أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب من طرف عضوي الكونغرس، الجمهوري جو ويلسون، والديمقراطي برادلي شنايدر.
ويكرس القرار التزام الحزبين في واشنطن بتوطيد التحالف "التاريخي والاستراتيجي" بين البلدين، كما يعترف بالدور الذي يضطلع به المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، من أجل إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.
يذكر القرار بأهمية معاهدة السلام والصداقة التي أرست العلاقات الدبلوماسية والتجارية الرسمية بين البلدين، وبأنها "تظل أقدم علاقة دبلوماسية متواصلة في تاريخ الولايات المتحدة"، كما يشيد بدور المغرب في تحفيز التعايش بين الأديان، وحماية أبناء الطائفة اليهودية، والتزامه بتشجيع حوار الأديان، ومساهمة الجاليات المغربية الأمريكية في إثراء التنوع الثقافي للولايات المتحدة.
ويبرز القرار أن البلدين الحليفين أرسيا شراكة "متعددة الأبعاد تقوم على المصالح الاستراتيجية، والاقتصادية، والثقافية المشتركة"، وأن المغرب "يظل البلد الإفريقي الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة".
كما يستعرض القرار التعاون الثنائي "الوثيق" في مجال الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والتنسيق العسكري، وفي مجالات الحد من انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الاتجار غير المشروع في الأسلحة، وتعزيز مبادرات الأمن الإقليمي.
ويسلط الضوء على الدور الذي يضطلع به المغرب لفائدة الاستقرار الإقليمي، لا سيما في إطار اتفاقيات أبراهام، وكثافة العلاقات المغربية الأمريكية في المجالات الثقافية والتربوية والإنسانية، مؤكدا أهمية هذه العلاقات في النهوض بالمصالح الاقتصادية والأمنية المتبادلة.
ويحث القرار على مواصلة التعاون بين البلدين في مجالات التجارة، والأمن، والانتقال الرقمي، والعمل الإنساني، مؤكدا وجود فرص وتحديات مشتركة في إطار الشراكة، بما يدعم الجهود الرامية إلى تخليد هذه المرحلة الهامة في أفق 2027.