في خطوة خبيثة واستفزازية من طرف النظام الجزائري، الذي يعاني من عقدة مزمنة اسمها المغرب، قام المواطن الجزائري الحامل للجنسية الفرنسية رشيد نكاز، أمس الإثنين 17 مارس الجاري، بمهاجمة الوحدة الترابية للمملكة بكيفية مدروسة في توقيتها وفي مكانها وفي دلالاتها أثناء زيارته إلى مراكش.
وبدون أي خجل أو أي احترام لمنطق التاريخ والجغرافيا، ظهر نكاز في فيديو نشره على قناته على اليوتيوب، وهو يتحدث عن الصحراء المغربية التي استرجعها المغرب عن طريق المسيرة الخضراء، واصفا هذا الحدث بكونه "احتلالا"، متجاهلا حتى الاعتراف الفرنسي والإسباني بمغربية الصحراء، وهما الدولتان المستعمرتان السابقتان للصحراء اللتان أكدتا مغربية الصحراء حتى قبل قيام الدولة الجزائرية ذاتها.
ولم يقف العميل الجزائري عند هذا الحد، بل مضى في تزوير التاريخ معتبرا أن "الكتبية المتواجدة في مراكش بناها الجزائريون"، إنها قمة حماقة وتفاهة هذا العميل الجزائري.
لكن لفهم دلالات وأبعاد هجوم هذا العميل الجزائري على المملكة الشريفة ووحدتها الترابية يجب وضع تصريحه في سياقه العام:
أولا - التوقيت: اختار وقتا يتميز بشبه القطيعة بين فرنسا والجزائر، والاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، وباختناق كل مناورات النظام الجزائري الذي يعيش عزلة دبلوماسية جهوية وقارية ودولية، وتحول كل أوهامه الجيوسياسية لسراب.
ثانيا - المكان: اختار العميل الجزائري مدينة مراكش لحمولاتها التاريخية، وصومعة الكتبية لرمزيتها، ليعبر عن عقدة النظام الجزائري من عراقة تاريخ المملكة المغربية عموما وتاريخ مراكش خصوصا.
ثالثا - الوثائق التي اعتمدها في الفيديو: من خلال هجومه على الوحدة الترابية المغربية وبمراكش ومن جانب صومعة الكتبية، يتبين أن زيارة عميل النظام الجزائري للمغرب كانت من وراءها النظام الجزائري الذي مده بوثائق معينة مزورة استفزازية، وهو ما يدل على أن زيارته ذات أهداف سياسوية حدد معالمها النظام الجزائري.
رابعا - بثه للفيديو وهو يحمل ألوان العلم الجزائري: فضح ما وضعه هذا العميل حول عنقه تورط النظام الجزائري في العملية، وهذا كاف للتأكيد على أن زيارة هذا العميل الجزائري كانت من تخطيط المخابرات الجزائرية، لكن بسيناريو وإخراج رديئين.
خامسا - جنسية منفذ الخطة الجزائرية: رشيد نكاز مواطن فرنسي من أصول جزائرية، واختياره ليقوم بهذه العملية الخبيثة للهجوم على المملكة وعلى الوحدة الترابية من مراكش، كان مدروسا لكون المخابرات الجزائرية تعرف أنه سيكون محميا بجنسيته الفرنسية، وأن السلطات المغربية مدركة جيدا للمخطط الجزائري الذي يستهدف تأزيم العلاقات الفرنسية المغربية على شاكلة الموقف الفرنسي من قضية صنصال الجزائري ذو الجنسية الفرنسية والذي تم سجنه بسبب موقفه من الوحدة الترابية للمغرب، وهي قضية أزمت العلاقات الفرنسية الجزائرية. لذلك وضع النظام الجزائري هذه الخطة لتأزيم هذه العلاقة المغربية الفرنسية، ليسقط المغرب في سجن رشيد نكاز فرنسي الجنسية الذي تهجم على الوحدة الترابية المغربية بمراكش، لكن ذكاء وحكمة السلطات المغربية دبرت تصريحات نكاز الاستفزازية ضد المغرب بنوع كبير من المسؤولية والتبصر، لانها لا تريد السقوط في فخ المخابرات الجزائرية التي قهرتها حكمة ملك وايمان شعب بعدالة قضيته.
وأمام تصرف العميل الجزائري هذا، نردد الوصف الذي أعطاه الرئيس الجزائري لبوعلام صنصال، وهو أن رشيد نكاز محتال مبعوث من طرف النظام الجزائري.
وكما قال ميكيافيلي، إنها متعة مضاعفة عندما يخدع المخادع نفسه.