تتجه الأنظار نحو موريتانيا التي يبدو أنها على وشك اتخاذ قرار تاريخي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وذلك بعد سنوات من الحياد الحذر الذي ورثته عن حقبة مضطربة.
فقد كشف محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم الموريتاني، عما اسماها "ضغوط كبيرة" تتعرض لها حكومة بلاده لإنهاء هذا الحياد، الذي تجسد في الاعتراف بجبهة "البوليساريو" في ثمانينيات القرن الماضي.
لكن هذه الحقبة يبدو أنها طويت إلى الأبد، وفق مواقع محلية ، فموريتانيا اليوم، بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تنظر إلى المستقبل بعين الواقعية، وتدرك أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، وأن دعم "البوليساريو" لا يخدم مصالحها الوطنية.
فالتقارب الدبلوماسي والتعاون الثنائي المتزايد بين نواكشوط والرباط يعكسان إرادة قوية لتجاوز الماضي، وبناء علاقات استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الرئيس الغزواني يستند في قراره المرتقب إلى الشرعية الدولية، التي لا تعترف بالكيان الوهمي الذي تدعيه "البوليساريو"، وإلى مواقف الدول الكبرى ومعظم الدول الأفريقية والعربية والإسلامية التي تدعم الوحدة الترابية للمغرب.
كما يعي الرئيس الموريتاني أن بلاده اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأن جيشها قادر على حماية سيادتها الوطنية، والتصدي لأي محاولة لعرقلة هذا القرار السيادي الذي يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي.