بوريطة: المغرب لا يتدخل في علاقات الدول الأخرى مع الجزائر

في حوار مهم مع صحيفة "لوبوان" الفرنسية، قدم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة رؤية شاملة عن العلاقات المغربية الفرنسية والقضايا الإقليمية والدولية.

يستهل بوريطة حديثه بالإشارة إلى عمق العلاقات المغربية الفرنسية، حيث تشكل الجالية المغربية بفرنسا نموذجاً للاندماج الناجح بملايين المواطنين، أغلبهم من الطلبة والمهنيين. ويؤكد أن هذا النجاح حظي بإشادة الرئيس الفرنسي نفسه، مشدداً على التزام المغرب المسؤول في التعامل مع ملف الهجرة غير النظامية عبر استعادة مواطنيه المقيمين بشكل غير قانوني.

ويتطرق الوزير إلى ملف القاصرين غير المصحوبين، مستعرضاً تجربة التعاون مع فرنسا في هذا المجال. فيشير إلى التعليمات الملكية الصادرة عام 2018 لتحديد هوية الأطفال الذين لديهم عائلات أو يمكن إيواؤهم في مراكز بالمغرب. ويكشف عن مفارقة مهمة حيث تبين أن ثلثي القاصرين الذين تم فحص ملفاتهم ليسوا مغاربة، مشيراً إلى التحديات القانونية التي تواجه عملية إعادة القاصرين حتى مع وجود التعاون القضائي بين البلدين.

وحول العلاقات المغربية الجزائرية، يؤكد بوريطة على ثبات الموقف المغربي المتمثل في عدم التدخل في علاقات الدول الأخرى مع الجزائر. ويشدد على أن هذا النهج يمثل توجيهاً ملكياً واضحاً، حيث يركز المغرب حصرياً على علاقاته الثنائية مع شركائه، تاركاً لكل دولة حرية تطوير علاقاتها مع الجزائر.

وفيما يخص منطقة الساحل، يستعرض بوريطة الرؤية الملكية التفاؤلية تجاه المنطقة، مشيراً إلى الزيارات الملكية المتعددة لمالي والمبادرات التنموية المغربية هناك، بما فيها تدريب أكثر من 500 إمام في معهد محمد السادس. ويشرح المبادرة الملكية الأطلسية التي تهدف لفك العزلة عن دول الساحل عبر فتح الموانئ المغربية وتوفير البنية التحتية اللوجستية والرقمية.

أما فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل والقضية الفلسطينية، فيوضح بوريطة أن المغرب يتميز بإرث يهودي متجذر في هويته الوطنية، لكنه يؤكد أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لا يعني دعم سياساتها. ويشير إلى إدانة المغرب الصريحة للهجمات الإسرائيلية على المدنيين والمستشفيات والمدارس، مؤكداً أن الموقف المغربي من القضية الفلسطينية، التي تعتبر أولوية كقضية الصحراء، يظل ثابتاً ولا يقبل المساومة.

ويختتم الوزير حديثه بالتأكيد على دور المغرب في تشجيع الحوار البناء في الشرق الأوسط، مشدداً على أهمية العمل بهدوء لتعزيز المناقشات الهادئة والحوار البناء للوصول إلى حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وتحقيق حل الدولتين.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.