غوتيريش يحذر من تصعيد جديد بالصحراء ويدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية

عبر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن أسفه لعدم حدوث تحسن ملموس في العلاقات بين الجزائر والمغرب، مشجعا البلدين على إعادة تأسيس الحوار لإصلاح علاقاتهم وتجديد الجهود الهادفة إلى التعاون الإقليمي، بما في ذلك بهدف إنشاء بيئة مواتية للسلام والأمن، وذلك نظرا للدور الحاسم للدول المجاورة في تحقيق حل نزاع الصحراء المفتعل.

وأوصى المسؤول الأممي، في تقريره الذي تم تقديمه في الفاتح من أكتوبر الجاري، بتمديد ولاية مينورسو لعام آخر، حتى 31 أكتوبر 2025، معتبرا أنها تمثل التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نحو تحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين للنزاع في الصحراء وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معتبرا أنها “تواصل الوفاء بدورها رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها”.

وعبر غوتيريتش كذلك عن قلقه العميق إزاء التطورات في الصحراء، معتبرا أن استمرار التدهور في الوضع الراهن، بالإضافة إلى الحوادث غير المسبوقة، أمر مقلق وغير مستدام، ويتطلب إجراء تصحيح عاجل لتجنب المزيد من التصعيد، مجددا دعوته لجميع المعنيين للعمل على تغيير المسار دون تأخير، بتيسير من الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي الأوسع، نحو حل سياسي عادل ودائم وقابل للتفاوض.

وقال إن عدم وجود وقف شامل لإطلاق النار، وخاصة من طرف البوليساريو، لا يزال يمثل عقبة رئيسية في سبيل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الطويل الأمد ويهدد استقرار المنطقة، ويزيد من خطر التصعيد، مؤكدا أن “مينورسو لم ترصد أي علامات على تصعيد في الآونة الأخيرة، مشددا على ضرورة أن تتوقف جميع الأعمال العدائية على الفور وأن يتم إعادة وقف إطلاق النار بشكل كامل.

أكد غوتيريش أن “جبهة “البوليساريو” يزعم أنها من أطلقت الصواريخ، بتاريخ 29 أكتوبر من سنة 2023″، مبينا أن “الجبهة لم تؤكد أو تنفي مسؤولية هذا الهجوم، خلال تواصلها مع أفراد بعثة المينورسو”.

أضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن ممثله الخاص وقائد بعثة المينورسو بالصحراء أبلغ جبهة “البوليساريو”، بعد الحادث، عن قلقه الكبير من هذا الحادث ودعاها إلى وقف الأعمال القتالية التي تساهم في خلق التوتر”.

وأشار أنطونيو غوتيريش إلى أن “القوات المسلحة الملكية المغربية أبلغت المينورسو أن هذا العمل يعد تصعيدا معلنا”.

وأكد المسؤول الأممي حدوث هجوم ثان على السمارة بصاروخين بتاريخ الخامس من نونبر 2023، مضيفا أن “هذا الحادث لم يخلّف ضحايا، وقد أبلغت من جديد بعثة المينورسو جبهة البوليساريو عن قلقها من هذه الأعمال العدائية القريبة من موقعها، والمدنيين”.

وكشفت مسودة التقرير أن الهجوم الآخر على أوسرد نفذ بـ”سبعة صواريخ، تم إطلاقها على أرض قاحلة على مسافة تتراوح بين 990 مترا و2.7 كيلومترات من موقع المينورسو”، لافتة إلى أن “الجيش المغربي أبلغ المينورسو أن هذا الهجوم يظهر النوايا العدائية المستمرة لجبهة البوليساريو، قبل أن يقوم بنقل وحدات له إلى المنطقة”.