تشهد السواحل الأطلسية المغربية اليوم الجمعة؛ انطلاق مناورات عسكرية للبحرية الملكية، في المجال الجنوبي للمغرب، قبالة سواحل جزر الكناري المحتلة؛ وسط جدل مسيس بين جزر الأرخبيل وأحزاب اليمين.
الأمر الذي دفع السلطات الكنارية، إلى التعبير عن غضبها جراء التحركات المغربية، واستعراض قوتها قبالة سواحل الجزر؛ حيث طالبت من حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية، تقدم توضيحات حول الموضوع.
من دون أن تصدر كلا الحكومتين الإسبانية والمغربية، أي بيان حول المناورات العسكرية، واكتفاء السلطات الوصية على قطاع الصيد في المغربية، بتوجيه إشعار للصيادين، من أجل الإبتعاد من المجال البحري المحدد.
وهو المجال البحري الذي يقرب من سواحل الأرخبيل بـ 125 كيلومترًا فقط، وفقا لإحداثيات مندوبية الصيد البحري بسيدي إفني؛ والتي تتضمن أربع مناطق عسكرية بحرية، لإجراء مناورات للبحرية الملكية، بين 29 مارس و28 أبريل.
لكن ردود الفعل ضد بيدرو سانشيز لم تقتصر على حكومة الكناري فقط؛ إنما كذلك منسق الحزب الشعبي بالجزر جاكوب قادري، حيث طالب الحكومية المركزية يوم الاثنين الماضي، بتقديم كافة المعطيات حول المناورات بشكل عاجل.
بالإضافة إلى النائب الأوروبي اليميني جوردي كانياس، عن حزب "سيوداد أنوس"، المحسوب على اليمين الإسباني المعتدل؛ حيث حمل المسؤولية الكاملة بشكل مباشر إلى بيدرو سانشيز.
وذلك في تغريدة للنائب عبر منصة "X"، مؤكدا اعتزام حزبه، تقديم شكوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية، بشأن ما وصفه بالاستفزاز المغربي، ردا على حكم محكمة العدل الأوروبية، بخصوص اتفاقية الصيد البحري.
وفي هذا الإطار، قدم الخبير الأمني والعسكري غابرييل كورتينا قراءة تقنية حول الموضوع، مؤكدا سيادة المملكة على الأقاليم، وحقها في إجراء المناورات العسكرية التي تريدها متى تشاء، من دون أي تدخل من مصدر خارجي.
مستندا في طرحه إلى المواثيق الدولية، التي تكفل للدول إجراء المناورات العسكرية داخل حدودها، من دون قيد أو شرط، واحترام سيادة الدول، دون التدخل في شؤونها الداخلية، مادامت لاتعارض القوانين الدولية.
وأضاف غابرييل كورتينا، بأن تلك المبادئ الدولية، تنسجم مع موقف إسبانيا الأخير، بشأن سيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية؛ ما يعني حق المغرب في القيام بالمناورات داخل مياهها الإقليمية.
ويأتي تحليل الخبير الأمني والعسكري، غابرييل كورتينا؛ بناء على ضوء الإحداثيات التي تضمنتها وثيقة مندوبية الصيد البحري، حول المناطق العسكرية؛ مؤكدا بذلك سيادتها على مجالها البحري.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "إل كونفيدنسيال" عن بعض خصائص الأسطول البحري المغربي، تفاعلا مع المناورات العسكرية؛ حيث أن المملكة تمتلك ست فرقاطات، و20 زوارق دورية، وتعتبر من أفضل السفن في إفريقيا.
بينما أضاف الخبير نفسه، أن البحرية الملكية المغربية تسعى إلى اختبار أنظمة أسلحة جديدة، وتطوير قدرات جديدة ترتبط بمهام القيادة والسيطرة، ودمج الوحدات البحرية مع الدعم الجوي والبحري.