قالوا عن انتخاب "القيادة الجماعية" لحزب الأصالة والمعاصرة

في سابقة من نوعها في المشهد السياسي المغربي وفي تاريخ الحزب، انتخب المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ثاني قوة سياسية في الائتلاف الحكومي الحالي، مساء السبت، قيادة جماعية لإدارة دفة الحزب خلال السنوات الأربع المقبلة.

وجاء انتخاب القيادة الجماعية الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة، بعدما أقرّ المجلس الوطني المنتخب بالإجماع لائحة الترشيح الجماعية التي ضمّت في عضويتها كلاً من الرئيسة السابقة للمجلس الوطني للحزب وزيرة الإسكان في حكومة عزيز أخنوش، فاطمة الزهراء المنصوري، ووزير الثقافة والشباب محمد مهدي بنسعيد والبرلماني صلاح الدين أبوغالي، فيما أعلن عن اختيار المنصوري منسقة وطنية للحزب.

وهذه اهم التصريحات المتعلقة بانتخاب القيادة الجماعية:

عبد اللطيف وهبي: القيادة الثلاثية الجديدة تتسم بالمناصفة

عبر عبد اللطيف وهبي الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال المؤتمر الوطني الخامس للبام، عن رأيه بخصوص تغيير النظام الداخلي وانتخاب قيادة ثلاثية جديدة.

واعتبر الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، أن القيادة الثلاثية الجديدة تتسم بالمناصفة موضحا ” أولا القيادة الثلاثية تتسم بالمناصفة التي ندافع عنها داخل الحزب، والشباب الآن في البام يحتاجون إلى دعمكم وإلى مساندتكم من أجل الاستمرار”.

وبخصوص أسباب تركه للأمانة العامة لحزب “الجرار” فقال وهبي :” الإنسان يجب أن يعرف قدراته، وقد تركتُ مكاني من أجل منح فرصة للآخرين في الحزب، وكذلك بسبب معاناتي من الإرهاق الصحي ووجود العديد من المهام التي علي التفرغ لها في وزارة العدل”.

فاطمة الزهراء المنصوري: القيادة الجماعية للحزب ليس لها الحق في اتخاذ قرار البقاء أو الخروج من الحكومة

قالت المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري، "إن المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة يعد محطة تنظيمية مهمة كانت منتظرة وناجحة".
وأكدت المنصوري في تصريح للصحافة، عقب انتخاب أعضاء القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب « الجرار » على « عدم وجود أي أزمة داخل صفوف الحزب، بل على العكس من ذلك فإن الحزب يؤكد إنجازاته ويصحح مساره ليسير قدما بالمغاربة وطموح المواطنات والمواطنين ».

وسجلت أن المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة مر في أجواء جيدة، مع حضور مهم للمؤتمرات و المؤتمرين الذين تجاوز عددهم الثلاثة آلاف، مشيدة بمستوى النقاش بين أعضاء الحزب داخل اللجان.

أبرزت فاطمة الزهراء المنصوري  أن خطاب الأصالة والمعاصرة جاء لبناء جيل جديد من القياديين الذين سيسيرون الحزب، مشددة على أن المجلس الوطني هو من له الحق في اتخاذ القرار في البقاء أو الخروج من الحكومة وليس القيادة الجماعية للحزب.

وأشادت بالكلمة الافتتاحية للأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، مبرزة أن إعلانه عن عدم ترشحه للأمانة العامة للمرة الثانية مرده انشغالاته الوزارية والأوراش الملكية، وأضافت أن وهبي سيبقى مناضلا كبير داخل القلعة البامية وهو عضو بالمكتب السياسي للحزب.

مهدي بنسعيد: القيادة الجماعية اختيار ليس اعتباطيا

قال محمد مهدي بنسعيد عضو الأمانة العامة الجماعية، "بكل فخر واعتزاز ننهي محطة تنظيمية جديدة في تاريخ حزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة، هذه المحطة ستكون نهايتها حتما بداية لأفق جديد يوحي بالتفاؤل وزرع بذور الثقة والمشاعر الصادقة بين مناضلي ومناضلات الحزب.. لقد كانت أيام المؤتمر قليلة لكن التحضير لها وتنظيمها وإيجاد أفضل صيغة ممكنة لمخرجاتها كان صعبا وشاقا وطويلا".

وأضاف بنسعيد بعد انتخابه ليلة أمس، "لقد قطعنا على أنفسنا وعدا أن نتجاوب مع مطالب المواطنين وتخوفاتهم أولا، ومع مطالب "الپاميين" والمتعاطفين مع الحزب الذين كانوا يتنظرون إشارة إيجابية من قيادتهم ثانيا ولهذا قررنا جماعيا خلال دورة المجلس الوطني الخروج عن المألوف والعادي لنبتكر ونطرح مشروعا جديدا في الساحة السياسية ألا وهو مشروع "القيادة الجماعية" البعيدة عن الفردانية في اتخاذ القرارات وفكر "الزعيم" وشخصنة المشروع والنقاش".

وأوضح مهدي بنسعيد أن المجلس الوطني للحزب صادق على فكرة القيادة الجماعية، وليس ذلك فحسب، بل انتخب أربعة أبناء للحزب ومنتوج خالص للمشروع الپامي شبابا ونساء في هذه القيادة، ثلاثة منهم في القيادة العامة وواحدة على رأس المجلس الوطني.

وأكد على أنه" اختيار ليس اعتباطي، بل هي رسالة موجهة لشباب الحزب أولا مغزاها أن هناك آفاق داخل هذا التنظيم ومستقبل في العمل الحزبي ورسالة موجهة للشباب المغربي عامة مغزاها أن هناك حزب متجدد ينصت لهم ويثق فيهم ومستعد ليقلدهم مناصب المسؤولية".

صلاح الدين أبو الغالي: القيادة الجماعية ابتكار وسابقة في تاريخ البام 

أعرب؛ عضو القيادة الثلاثية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة؛ السيد صلاح الدين أبوالغالي؛ عن فخره واعتزازه بثقة كل أعضاء المجلس الوطني الذي وضعوا ثقتهم في شخصه لتحمل هذه المسؤولية إلى جانب فاطمة الزهراء المنصوري ومحمد المهدي بنسعيد.

وأبرز أبوالغالي أن وصوله لهذا المصاف على مستوى المسؤولية؛ جاء بعد مسار في صفوف الحزب يمتد ل 15 عاما؛ تدرج خلاله في العديد من المهام والمسؤوليات (عضو المكتب السياسي؛ الأمين الجهوي للحزب بجهة الدار البيضاء سطات؛ رئيس مجلس جماعي؛ نائب برلماني).

وأكد أبوالغالي أنه ترعرع داخل صفوف البام الذي يفتح أبواب القيادة والفرصة لجميع المغاربة وضمنهم مناضلات ومناضلي الحزب في تحمل المسؤوليات وغيرها.

وأضاف أبو الغالي أن القيادة الجماعية ابتكار وسابقة في تاريخ البام خاصة والمشهد الحزبي الوطني بشكل عام؛ مبرزا بالقول: “ختاما؛ نأمل أن نكون عند حسن ظن المناضلات والمناضلين وجميع المغاربة”.

نجوى ككوس: الزمن كفيل بالإجابة على التساؤلات المطروحة بخصوص القيادة الجماعية

كشفت نجوى ككوس؛ أن الجديد الذي جاء به الحزب بخصوص ابتكار أمانة عامة على رأسها منسقة قيادية من مستوى عال هو نتاج نقاشات وتدافع سياسي إيجابي داخل قلعة البام، مشيدة بالتجربة الجديدة لتدبير جماعي للحزب، معتبرة أن الزمن كفيل بالإجابة على التساؤلات المطروحة بهذا الخصوص.

وعبرت ككوس عن اعتزازها بالحصول على ثقة أعضاء المجلس الوطني بترأس المجلس، الذي يضم خيرة المناضلات والمناضلين الذين يسهمون في العمل السياسي بالمقترحات البناءة خدمة للوطن والمواطن.

عبد المطلب أعميار: فكرة القيادة الجماعية لحزب البام هو عنوان أزمة

قال رئيس المؤتمر السابق، عبد المطلب أعميار إن "إدارة الحزب اليوم تتم بشكل مغلق ويتم التصريح في قنوات عمومية وفي مواقع إعلامية بأنها مجموعة تدبر شؤون الحزب ويتم التصرف بأن المؤتمر الخامس على أنه مجموعة مغلقة"

وتساءل المتحدث المؤتمر يرفع شعارا" تجديد الذات لضمان الاستمرارية"، فكيف يمكن أن تضمن الإستمرارية ولدى الحزب نفس الشروط التي أفرزت الأزمة ولازالت مستمرة، والحزب اليوم تركيبته تركيبة الأعيان التي يتحكمون في العملية الإنتخابية.

واعتبر أن فكرة "القيادة الجماعية" لحزب البام هو "عنوان أزمة" لاسيما وأن الحزب يعقد مؤتمره وتبعات الملف المعروف بـ"اسكوبار الصحراء" والمتابع فيه قياديين سياسيين في الأصالة والمعاصرة، ويجب على القيادة الجديدة تقديم اعتذار قيادة جديدة للمغاربة احتراما لهم فالعمل السياسي يجب أن تكون فيه مسؤولية أخلاقية.

إسماعيل حمودي: قيادة جماعية للحزب تعني وجود خلافات قوية حول الأمين العام

قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إن قيادة جماعية للحزب تعني “وجود خلافات قوية حول الأمين العام المقبل”، مؤكدا أنه بدل الاحتكام إلى صندوق الاقتراع في حل تلك الخلافات، “جرى اللجوء إلى التسويات والتوافقات، التي قد تكون فكرة القيادة الجماعية أحد مخرجاتها”.

وأوضح المحلل السياسي أن هذا التوجه مؤشر على أحد أمرين في علاقة الحزب بالسلطة، “إما أن الحزب صار ساحة لأكثر من جهة في السلطة، أو إن السلطة تركت الحزب لشأنه، ما جعله هذه المرة عاجزا عن تنظيم مؤتمر يكون فيه الحكم لصندوق الانتخاب باعتباره آلية ديمقراطية لحل الخلافات”.

وزاد المتحدث أن القيادة الجماعية “ستكون مؤقتة، ربما في أفق إنضاج تسويات مع السلطة، خصوصا وأن الحزب تلقى ضربات قوية من لدن القضاء سيحتاج معها إلى الوقت التعافي”، في إشارة إلى قضية “إسكوبار الصحراء” التي تلقي بظلالها على المؤتمر بعد تورط اسمين بارزين من الحزب فيها، هما سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق.

وبخصوص الرهانات التي يتوقع أن تواجه الحزب في المرحلة الحالية، أكد حمودي أنها رهانات تنظيمية بالأساس، وأن القيادة والأعضاء على وعي بـ”حماية الحزب من الانشقاق والتشتت والحفاظ على أعيانه وأصحاب الأموال لديه، الذين يشعرون اليوم بأنهم بدون حماية من قيادة الحزب الحالية”.

محمد يحيا: حزب الأصالة والمعاصرة يعيش أزمة حقيقية داخل المؤسسات

من جهته، اعتبر محمد يحيا، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بطنجة، أن مؤتمر “البام” الخامس يأتي في “ظرفية صعبة جدا، بالنظر إلى حصيلة العمل الحكومي، ثم بالنظر كذلك إلى الإشكالات المطروحة داخل الحزب نفسه”.

وأضاف يحيا، أن الملفات الشائكة التي كانت موضوع نقاشات مؤخرا، ومتابعة أعضاء قياديين أمام القضاء، “مسألة لا يمكن إغفالها في المؤتمر”، بالإضافة إلى إشكاليات كبرى على مستوى الحصيلة والتدبير الحكومي.

وتابع الأستاذ الجامعي بأن “نصف ولاية الحكومة انتهت، ونعلم أنه سيكون تعديل حكومي، وكذلك الحكومة مطالبة بكسب العديد من الرهانات المتعلقة بملفات ساخنة كبرى، منها الشغل وارتفاع الأسعار والتربية والتكوين والأمن الغذائي وأزمة المياه، وهي أمور تجعل الحزب في هذا المؤتمر أمام محطة فاصلة وفارقة في تاريخه”.

وأشار إلى وجود تيارات وصراعات داخل الحزب، ومن يطالب بتجديد القيادة ومن يتحدث عن قيادة جماعية، موردا: “كل هذا مخرجاته ستكون حاسمة بالنسبة للحزب”، معتبرا أن “البام” يواجه “أزمة حقيقية داخل المؤسسات وتدبير علمية اختيار المنتدبين على الصعيد الوطني التي وجهت فيها العديد من الشكايات الرافضة لطريقة انتقاء المؤتمرين”.

وأشار الخبير في القانون العام إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة مطالب بـ”تصحيح المسار والعودة إلى نقطة البداية التي أسس لها المؤسسون الأوائل، وإعادة النظر في توجهاته”، لافتا إلى أن التوجيهات الملكية بخصوص تخليق الحياة السياسية وتركيزها بالخصوص على المؤسسة التشريعية التي فيها إشكاليات كبرى، “تعني بشكل مباشر حزب الأصالة والمعاصرة، وباقي الأحزاب الأخرى”.

كريمة غراض: القيادة بشكلها الحالي ستطرح إشكالات تنظيمية 

 

رأت كريمة غراض باحثة في العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن هذا المعطى ينبئ عن أزمة تنظيمية داخلية لايمكن إنكارها، متساءلة: "فلما اللجوء إذن إلى قيادة ثلاثية؟ ألا يوجد إسم يحصل حوله التوافق المرحلي، لاسيما بعد الهزات التنظيمية التي عرفها الحزب مؤخرا، وهل الحزب تجميع لأحزاب تحالفت حول إيديولوجية معينة؟ حتى تكون القيادة ثلاثية ؟".

اعتبرت كريمة غراض باحثة في العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن "القيادة بشكلها الحالي ستطرح إشكالات تنظيمية مثلا، بخصوص المشاركة في اجتماعات التحالف الحكومي، استقبال الوفود الأجنبية، رئاسة الندوات الصحفية، الناطق الرسمي باسم الحزب، ترؤس أشغال المكتب السياسي، التفاوض أثناء التعديل الحكومي المرتقب، رئاسة اجتماعات الفريق البرلماني وهكذا..."

وقالت غراض في تصريح "بلبريس"، إن "أنوية داخل قيادة الحزب على مستوى (الأمانة العامة لوحدها ) من المفروض أن تكون المسؤولية محددة في شخصية واحدة، اذن هنا سنتحدث عن قيادة أحادية تقودها المنصوري لوحدها ، وأخرى مشتركة ثلاثية تجمع بين الرباط والدار البيضاء ومراكش ، ممثلة على التوالي في المهدي بنسعيد و صلاح الدين أبو غالي ، وفاطمة الزهراء المنصوري ، وهي المناطق الأولى التي زودت الحزب بالنخب منذ التأسيس".

وأوضحت أن حزب الاصالة والمعاصرة بما أنه رفع شعار "تجديد الذات الحزبية لضمان الاستمرارية"، كان على قيادته أن تجدد مفهوم أدائه الحزبي و إيجاد صيغ تنظيمية بشكل يليق مع حضوره كمكون من مكونات الأغلبية.