صنعت فاطمة الزهراء المنصوري الحدث بتوقيع نداء موجه لكل الباميات والباميين أياما قليلة قبل انطلاق اشغال المؤتمر الخامس.
نداء كله رسائل وألغاز مفاده دعوة فاطمة الزهراء المنصوري من المؤتمرين تجاوز محطة التأسيس الأولى إلى المحطة الثانية آي الولادة الثانية ، ولادة تقودها نخب شابة جديدة قادرة على القيام بالقطيعة الشاملة مع أسس وأبعاد أفكار وأهداف مرحلة تاسيس حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2007.
نداء المنصوري رسالة قوية بأن لا يسقط حزب البام في معادلة ''السلف الصالح'' التي سقطت فيها كل الأحزاب المغربية التي بقيت سجينة مرجعيات وخلفيات وأبعاد محطة التأسيس، مما جعلها تصاب بالوهن والعجز والروتينية.
نداء المنصوري يضع الكل. انطلاقا من نفسها هي ووهبي وكل المؤتمرين بأن يتحملوا المسؤولية التاريحية لمساءلة الذات ومراجعتها، لان مشروعية وجود حزب الاصالة والمعاصرة اليوم يجب ان لا تستمد من فكرة الخوف من مد الاسلاميين او الفكر الاسلامي السياسي الذي كان من بين مشروعية تأسيس حزب البام، وبالخصوص من حزب البيجيدي، هذه المشروعية استنفذت وأدت مهامها ،ونتائج انتخابات سنة 2021 أكدت نهاية المد الاسلامي علي الاقل في نسخته القديمة .
نداء المنصوري موجه لحزب الأصالة والمعاصرة المستقبل ، هذا الحزب الذي لا يمكن قيادته اليوم بنخب وهياكل تعيش على أنقاض مرجعيات محطة التأسيس،حزب البام يشارك اليوم في الأغلبية الحكومية، في سياق وطني يتميز ب :
-مشهد سياسي متشتت ... بفعل قضايا مالية وصدمات سياسية من حق المغربيات والمغاربة أن يطالبوا بشفافية أكثر .. بنزاهة أكثر . وكفاءة أكثر.
- تحديات اجتماعية واقتصادية وبيئىة صعبة تفرض على المؤتمر الخامس تجديد ذاته، وتجديد نخبه والثقة في الأجيال الجديدة، خصوصا أمام النداءات المتواصلة لصاحب الجلالة، من أجل تخليق الحياة السياسية.
وما على حزب البام اليوم الا ان يتفاعل مع هذه المستجدات الراهنةبعيدا عن خلفيات محطة التاسيس التي اصبحت متجاوزة اليوم.
نداء المنصوري نقد ذاتي شجاع وجريء، نداء محاسبة لنمط تفكير نخب الحزب وتنظيماته لتكون أكثر استعدادا للاستحقاقات والمواعيد الديمقراطية.وانطلاقا من هذه الافكار، طالبت المنصوري أن يكون الباميون والباميات أمام مسؤولية تاريخية ... والمؤتمر الخامس اليوم يعد لحظة من تلك اللحظات.
وأكدت المنصوري في ندائها أن قوة أي إطار حزبي تتجسد في مشروعه الواضح والطموح والذي يجيب المغربيات والمغاربة عن تساؤلاتهم وانتظاراتهم اليومية، مشروع يجعل المغرب ينخرط في تنمية مستدامة ودائمة.
واختتمت المنصوري نداءها باعتبار أن الشفافية هي أن تكون للبام الجرأة لكي يكون فوق كل الشبهات ،ولن يتحمل المسؤولية في صفوفه إلا أناس بأخلاق عالية ومبادئ صادقة وقناعات صافية، وهي رسالة ورد قوي عن اعتقال الناصري والبعيوي، هذا الأخير الذي كان رئيس لجنة الانتخابات في المؤتمر الرابع، لتضيف أن المعاصرة هي الإيمان القوي بدولة الحق وان لا أحد فوق القانون .... والقانون هو ضامن العدالة وتكافؤ الفرص.
وعليه ، وجهت المنصوري نداءها لجميع مناضلات ومناضلي الحزب لتصريف هذه المبادئ خلال المؤتمر الخامس القادم، عبر مساءلة الذات ومراجعتها، مركزة على جعل هذا المؤتمر، مؤتمرا للتغيير ، ومؤتمرا للتجديد ، واقناع جميع المغاربة حزب الأصالة هو حزب المستقبل. ومستقبلكم بين أياد جديرة بثقتكم.
نداء رئيسة المجلس الوطني لحزب الاصالة والمعاصرة التي ستنتهي رئاستها في المؤتمر الخامس يمكن اعتباره نداء الوداع ، وطي صفحة وهبي، ودفع الحزب نحو ولادة ثانية بعرض سياسي وفكري جديدين ،نخب قيادية جديدة ،والا فان حزب البام سيبقى كباقي الاحزاب الاخرى سجينة المرجعية التاريخية ومعادلة السلف الصالح.
انه نداء يوحي بطي محطة وهبي والمنصوري ومغادرة مرجعيات وأفكار محطة تأسيس البام، الى محطة ثانية تتجاوز مرجعيات وافكار محطة التأسيس التي انتهت صلاحياتها ، إنها محطة الولادة الثانية للبام ، محطة بنخب وبروفيلات وعقليات ومقاربات جديدة . قد تقودها الطاقات الشبابية للحزب وفي مقدمتهم المهدي بنسعيد الشاب المتوفر على الشرعية الانتخابية والقاعدة الشعبية ، وليس يونس السكوري البامي الميكيافيلي والبراغماتي الذي لا يتوفر علي القاعدة الشعبية والشرعية الانتخابية.