خيبة أمل في الجزائر والبوليساريو بعد تحالف سومار مع بيدرو سانشيز
وقع الحزب الاشتراكي الإسباني، بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، وتحالف سومار اليساري المتطرف بزعامة يولاندا دياز، اتفاقا لتشكيل حكومة ائتلافية يوم الثلاثاء الماضي.
روجت رئيسة تحالف سومر، يولاندا دياز، خلال حملتها الانتخابية، للأطروحة الانفصالية، وعبرت عن دعمها للبوليساريو، وهي الورقة التي استغلتها القيادية اليسارية المتطرفة لحشد الدعم لحملتها وتكبير قاعدتها الانتخابية ليس إلا.
وقبل الاتفاق مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز على تشكيل الحكومة، روج خصوم الوحدة الترابية للمغرب أخبارا حول مطالبة يولاندا دياز لبيدرو سانشيز بالتراجع عن موقفه من دعم مغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي، كحل واقعي ومستدام لحل النزاع الإقليمي المفتعل.
لكن بعد توقيع الاتفاق اتضح زيف هذه الأخبار، وبالتالي أصيبت الجزائر ومن خلفها البوليساريو بخيبة أمل. إذ أن الاتفاق الذي عقد بين بيدرو سانشيز ويولاندا دياز، والذي جاء في 48 صفحة، لم يشمل أي إشارة لقضية الصحراء المغربية.
بل ارتكز الاتفاق على سياسات العدالة الاجتماعية والمناخية، من خلال مجموعة من الإجراءات الاجتماعية مثل الالتزام بتخفيض ساعات العمل دون خفض الرواتب، وزيادة الحد الأدنى للأجور، ودعم السكن الاجتماعي.
وفي الشق المرتبط بالسياسة الخارجية تم التأكيد على مواقف إسبانيا الثابتة من الحرب الروسية الأوكرانية، مع عدم الإشارة نهائيا لقضية الصحراء المغربية، عكس ما كان ينتظره خصوم الوحدة الترابية للمغرب.
إزاء هذا الموقف، هاجمت جبهة البوليساريو بعنف تحالف سومار «لتخليه عن القضية الصحراوية»، في الاتفاق مع بيدرو سانشيز لتشكيل حكومة ائتلافية. وأشارت البوليساريو إلى أن ''هذا التخلي هو «تناقض واضح» مقارنة بالبرنامج الذي خاض به حزب سومار الراديكالي الانتخابات العامة في يوليوز الماضي''. واعتبرت البوليساريو بأن سومار "أصبح شريكا في التغيير الكبير في السياسة الإسبانية اتجاه الصحراء من خلال الانحياز للمواقف المغربية".
إن مسألة دعم إسبانيا لمغربية الصحراء والحكم الذاتي اعتراف مؤسسات وليس أشخاص، اعتراف من الدولة الإسبانية وليست شأنا حزبيا خاضعا للمزايدات السياسية والانتخابية. إن تراجع إسبانيا عن مواقفها من قضية الصحراء رهان خاسر، لن تنفع معه لا وعود بولاندا دياز ولا غيرها.