محللون يرصدون خلفيات ودلالات الرسائل الملكية الموجهة إلى قادة ثلاث دول خليجية

بعث الملك محمد السادس، برسائل خطية سلمها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وقبلها كان الملك محمد السادس قد أرسل رسالة خطية إلى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، كما بعث الملك محمد السادس برسالة خطية إلى  الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

وكان لافتا في الرسائل المذكورة أنها كانت خطية وتم تسليمها عن طريق وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع. ما يجعل التساؤل هاما حول دلالات جعل الرسائل خطية؟ ولماذا كان تسليمها عن طريق الوزيرين، علاوة على السياق الذي جاءتا فيه، علما أن الرسائل كانت متقاربة في طريقة نشرها على الوكالات الإخبارية الرسمية لكل دولة.

وقد شكلت هذه الرسائل الملكية موضوع مقاربات لعدد من المحللين نقدمها على الشكل التالي:

ذ.عباس الوردي: الرسائل تؤكد على أهمية تعزيز التواصل والتكامل بين الدول العربية لتحقيق التنمية والاستقرار

أوضح عباس الوردي، أستاذ جامعي، بكلية الحقوق السويسي، أن هذه الرسائل تحمل دلالات ورسائل مباشرة تشير إلى رغبة المملكة في تعميق النقاش حول قضايا استراتيجية متنوعة في مختلف المجالات، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية.

وأكد الوردي في تصريح له لـ “بلبريس” أن المغرب يولي أهمية قصوى لقضايا العروبة والإسلام، ويسعى دائمًا إلى تعزيز وحدة الأمة العربية والإسلامية، وبناء شراكات مبنية على التعاون وتبادل الخبرات، بهدف تعزيز التلاحم والتعاون العربي والإسلامي.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن الرسائل تعكس أيضًا دور المغرب الاستراتيجي في بناء أنظمة تنموية جديدة، قادرة على التصدي للتحديات الحالية والمستقبلية. وأشار إلى القيادة المميزة التي يمتلكها الملك جلالته في توجيه السياسة والعلاقات الدولية، مما يؤكد على أهمية التعاون بين الدول كأساس لتحقيق الاستقرار والتنمية.

وأكد الوردي على أهمية تحقيق الربح المشترك وتعميق التعاون بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، والعمل المشترك في مجالات متعددة من التكنولوجيا إلى التنمية والأمن. وشدد على ضرورة تطوير خطة عمل واضحة لتعزيز التكامل والتعاون بين الدول، مع الأخذ في الاعتبار الظروف العالمية الحالية التي تفرض التعاون والتواصل بين الدول.

وفي الختام، أشار الوردي إلى أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الدولية، وأن العلاقة القوية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي تمثل فرصة لبناء تعاون جديد يسعى إلى نشر الإخاء والمحبة، ومواجهة التهديدات الإرهابية. وأكد أن هذه الرسائل تؤكد على أهمية تعزيز التواصل والتكامل بين الدول العربية لتحقيق التنمية والاستقرار.

ذ. زهير لعميم: الرسائل الملكية تعكس منطق رابح- رابح في علاقة المملكة المغربية مع دول الخليج

لعميم الرسائل الملكية تعكس منطق رابح- رابح في علاقة المملكة المغربية مع دول الخليج

في تصريح لجريدة “بيل بريس”، قال الأستاذ زهير لعميم، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية، كلية الحقوق مراكش، أن الرسائل الملكية التي أرسلها الملك محمد السادس إلى بعض دول الخليج وقادتها. تحمل في طياتها مجموعة من الدلالات، سواء من حيث توقيتها، أو شكلها، أو حتى مواضيعها.

ويضيف لعميم، من حيث الشكل، الرسائل الخطية التي أُرسلت من قبل الملك محمد السادس إلى أمراء وملوك دول السعودية والإمارات وقطر تجسِّد عمق العلاقات التي تربط بين المملكة المغربية وقادة دول الخليج.

ويعبر الأستاذ الجامعي، بوضوح عن أهمية توقيت إرسال هذه الرسائل. الذي يعكس درجة الوعي والفهم الصعوبات والمخاطر التي تعترض المنطقة. خصوصا أمام تصاعد المشكلات الإقليمية ، وكذلك التحديات المتعلقة بالقضايا ذات الأولوية مثل الأوضاع في سوريا، ليبيا، واليمن، بالإضافة إلى القضايا الأمنية المرتبطة بمناطق الساحل والصحراء الإفريقية.

أما من حيث طبيعة المواضيع التي تمت مناقشتها في هذه الرسائل، يتبيّن للمتحدث أنها تعكس بشكل واضح استمرارية الروابط والصداقة التي تربط المغرب بدول الخليج العربي. كما أن هذه المواضيع تشكل تجسيدًا لعلاقات استراتيجية وجوهرية بين البلدين، برغم التوترات الزمنية أو الاختلافات التي قد تظهر من وقت لآخر.

وأكد المصدر ذاته، على تبني السياسة الخارجية المغربية لمنطق رابح-رابح. الذي يقوم على تعزيز التعاون والشراكة المتبادلة بين الدول، بحيث يسعى كل طرف إلى تعزيز مصالح الآخر من خلال التفاعل البنّاء.

ذ.هشام معتضد: الرسائل الملكية تأتي في ظل تحولات جيوستراتيجية و تطورات جيوسياسية جد دقيقة تمر منها المنطقة

هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، قال أنه “من الملاحظ أن من حمل الرسالة وسلمها هو وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة و هو ما يؤكد ان بعد الرسالة مرتبط بالدبلوماسية و السياسية الخارجية للمغرب، كما أن حضور فوزي لقجع إلى جانب وزير الخارجية المغربي يحيل إلى احتمالين اثنين، إما أن موضوع الرسالة لها شق مرتب بالأمور المالية لكون فوزي لقجع يحمل صفة الوزير المنتدب لوزارة المالية و الاقتصاد المكلف بالميزانية، أو ان حضوره بقبعة رئيس ملف الترشح المغربي لاستضافة كأس العالم يحيل أن موضوع الرسالة مرتبط بحشد الدعم المالي و السياسي لملف الرباط”.

وأضاف الخبير في العلاقات الاستراتيجية، أن “استقبال الوفد المغربي من طرف كل من وزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء نيابة عن ولي العهد السعودي و رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى نائب أمير قطر نيابة عن أمير البلاد تترجم التوجه السيادي للرسالة و محتواها الاستراتيجي المتعلق مباشرة بتوجهات الدولة السيادية”.

وحول السياق الذي أتت فيه هذه الرسائل الملكية ، قال نفس المتحدث، أن “الرسائل الملكية تأتي أيضا في ظل تحولات جيوستراتيجية و تطورات جيوسياسية جد دقيقة تمر منها المنطقة، فهناك رهانات قمة النقب و الانقلابات العسكرية في إفريقيا و الدعم الدولي الذي يحضى به مقترح الحكم الذاتي المغربي بخصوص ملف الصحراء المغربية بالإضافة إلى الدور المهم و الحيوي الذي يسعى المغرب لعبة في ملف القضية الفلسطينية على خلفية استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية”.

وأوضح المختص في العلاقات الدولية، أن “هناك علاقات استراتيجية و جد وثيقة تجمع الدولة المغربية بنظيرتها الخليجية، و العلاقات المتميزة جدا التي تجمع العائلة الملكية المغربية، مع العائلات الحاكمة في الخليج العربي يجعل من بروتوكول بعث الرسائل الملكية حدث سياسي ذات خصوصيات تتعدى التأويلات السياسية و التحاليل الدبلوماسية، لأن ما يجمع الرباط بالعواصم الخليجية يتعدى مجرد علاقات دول و تعاون مؤسسات دبلوماسية و سياسية”.

ذ.عصام لعروسي: الرسائل التي تسلم يدا ليد تحمل شيئا من السرية والأهمية القصوى

محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن “الرسائل الملكية تكتسي أهمية بالغة، علاوة على أنها لست مجرد رسائل بسيطة”.

وتابع لعروسي، أن “الرسائل، التي تسلم يدا ليد، تحمل شيئا من السرية والأهمية القصوى”، لافتا إلى أنها “تحمل في طياتها القضايا التي تهم المملكة، خاصة مع دول تربطها بها علاقات تاريخية وشراكة قوية”.

أستاذ العلاقات الدولية خمّن، في هذا الصدد، أن “الملك محمدا السادس، ربما، يريد دعما، لا مشروطا، من قبل هذه الدول يخص ملف الصحراء في ظرف تاريخي مفصلي لحسم الأمور، خصوصا مع توالي الاعترافات الدولية (أمريكا-إسبانيا-إسرائيل…) بمغربية الصحراء، وصدقية وجدية مبادرة الحكم الذاتي لحل هذا النزاع المفتعل”.

كما لفت الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إلى أن “حضور فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، خلال تسليم الرسائل، (الحضور) له صلة برغبة المغرب في تنظيم مونديال 2023 رفقة إسبانيا والبرتغال، مع ضرورة الحصول على دعم عربي في هذا السياق.

ذ.سمير بنيس: تسليم الرسائل يدا ليد دليل على القيمة التي يعطيها المغرب للعلاقات الوطيدة مع هذه الدول

وفي نفس السياق، أوضح المستشار السياسي والخبير في السياسة الخارجية المغربية، سمير بنيس، أنه “في بعض  الحالات يقوم رئيس الدولة بتوجيه رسالة خطية لرئيس دولة أخرى، ولكن ليس بالضروري أن يتم تسليمها عن طريق وزير الخارجية أو أي مسؤول حكومي، بل يتم فقط تسليمها عن طريق القنوات الرسمية، أي عن طريق وزارة الخارجية، ولكن عندما تكون هناك رسالة خطية يتم تسليمها عن طريق وزير الخارجية، فهذا دليل على القيمة التي يعطيها المغرب للعلاقات الوطيدة مع كل من العربية السعودية والإمارات وقطر”.

وفيما يتعلق بسياقيها والمغزى منها، يرى بنيس أن “هناك 3 محاور، أولها أنه قد يكون هناك مسعى من المغرب لحث قطر والسعودية على فتح قنصليات لهما في الصحراء وإعطاء زخم إضافي للدعم الدولي الذي يحظى به المغرب في ملف الصحراء، خاصة أننا نعلم أن هذين البلدين، دائما ما يدعمان المغرب بشكل رسمي في الأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية، ويتحدثان في أروقة الأمم المتحدة، خاصة في اللجنة الرابعة، عن الصحراء على أنها مغربية ويدعمان دائما الملف المغربي ومخطط الحكم الذاتي المغربي، وبالتالي هناك جهد أو محاولة للمغرب لدفعهم لأخذ خطوة إضافية في دعمهم للموقف المغربي من خلال فتح قنصلية لهما في الصحراء المغربية”.

وأردف الخبير في العلاقات الدولية أن المحور الثاني الذي قد يكون مضمون هذه الرسالتين هو أنه “في سياق الخطاب الملكي الذي تحدث فيه عن ترشيح المغرب المشترك مع البرتغال وإسبانيا لاحتضان كأس العالم 2030، فإن وجود فوزي لقجع إلى جانب ناصر بوريطة، علما أن لقجع هو المسؤول عن الملف المغربي لكأس العالم، ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم و وزير الميزانية، فهذا يوحي أن المغرب يحاول أن يدفع البلدين لكسب دعم الدول العربية الآسيوية للتصويت على الترشيح المغربية مع إسبانيا والبرتغال، علما أنه بعد أقل من سنة تقريبا سيتم الإعلان عن البلد الفائز لتنظيم كأس العالم 2030”,

وخلص بنيس في عرضه لثالث محور يحتمل أن تتضمنه الرسائل، إلى أن “المغرب يسعى كذلك لحث البلدان على الاستثمار أكثر ودعم المشاريع التي يعتزم المغرب إطلاقها في إطار التحضير لكأس العالم 2030، علما أن هذه البلدان التي تجمعنا معهما علاقات وطيدة بين العائلة الملكية المغربية والعائلات الحاكمة في هذه البلدان، تحوز على الصناديق السيادية التي تتجاوز قيمتها مئات الملايير من الدولارات، وأنهما يقومان بالعديد من الاستثمارات في عدة بلدان، سواء في أمريكا أو تركيا أو مصر، بالتالي فالمغرب يحاول أن يحث هذه البلدان على الاستثمار في بعض القطاعات التي يعتزم المغرب الاستثمار فيها للتحضير لكأس العالم”.

ذ.الحسين كنون: تنويع المغرب لشراكائه هو ما يغيظ خصوم المملكة المغربية وعلى رأسهم النظام العسكري

في هذا الصدد، قال الحسين كنون، المحامي والمحلل السياسي، إن “الرسائل الخطية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى بعض أمراء دول الخليج وعلى رأسهم الأمير سلمان محمد بن سلمان وأمير دولة قطر وأمير دولة الإمارات العربية المتحدة تدخل في إطار الدبلوماسية الملكية، التي ما فتئ جلالة الملك يوليها إلى السياسة الخارجية للمملكة منذ أن تولى عرش أسلافه المنعمين”.

وأشار المتحدث أن “العلاقات الأخوية والعائلية وعلاقات الصداقة التي تربط جلالة الملك بأمراء وملوك دول الخليج، لها تأثير بالغ على الدبلوماسية وعلى السياسة الداخلية والخارجية”، مذكرا “بدور المغرب الفعال في الوساطة حينما كانت هناك أزمة بين دول الخليج، حيث استطاع جلالة الملك بالمكانة التي يحظى بها لدى أمراء وملوك دول الخليج، المساهمة في إذابة ذلك الجليد وإزالة تلك الضبابية التي كانت بين الإخوة والأمراء”.

وتابع المتحدث: “وبالتالي، فإن المملكة المغربية وهي تنهج سياسة الطموح والوضوح في إطار منطق رابح رابح وفي إطار التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والرياضي، لا زالت تمد يدها لكل الإخوة والأصدقاء الأفارقة والعرب”.

وأكد كنون أن “تنويع المغرب لشراكائه هو ما يغيظ خصوم المملكة المغربية وعلى رأسهم النظام العسكري الجزائري، ومن يدور في فلكه، وكفرنسا التي لما رأت المملكة المغربية أصبحت دولة قارية وصاعدة ومنوعة لشراكاتها الاستراتيجية مع الدول العظمى، أغاظها ذلك، وصارت تعمل جاهدة على محاولة فرملة المصالح العليا للمملكة المغربية حتى لا يكون لها هذا النفوذ”.

وأوضح كنون، أن “الرسائل الخطية بيد جلالة الملك لإخوانه وأشقائه الأمراء بدول الخليج لها دلالات وقراءات تؤكد عمق المودة والمحبة التي تربط جلالته بإخوانه الأمراء ومدى التقارب حول القضايا الحساسة ذات الاهتمام المشترك على رأسهها القضية الفلسطينية، والتعاون على مستوى الأمن الطاقي والغذائي والروحي “.

ذ.حسن بلوان: المملكة المغربية تسعى الى دعم السعودية وقطر في ملف الترشيح المشترك لتنظيم كأس العالم 2030

أكد حسن بلوان أستاذ باحث في العلاقات الدولية، أن العلاقات المغربية الخليجية علاقات استراتيجية، قديمة ومتجددة ترجمها حجم التعاون الاقتصادي والعسكري والثقافي بين الجانبين، وترجمتها كذلك مجموعة من المنتديات ومؤتمرات القمة كان اخرها حضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى جانب اشقائه في دول الخليج وإطلاق مبادرة تعدد وتنويع الشركات الاستراتيجية بين الشرق والغرب.

وأضاف الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، أن هذه الرسائل تأتي في سياق تمتين العلاقات بين المغرب ودول الخليج خاصة السعودية وقطر والامارات.

وأشار المتحدث، الى أن دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي دائما تعبر عن موقف واضح وقوي حول سيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية وتقف دائما الى جانب المملكة المغربية في المنتديات الدولية والإقليمية في ما يخص قضية الوحدة الترابية بالإضافة الى حجم التعاون المثمر بين الجانبين خاصة في مجالات متعددة.

ويرى بلوان, أن حضور الوزير المنتدب المكلف بالميزانية والذي في في نفس الوقت مكلف بملف الترشيح المشترك لتنظيم كأس العالم 2030, يؤكد أن المملكة المغربية تسعى الى دعم المملكة العربية السعودية لما لها من وزن في آسيا والدول العربية والعالم , وقطر باعتبارها منظمة النسخة الأخيرة من كأس العالم وما لها من تجربة في في هذا الباب.

بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في ما يتعلق بتداعيات الحرب الاكرانية والتغيرات الجيوستراتيجية التي تعرفها المنطقة العربية. وزاد المتحدث، أن الرسائل الملكية تدخل في إطار تعزيز التعاون بين المغرب ودول الخليج بالإضافة الى تمتين الروابط في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك على مستوى الديبلوماسية الرياضية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *