بعد "فاجعة دمنات".. النقاش يشتعل حول توفير السلامة في النقل الجبلي فهل ستنفذ الحكومة إجراءات جادة لتحسين البنية التحتية؟

في أعقاب الكارثة القاتلة التي هزت دمنات، وأسفرت عن وفاة 24 شخصًا إثر انقلاب حافلة "طرونزيت" على إحدى المنحدرات الجبلية العميقة، باتت التساؤلات تتوالى حول السلامة الطرقية والتدابير الواجب اتخاذها لتجنب مثل هذه الفواجع المأساوية.

وفي هذا السياق، وجه الفريق الحركي داخل قبة البرلمان سؤالًا كتابيًا لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، استفسر فيه عن إجراءات الحكومة للحد من الفوارق المجالية والاجتماعية، وكذلك تفعيل النقل في المناطق الجبلية والقروية.

وطرح الفريق الحركي عدة تساؤلات تتعلق بالوضع الراهن وآفاق تطوير النقل في هذه المناطق، متساءلا عما إذا كانت الحكومة تعتزم تنفيذ قانون خاص بالمناطق الجبلية أو إنشاء وكالة مختصة بها، كما سأل عن إجراءات مراقبة النقل ومكافحة النقل السري، الذي يعتبر آفة في هذه المناطق.

وختم الفريق المذكور سؤاله لرئيس الحكومة، أنه “بالنسبة للحادث المأساوي لإقليم أزيلال، نستوضحكم بخصوص الآثار التي سيتم ترتيبها في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة وتعويض عائلات المتوفين ضحايا حادثة السير ؟”.

ومن جانب آخر طالب إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، رئيس لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، بعقد اجتماع عاجل للجنة، بحضور كل من وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، ووزير التجهيز والماء نزار بركة، ومدير السلامة الطرقية.

وأبرز رئيس الفريق النيابي الحركي، في طلبه، أن الاجتماع يأتي لتدارس أسباب فاجعة حادثة سير وقعت على الطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الجهوية رقم 302 ومدينة دمنات، ومدى تفعيل المحاسبة في إطار ربطها بالمسؤولية عن هذا الحادث المأساوي، وتعويض الأسر المكلومة.

وشدد رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب على أن هذا الحدث المأساوي، مناسبة لتسليط الضوء على أوجه المراقبة المعتمدة للتقيد بالطاقة الاستيعابية القانونية المؤمنة، لاسيما في يوم سوق يعرف حركة ذائبة، علاوة على واقع التردي الذي تعرفه المنطقة على مستوى البنيات التحتية الطرقية، وغياب السياجات الواقية بالنسبة للمنحدرات والشعاب، وكذا واقع وافاق النقل القروي والجبلي ،على خلفية العديد من حوادث السير التي عرفها هذا المجال.

يأتي هذا في ظل تصاعد القلق حول سلامة الطرق في المناطق الجبلية، وسط نقص في البنى التحتية وضعف التدابير الأمنية، تظل هذه الحادثة تجلب الاهتمام إلى الحاجة إلى تطوير استراتيجيات تحسين السلامة الطرقية في المناطق الجبلية والقروية، وتفعيل الرقابة وتعزيز النقل العام بهذه المناطق النائية.