تزداد الأزمة المغربية الفرنسية تتعمق يوما عن يوم، وإن كانت بوادر إنفراج الأزمة تلوح في الأفق بمبادرات الصلح وحلحلة التوتر من الجانب الفرنسي، فإن المغرب مازال مشتبثا بموقفه في العديد من القضايا وعلى رأسه إعلان الموقف الصريح والعلني لباريس من قضية الصحراء، مثلما فعلت إسبانيا.
وفي هذا الصدد، أفاد موقع أفريقا انتلجنس المتخصص في الشؤون الفرنسية الإفريقية، أن وفدا برلمانيا من مجلس الشيوخ الفرنسي، كان من المفترض أن يزور العاصمة المغربية الرباط أواخر شهر أبريل الجاري، لكن وزارة الخارجية المغربية قررت خلاف ذلك، ما يُعتبر إشارة واضحة على التوتر القائم بين فرنسا والمغرب حسب تعبير المصدر.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي أجلت فيها فرنسا إحدى زياراتها الرسمية إلى المغرب، بل سبقها تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب عدة مرات قبل أن تتأجل إلى موعد غير محدد.
وتشير كافة المعطيات والتقارير المتعلقة بالعلاقات الفرنسية المغربية، أن من أبرز الأسباب التي تقف وراء حالة البرود بين البلدين، ترجع إلى رفض باريس الإعتراف بمغربية الصحراء وأيضا مسألة التأشيرات التي مازالت فرنسا متعنتة في السماح إلى المغاربة من الحصول عليها.
كما ان الولايات المتحدة الأمريكية، بدورها أعلنت في أواخر 2020 عن اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء، وبالتالي فإن الرباط كانت ترغب في أن تنضم فرنسا إلى هذا الركب، في الوقت الذي لازالت باريس مترددة في هذا الخصوص، وهو التردد الذي تربطه العديد من المصادر، إلى علاقاتها مع الجزائر، الدولة التي تُعتبر هي الداعم الرئيسي لجبهة "البوليساريو" الانفصالية التي تُقاتل المغرب لفصل الصحراء عن المملكة.