الدكالي لـ”بلبريس”: القرار الأممي ينتصر للدبلوماسية المغربية ويدين الجزائر والبوليساريو

أثار قرار المجلس الأمن التابع لمجلس الأمم المتحدة الدولي حفيظة جبهة البوليساريو بتمديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي، مُعكسا بذلك طموحات وآمال جماعة البوليساريو الانفصالية التي طالما طالبت بإلغاء مهمة البعثة الأممية.

واعتبر محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن قرار الأمم المتحدة بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، يعد انتصارا للموقف المغربي ولدبلوماسيته المبنية على الواقعية السياسية لإيجاد حل متوافق عليه في إطار الحكم الذاتي.

وأوضح الدكالي في تصريحه لـ “بلبريس”،  أن المغرب كسب بذلك تأكيدا من مجلس الأمن الدولي أن ملف الصحراء المغربية ينبغي أن يظل تحت راية الأمم المتحدة بشكل حصري.

وقال الدكالي إن “القرار الأممي الصادر اليوم يعد بمثابة إدانة من المنتظم الدولي لما يقع في هذه الحكومات من إنتهاكات فضيعة لحقوق الإنسان، ضد مغاربة المحتجزون في مخيمات الذل والعار بتندوف يعانون من ظروف إنسانية قاهرة ويعانون من بطش جنرالات الجزائر وعرابهم من مرتزقة البولساريو”.

أما بالنسبة للموقف الروسي التي اختارت الإمتناع عن التصويت عن القرار الجديد، فسره الخبير السياسي، على أنه ناتج عن عدد من القرارات السابقة المتعلقة بملف الصحراء المغربية، وأن امتناعها أصبحت “مسألة روتينية”، موضحا أن “روسيا دأبت على نفس القرار خلال السنوات الأخيرة (القرار 2044 سنة 2018، 2440 سنة 2018، 2468 سنة 2019، 2494 سنة 2019، 2548 سنة 2020)، معللة قراراها وسبب امتناعها عن التصويت لافتقاده التوزان وهي نفس العبارة التي يرددها اليوم ممثل روسيا في مجلس الأمن الدولي مبديا أن الوثيقة كذلك لم تكن بطريقة تشاورية ولا تعكس الأوضاع في الأرض”.

ولفت الدكالي أن طبيعة الموقف الروسي تأتي من كون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة القلم، وأن الموقف الروسي يأتي أيضا من أجل تسوية خاطر حليفتها الجزائر التي تعتبر زبونا أساسيا لشراء السلاح الروسي.

وبخصوص الموقف الكيني الذي سبق وأن أيد القرار 2602 السابق، قال المتحدث إن “المغرب في حاجة إلى إعادة النظر في كيفية التعامل الدبلوماسي مع هذا البلد الإفريقي الذي ردد ممثله بمجلس الأمن على مسامعهم بكلمات خشبية ومعلنا كذلك على أن القرار لن يساعد على التوصل إلى حل عملي وواقعي مبديا كما يقول لتفاهمه للطبيعة الجدلية للوضع، وأن كينيا ستبذل جهودها للوصول إلى حل سياسي عادل وتوافقي عن طريق أحد الأطراف للتجاوب مع توصيات مجلس الأمن الدولي”.

وعاد الدكالي ليؤكد على أن القرار 2654 يثبت مرة أخرى مصداقية الموقف المغربي حيث يدعو الأطراف على حل سياسي عادل ومقبول ينتصر للحكم الذاتي وبذلك تنتصر الدبلوماسية المغربية والمشروعية المغربية وتثبت مصداقيتها وقوتها في المحافل الدولية.

ولفت أيضا إلى أن موقف المكسيك في هذا القرار مهم جدا، ذلك أن هذا البلد هو طرف داعم لمرتزقة البوليساريو ولكنها لم تمتنع اليوم عن التوصيت بل وصوتت لصالح قرار 2654 وهذا يظهر ماذا قوة تأثير الولايات المتحدة الأمريكية على الموقف المكسيكي حيث أن هذه الأخيرة ترتبط بالعديد من المصالح الإقتصادية والإجتماعية والأمريكية.

 

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *