سقطة خطيرة ومدوية.. لوموند تزيل عمودا يتحدث عن زيارة ماكرون للجزائر وتعتذر لقرائها

في خطوة مفاجئة وغريبة من صحيفة لوموند الفرنسية، أقدمت الأخيرة على إزالة تقرير من موقعها الإلكتروني يتحدث عن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر، تحت عنوان "اختزال الإستعمار في الجزائر "بقصة حب" يكمل تبني ماكرون موقف اليمين بمسألة الذاكرة".

وجاء رد الصحفية الفرنسية بعد إنتقادات كثيرة وصلتها من الطبقة السياسية وكذا من الصحفيين الذين وصفوا هذا العمل بـ "الرقابة المذهلة"، كون أن العمود "احتوى على خطأ أدى إلى سوء تفسير" مقدمة من خلاله اعتذارها للقراء وكذلك لرئيس الجمهورية.

وفي أول توضيح لليومية، كتبت لوموند "قررنا إزالة مقال الرأي الذي كتبه عالم السياسة بول ماكس موران من موقعنا عن رحلة إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى الجزائر ، والذي نُشر يوم الخميس 1 سبتمبر. استند هذا النص إلى مقتطفات من الاقتباسات التي لا تتوافق مع مضمون تصريحات رئيس الدولة".

وتابعت اليومية "أن عبارة "قصة حب" التي قالها ماكرون في المؤتمر الصحافي، لم تخل من مأساة، وإن كان يمكن أن تخضع لتفسيرات مختلفة، لم تكن تتحدث عن الإستعمار بالتحديد كما ورد في العمود، بل عن العلاقات الفرنسية الجزائرية الطويلة، صحيفة لوموند تعتذر لقرائها وكذلك لرئيس الجمهورية".

وقالت صحيفة جون أفريك إن بول ماكس موران يلاحظ أولاً أنه خلال "خمس سنوات ، سيكون الاستعمار قد انتقل ، في الفعل الرئاسي ، من" جريمة ضد الإنسانية " إلى" قصة حب لها نصيبها من المأساة ". وبالتالي يعتقد الباحث أن "الجناح اليميني في المشهد السياسي الفرنسي دفع إيمانويل ماكرون إلى تشديد خطه".

كما عبر كاتب العمود على صفحته الشخصية على التويتر عن انزعاجه من حذف التقرير وقال "إزالة عمود لا يحبه ماكرون! خطوة جديدة في انهيار الصحافة التي كانت مرجعا في السابق. اقتباسات منحرفة من "لوموند" على مدار السنة. لكن عندما يتجاهل ماكرون… أسبوع المحترفين ، لا أشتري هذه الصحيفة. كن افضل".

ولفتت جون أفريك إلى أن سحب عمود بول ماكس موران من هيئة تحرير لوموند أثار انتقادات داخل صحيفة لوموند، لا سيما بشأن عملية التحقق من صحة المقالات، مشيره إلى أن جمعية الصحفيين في لوموند ستتحدث في الساعات المقبلة عن هذا الوضع.