خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب..بعيون فاعلين ومحللين

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء اليوم السبت، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، وكالعادة شكل هذا الخطاب مادة للقراءات والمقاربات نقدم بعضها:

 

د.عبد الفتاح بلعمشي: عبارات الملك واضحة تمام الوضوح

 

عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش ورئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات:" إن الملك محمد السادس إستعرض المكتسبات، العديدة والراسخة، التي تحققت في ملف الصحراء المغربية، داعيا شركاء المغرب، الذين يتبنون مواقف غير واضحة، إلى مراجعة مواقفهم الغامضة ووضع حد للإزدواجية بخصوص هذه القضية الحاسمة بالنسبة للمغرب.

وتابع المتحدث تفسه:"ففي الخطاب، الذي وجهه  كانت عبارات جلالة الملك واضحة تمام الوضوح، وبعيدا عن الإنتشاء بما تحقق، وبإحساس شديد من الدقة والوضوح، إستعرض جلالة الملك حصيلة السنتين الأخيرتين بخصوص التطور الإيجابي الذي عرفه ملف الصحراء، بفضل قدرة الدبلوماسية الملكية على الإقناع، فضلا عن جدية ومصداقية المقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.

وأردف بلعمشي يعد موقف المملكة "العادل والشرعي" بخصوص هذه القضية المحرك الرئيسي لـ "الإختراقات الهامة" التي حققتها الدبلوماسية المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي؛ وهي الاختراقات التي تجسدت في دعم العديد من الدول الوازنة لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه الصحراوية.

أردف ذات المتحدث :"عند جرد قائمة الدعم الدولي لملف الصحراء المغربية، يتضح جليا أن الثقل الجيوسياسي للولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والأراضي المنخفضة والبرتغال، من بين دول أخرى، يصب في مصلحة المغرب، لينضاف بذلك إلى حقيقة أن 84 في المائة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لا تعترف بالكيان الوهمي الذي أقامته الجزائر في تندوف."

 

د.ميلود بلقاضي: خطاب الحسم والوضوح  وقضية الصحراء هي النظارة التي يري بها العالم 

وقال د.ميلود بلقاضي المختص في تحليل الخطاب السياسي:"في ما يتعلق بالدعم الأمريكي، أكد جلالة الملك ثبات موقف الولايات المتحدة، الذي "لا يتغير بتغير الإدارات، ولا يتأثر بالظرفيات"، وهو ما يشكل إنتكاسة لكل من كان يراهن عبثا على تغيير للإدارة في واشنطن.

وتابع بلقاضي:"أشاد الملك بالموقف "الواضح والمسؤول" لإسبانيا، التي تعرف أكثر من غيرها أصل وحقيقة النزاع حول الصحراء المغربية، مجددا جلالته الإعراب عن أن الشراكة مع الجارة الشمالية لا تتأثر اليوم بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية".

وإسترسل ذات المتحدث :"على غرار إسبانيا، أوضح جلالة الملك أن "الموقف البناء" من مبادرة الحكم الذاتي لمجموعة من الدول الأوروبية جاء ليعزز علاقات الثقة مع هذه الدول الصديقة ويوطد الشراكة النوعية التي تربطها بالمغرب"،وفي ما يمكن إعتباره أكثر من مجرد موقف، قدمت حوالي ثلاثين دولة إفريقية وعربية وأمريكية لاتينية دعما ثابتا وصريحا وواضحا لمغربية الصحراء من خلال فتحها قنصليات في الأقاليم الجنوبية، وهو ما ي ترجم في اللغة الدبلوماسية إلى إعتراف لا رجعة فيه بسيادة المملكة على هذه الأراضي.

وإنطلاقا من هذه الحصيلة الإيجابية للغاية وعدالة القضية الوطنية، وجه  الملك رسالة واضحة إلى باقي دول العالم للتأكيد على المكانة المركزية التي تحتلها قضية الصحراء في علاقات المغرب مع محيطه الدولي، مؤكدا جلالته أنه إنطلاقا من هذا المعيار تقيس المملكة صدق الصداقات ونجاعة الشراكات،يضيف بلقاضي.

وأكد المحلل السياسي:" كما حث جلالة الملك شركاء المغرب، التقليديين والجدد، والذين ما زالت مواقفهم من ملف الصحراء غامضة، على توضيح هذه المواقف بشكل لا يقبل التأويل، وبإختصار، فهم مدعوون للخروج من منطقة الراحة وترك اللغة الدبلوماسية المبهمة جانبا من أجل التعبير بإخلاص وصدق عن دعمهم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، كما أنها طريقة للتأكيد على أنه من الآن فصاعدا، لم يعد للون الرمادي مكان في العلاقات التي تأمل هذه البلدان في إقامتها مع المغرب، وتعد كل هذه المكتسبات ثمرة لوحدة وطنية راسخة بناها مغاربة الداخل والخارج بمختلف دياناتهم.

عبد النبي العيدودي:الخطاب الملكي أكد على توفير جميع الخدمات للجالية في تبسيط المساطر و دعم مشاريعهم التنموية

 

في هذا السياق قال النائب البرلماني عن الفريق الحركي محمد العيدودي، مدير المركز المغربي للقيم و الحداثة:تمكن المغرب من تحقيق مكاسب إقليمية ودولية لصالح الوحدة الترابية - إعتراف أمريكي و إسباني ساهم في خلق دينامية إ؟ستثمارية .بلدان أخرى بأوربا الشرقية تتبنى مشروع الحكم الذاتي.

وتابع المتحدث نفسه:" 30 دولة فتحت قنصلياتها بجنوب المغرب . منها 40‎%‎ من دول افريقيا .. نشكر ونعتز بالدعم المطلق للوحدة الترابية من طرف الدول العربية و الإفريقية ، وطالب جلالته باقي الدول لتوضيح موقفها من الوحدة الترابية دون إزدواجية

واكد العيدودي :"وحدة الصف بين جميع مكونات الشعب للدفاع عن الوطن .. الجالية المغربية التي تجاوزت 5ملايين منها الاف اليهود المغاربة .. جميعهم يساهمون في بناء الوطن ."

وقال البرلماني الحركي:" الحاجة الى توفير جميع الخدمات الجالية في تبسيط المساطر و دعم مشاريعهم التنموية .. و توفير التاطير الديني اهم .. و العمل على جلب الكفاءات المغربية المتواجدة بالخارج لاعادتها الى البلاد بما في ذلك المغاربة اليهود .."

واختتم المتحدث نفسه:" دعى جلالته شباب الجالية الى الاستثمار بالمغرب .. و طالب بضرورة تمكينهم من جميع الامكانيات ضمن ميثاق الاستثمار . اعادة النظر في موسسات الحكامة لتسريع وثيرة التنمية ".

 

د.عمر الشرقاوي:فرنسا عليها أن تكون واضحة بما فيه الكفاية لا أن تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي

 

وقال عمر الشرقاوي والمحلل السياسي:" بكل اختصار ،فرنسا مطالبة بعد الخطاب الملكي بإعادة ترتيب أوراقها الديبلوماسية مع المغرب والتلاؤم مع المواقف الدولية الجديدة اتجاه وحدتنا الترابية".

وتابع المتحدث نفسه :"فلا يعقل أن يظل الشريك الأول للمغرب في وضع متاخر على مستوى المواقف الديبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا والمانيا والبرتغال وهولندا، فمنطق التناسب يفرض أن الشريك الأول يجب أن يكون هو الحليف الأول والداعم الأول والواضح الأول و المدافع الأول عن مصالح شريكه لا سيما تلك التي تتعلق بوحدتنا الترابية وسيادتنا الوطنية.

واختنتم المتحدث نفسه حديثه :"فرنسا عليها أن تكون واضحة بما فيه الكفاية لا أن تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي"

 

د.محمد بنطلحة الدكالي:الخطاب الملكي خطاب الصراحة والوضوح والجرأة والحكمة والواقعية وهو يحمل العديد من الإشارات إلى من يهمهم الأمر

 

وقال محمد بنطلحة الدكالي  أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، مدير للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء في تصريح لبلبريس:الخطاب الذي وجهه العاهل المغربي إلى الشعب بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب يعطي دلالات وإشارات واضحة".
وتابع":لقد عبر ملك البلاد بوضوح ان ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات ودعا العاهل المغربي في خطابه شركاء المملكة الى توضيح موقفهم من قضية الصحراء المغربية بشكل لا يقبل التأويل واشار صاحب الجلالة بالواضح ان الموقف الأمريكي لم يتغير وهو إعتراف سيادي."
واضاف الدكالي :" نعم لقد شكل الموقف الثاريخي الذي تجسد في إعتراف الولايات المتحدة الامريكية بسيادة المغرب على صحرائه إنتصارا للديبلوماسية المغربية مما يعزز الشراكة الإستراتيجية القوية بين البلدين الصديقين مع العلم أن هذا الإعتراف جاء في إطار مرسوم من طرف الإدارة الأمريكية وللتذكير ان المرسوم التنفيذي الذي صدر عن الرئيس الأمريكي ترامب يلزم الدولة الأمريكية وهو يندرج ضمن الصلاحيات التي يمنحها الدستور الأمريكي لرئيس الدولة وفقا للفصل الثاني من الدستور الأمريكي ومن المعلوم ان المرسوم التنفيذي يمتلك قوة القانون الفدرالي علما أن القرار الأمريكي المتخذ هو قرار دولة ويخضع لمبدا إستمرارية الدولة وهو ينسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي تدعو الى حل واقعي وعملي قائم على التسوية السياسية ومن المعلوم أن هذا الإعتراف الأمريكي قد غير التوازنات الإتسراتيجية بشمال أفريقيا وأربك حسابات العديد من الدول وشكل ضربة قاسية لأعداء الوحدة الترابية للمملكة وجاء تتويجا لسلسلة من المحطات الإيجابية الديبلوماسية المغربية بقيادة ملك البلاد وفي هذا الإطار كذلك نوه العاهل المغربي بالموقف الإسباني من الوحدة الترابية المغربية الذي يعتبر إيجابيا ويعطي أملا في تعزيز للشراكة الإستراتيجية بين البلدين وسيأسس لإندماج فعال بالنسبة إلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط إنتصارا لعلاقات واقعية ترنو إلى مستقبل أفضل"
وإسترسل ذات المتحدث:"وأكد ملك البلاد في خطابه كذلك أن حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء هو وحدة الجبهة الداخلية كما شكر مختلف الدول التي عبرت عن موقف داعم لقضية الصحراء المغربية ولمقترح الحكم الذاتي والتي فتحت قنصليات في الأقاليم الصحراوية"
وإختتم:"أن المغرب الدولة الأمة يريد علاقات مبنية على الوضوح والصدق والشراكة الحقيقية والواقعية وهذا ما أكد عليه عاهل البلاد أن على الدول التي ترنو الى علاقات أفضل وأمتن أن تخرج من منطقتها الرمادية وأن تعبر عن موقفها بكل شفافية ووضوح إنتصارا للموقف المغربي العادل والمشروع،إن خطاب ملك البلاد خطاب الصراحة والوضوح والجرأة والحكمة والواقعية وهو يحمل العديد من الإشارات إلى من يهمهم الأمر"

 

د.محمد شقير:الملك طالب جل الشركاء بتوضيح مواقفهم بوضوح

 

وقال محمد شقير الأستاذ والمحلل السياسي:"تمحور الخطاب الملكي حول نقطتين أساسيتين الأولى تهم مختلف التطورات التي عرفتها القضية الوطنية والتي تقوم بالأساس على الموقف الأمريكي الذي أصبح ثابتا فيما يتعلق بمغربية الصحراء إلى جانب الموقف الإسباني الذي أصبح مساندا للمبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي"ّ

وتابع شقير في تصريح لبلبريس:"بالإضافة الى المواقف الأوربية خاصة الموقف الألماني الهولندي مما جعل العاهل المغربي يؤكد على ضرورة أن يوضح باقي الشركاء الأوربيين موقفهم بوضوح وهو هنا يلمح إلى فرنسا التي من المفروض أن تحدد موقفها وتطوره وفقا للمتغيرات الجديدة التي عرفها ملف الصحراء خاصة بعدما قامت دول شقيقة وصديقة بأفريقيا أو بمنطقة الشرق الأوسط بفتح لقنصلياتها بكل من العيون والداخلة بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن"

وتابع :"أما النقطة الثانية من الخطاب فقد ركزت على أهمية الجالية المغربية بالخارج سواء من وزن عددها أو علو كفاءتها ومستواها الفكري والتقنوقراطي الشيء الذي يتطلب الرفع من وسائل الإستجابة لمطالبهم وحل مشاكلها الإدارية والإجتماعية مما يتطلب العمل على خلق آلية لإشراكها في الأعمال التنموية وتسهيل إستثماراتها في مكونات الإقتصاد الوطني."

شامة درشول:خطاب قوي يمكن إعتباره خارطة طريق للسياسة الخارجية للدولة المغربية

 

وقالت شامة درشول: "يمكن تلخيص أهم ما جاء في الخطاب الملكي اليوم في نقطتين:

1- #الملك يستخدم عبارة"الموقف الثابت" ل #أمريكا من مبادرة مقترح الحكم الذاتي ، بدل "الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وهذا تعبير واقعي، يتناقض مع عنتريات أصحاب "الفقاعات الإعلامية" التي تضر بالدولة المغربية نفسها، ولا تفيدها كما يحاولون الترويج لذلك.

2- إرسال الملك إشارات لكل من "الشركاء التقليديين والجدد": #فرنسا، وإسرائيل. لأن أصحاب المواقف الغامضة، وغير الواضحة، لن تنعم بما ستنعم به الدول التي دعمت مبادرة مقترح الحكم الذاتي، وعبرت عن إحترامها لسيادة المغرب على أراضيه.

3- الملك يرد على "تلاعب" #إسرائيل، فيما يخص الإعتراف بمغربية الصحراء، أو حتى دعم مقترح الحكم الذاتي، بتصنيفه لليهود المغاربة في الخارج ضمن الجالية المغربية، وأيضا بدعوته إلى دعم الكفاءات المغربية في الخارج، بما فيها الكفاءات اليهودية المغربية، وهذه نقطة مهمة وردت في الخطاب.

خطاب قوي، يمكن إعتباره خارطة طريق للسياسة الخارجية للدولة المغربية.

 

نوفل البعمري:ماكرون أمام تحدي حقيقي و الكرة في ملعبه

 

وقال نوفل البعمري محلل سياسي:"ماكرون الذي سيتوجه للجزائر قريبا ليس عليه أن يظل في الإعلام عن الموقف المتجاوز منه من ملف الصحراء، و هو موقف كلاسيكي تجاوزته الأحداث".
وتابع البعمري:ماكرون لن يكون مقبولا منه أن يصرح أو يصدر بيانا مع الجزائر يتحدث فيه عن "دعم المسلسل الأممي" هذا الموقف اذا تم من طرف ماكرون عند زيارته للجزائر  واحد هو أنه غامر بعلاقته مع المغرب، و يناور مع بلدنا في ملف لم يعد مسموحا فيه المناورة و لا مناولة المواقف".

ماكرون أمام تحدي حقيقي، و الكرة في ملعبه.... و الأكيد أن المغرب لن يظل مكتوف الأيدي أمام أي تصريح لماكرون قد يكون فيه غير واضحا مع المغرب.