لماذا تجاهلت سفيرة فرنسا أزمة بلادها مع المغرب ونوهت بالتأشير لـ”طوطو”؟

تجاهلت سفيرة فرنسا بالمغرب، هيلين لوغال، أزمة بلادها مع الرباط بسب الإجراءات الأحادية لتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة، وتحدثت عن منح سفارتها لتأشيرة دخول المغني المغربي “طوطو” الأراضي الفرنسية لإحياء حفل غنائي، واصفة الأمر بالإنجاز المهم، والأمر الذي مرّ في صمت دون أن يلقي له الناس والإعلام البال.

 

ونشرت السفيرة الفرنسية تغريدة على حسابها في توتير بتاريخ 14 غشت، “الليلة الماضية مرت دون أن يلاحظها أحد، إلغراندي طوطو قدم حفله الموسيقي في سيت”.

 

تغريدة السفيرة الفرنسية، حاولت من خلالها الرد على الجدل الذي الذي خلفه مغني الراب ذاته قبل ذلك بأيام، حين أعلن عن إلغاء حفله بسبب رفض المصالح القنصلية الفرنسية تسليمه وثيقة السفر، وهو الأمر الذي أدى إلى الهجوم عليها بإعتبار أن تدوينتها “متعالية”، بالإضافة إلى أنها دليل على رفض منح التأشيرات للمواطنين المغاربة دون سبب مقنع.

 

يذكر أن فرنسا ماتزال مستمرة في رفض منح التأشيرات لفئات مختلفة من المغاربة لدخول أراضيها بالرغم من أن المتقدمين كوادر في القطاعين العام والخاص، منهم مهندسون وأطباء وطلبة ووزراء سابقون، رغم توفر كل الشروط والضمانات التي تؤهلهم للحصول عليها، حيث أن المصالح القنصلية الفرنسية بالمغرب تستخلص معاليم التأشيرة، لكن يتم رفض ملفات كثيرة دون مبررات مقنعة.

 

ويقول مراقبون إن هناك أزمة صامتة بين باريس والرباط عززها هذا الإجراء المتعلق بالتأشيرات وأيضا توجس باريس من تنويع المغرب لشركائه الإستراتيجيين وانفتاحه على العمق الأفريقي سياسيا واقتصاديا وروحيا.

 

في وقت إعتبر آخرون، أن الرهان الذي كان قائما على الحكومة الجديدة بفرنسا لرفع تلك الإجراءات، لم يُترجم بل إصطدم بسياقات إنتخابية تهيمن عليها مواقف اليمين من الهجرة، وكان على ماكرون الظهور بمظهر صارم فيما يتعلق بمحاربة الهجرة السرية، خصوصا الأشخاص الذين لا يحملون أوراق الإقامة والأطفال القاصرين، ومع ذلك إستمر هذا النهج رغم أنه قد يضر بجودة العلاقات الدبلوماسية والأقتصادية والإنسانية بين فرنسا والمغرب بشكل خاص.

 

وحسب معطيات صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية حصل المغاربة سنة 2020 على أكثر من 98 ألف تأشيرة دخول إلى فرنسا، مقابل 346 ألفا سنة 2019، وحوالي 303 آلاف سنة 2018، و295 ألفا سنة 2017.