بنبرة تهديدية تحيل على إحساس الإخفاق الذي يحيط بجبهة البوليساريو، وبعد تجرعه الويلات بسبب دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط، نبه إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، إسبانيا بما مفاده “لديك حسابات معلقة سيتعين عليك دفعها في يوم من الأيام”، في موقف محرج جر الاننظار إلى الجرأة غير المفهومة لغالي، بمحاولاته البائسة لإثبات الذات، بدعم الجارة الجزائر التي تحاول إغناء جبهة الانفصال عسكريا، سياسيا، ديبلوماسيا، وماليا، لملء فجوة النقص، انتصارا لمساعي الانفصال االذي يعد إرهابا حقيقيا يفضح حكام الجزائر، الذين يتنصرون لفكر تحقيق اللااستقرار في المناطق الملتهبة.
ويبدو أن غالي لم يستطع التخلص من مشاعر السخط والغيظ التي أدخلته في دوامة من الكوابيس، بعد أن خرت قواه بانتصار المغرب الذي حصد دعما خارجيا غير مسبوق، ازاه قضيته الأولى، فلم يجد زعيم جبهة الانفصال حلا غير اعتبار الموقف الاسباني خيانة خالصة وقاسية، وأنها لا تعرف الدوافع الحقيقية المخبأة وراء تغيير الموقف حسب ما نشرته صحيفة “lavanguardia”.
ورفض غالي إيضاح موقفه من انتحاله لشخصية بن بطوش، التي اتخذها لقبا له خلال استقبال اسبانيا له في فترة علاجه من فيروس كورونا، بمستشفى لوغرونيو، ليتغاظى بنحو مكشوف عن الإجابة عن هذا السؤال، ويراوغ وهو يعرب عن شكره للطاقم الطبي الذي سهر على علاجه.