نظمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة ندوة عن بعد حول مسار قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية ما بعد احاطة ستيفان دي ميستورا، وشارك في هذه الندوة خبراء وأساتذة جامعيون، ويرجع الفضل في ذلك الى عميدها الدكتور الشاب والمثقف العضوي د. محمد الغالي الذي اعطى لاقليم قلعة السراغنة اشعاعا جهويا ووطنيا.
د. الزهراوي.... مسار قضية الصحراء ناجح بدعم القوى و الحكم الذاتي هو الحل الواقعي
في هذا السياق قال الاستاذ محمد الزهراوي استاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق جامعة ابي شعيب الدكالي:"انه مع وقف اطلاق النار دخلت قضية الصحراء المغربية منعطفا جديدا على اعتبار انه كان اجماع من لدن المنتظم الدولي على ان هذا الملف يجب ان يحل حسب المادة السادسة من ميثاق الامم المتحدة، كما يجب دفع الاطراف الى إيجاد حل سياسي متفق بشأنه."
وقال الأستاذ الزهراوي ، أنه عند الحديث عن مسار التسوية لابد ان نستحضر بعض المحطات، منها مبعوثين وقرارات مجلس الأمن وترسانة قانونية مصاحبة لعملية التسوية، إلى جانب أحداث ومقترحات ربما تم مناقشتها ولكن لم تستطبع الاطراف أن تصل إلى حل متوافق من شأنه".
وأضاف قائلا : "أن بعد 10 سنوات سيصل مجلس الأمن والمبعوثين والأمم المتحدة إلى قناعة أن الإستفتاء خيار والية مستحيلة ولا يمكن تطبيقه، وبالتالي هذا الأمر دافع تجيمس بيكر إلى طرح وتقديم مقترحات ".
وتابع أستاذ العلوم السياسة ، أن قراءة هذا المسار الأممي لابد من الإشارة إلى ثلاث ملاحظات مهمة، تتجلى الأولى في كون خيار الإستفتاء بإجماع القوى الكبرى أنه خيار لم يعد مطروحا، ومستبعدا، ومستحيلا، وثانيا الجكم الذاتي أصبح الحل الواقعي الذي يحظى بدعم قوى كبرى لهذا النزاع المفتاعل حول قضية الصحراء المغربية، وثالثا يجب التخلي عن الشعارات القديمة والمتجاوزة دون أن نقفز عن الدعم العربي الذي يجب يقوي قضية الصحراء المغربية".
ذة. الدويهي.... المغرب حقق انتصارات كبيرة والدبلوماسية المغربية قوية
وترى عائشة الدويهي، رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، أن الإنتصارات والتحولات التي تطال ملف قضية الصحراء المغربية والوحدة الترابية، هما مساريين متسارعين من حيث الحل السياسي والتأييد الكبير لمبادرة الحكم الذاتي والتفاف حولها لا من خلال المواقف الكبرى لدول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وإسبانيا، لدعمها لمبادرة الحكم الذاتي واعتبارها أن أساس الحل المقبول والأكثر مصداقية"، مضيفة أن هذا أبرز ما قطعته الدبلوماسية المغربية من تحقيق لنتائج هامة، وفقا لما أطرته الدبلوماسية الملكية نحو ملف الصحراء المغربية، متبوعة بالدبلوماسية التقليدية و الموازية، والأكاديمية، والشعبية في هذا الإطار .
هذا الملف أخد الكثير من الجهد ومن والوقت، وهي لحظات توجت بانتصارات مهمة تأسس لطي ملف هذا النزاع المفتعل على الصحراء المغربية ، وهو مسار الحل السياسي الذي يتنمى يوما بعد يوم باعتراف جديد من أحد الدول العظمى .
وقالت الدويهي، أن الجزائر كانت ضعيفة دائما فطرحها ولم تقدم أي جدبد، وتنظبم البوليساريو كان مبادرة تقليدية لا تخدم كل الإقتراحات التي تعزز من مسار القضية، لأنها لم تأتي بأي جديد ، بل كانت تؤسس لمرحلة فائتة وتحاول أن تتشبت بما أصبح متجاوز داخل دواليب الأمم المتحدة .
د. بلقاضي...السياسة الواقعية والبراكماتية والاستراتيجية لجلالة الملك نقطة القوة في المسار الجديد لقضية الصحراء المغربية
اكد د. ميلود بلقاضي الاستاذ الجامعي ورئبس المرصد المغربي للدراسات الإستراتيحية والسياسية، أن تحصين مسار الوحدة الترابية ما بعد احاطة المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة يتطلب: اولا - الاستمرار في تقوية الجبهة الداخلية والتعبئة واتخاذ الحيطة اتجاه نظام مجاور فاشل، وربط الخيار الديمقراطي بالرهانات التنموية ،وتحرك كل القوى الوطنية وتجندها وراء جلالة الملك الذي يخوض اليوم حروبا شرسة مع اعداء الوحدة الترابية بعد ان تم عزل النظام الجزائري اقليميا ودوليا، والتسويق والاستثمار في توصية الاجتماع الوزاري الدولي حول داعش المنعقد بمراكش والذي ربط بين الانفصال والارهاب.ثانيا- ضرورة استمرار المغرب في نهج دبلوماسية واقعية برغماتية، واستباقية، بحس سياسي قوي،وفق معايير النطام الدولي الجديد الذي يتشكل، وفق نهج السياسة الخارجية التي يقودها جلالة الملك والتي حققت نتائج مهمة .ثالثا - الاستمرار في نهج دبلوماسية صارمة مع الدول التي ما زالت لها مواقف رمادية اتجاة الوحدة الترابية ، وتوسيع الشراكات، ومحاصرة الدبلوماسية الجزائرية في معاقلها التقليدية.
فجل دول العالم اليوم تدعم مبادرة الحكم الذاتي سواء باروبا او امريكا او افريقيا بعد تحررها من الالة التضليلية الجزائرية، خصوصا بعد الموقفين التاريخيين الامريكي والاسباني ، اللذان جعلا مبادرة الحكم الذاتي المغربية تتردد بكثرة داخل اورقة هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.رابعا - اعتماد سيناريو امكانية حدوث مواجهة عسكرية مع نظام جزائري عسكري فاشل خسر كل شيء ، واصبح هو نفسه ضحية جبهة البوليساريو كتنظيم ارهابي .
على كل، كثيرا من المؤشرات توحي قرب طي ملف النزاع المفتعل، وبالتالي على المغرب أن يفكر في سيناريوهات بعد حل هذا النزاع على كل المستويات.
د.الغالي...بعد إحاطة ديمستورا لا يمكن الحديث عن حل في الصحراء المغربية خارج مقترح الحكم الذاتي
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الغالي، إن احاطة ديمستورا بعد ستة أشهر من توليه مهمته، تشكل نقطة انعطاف في مسار القضية الوطنية.
وأكد الغالي، على أن من قاموا بالتخطيط للزج بمدنين عزل في منطقة تعتبر حسب القانون الدولي، منطقة عازلة، لم يحسبوا أثار هذه الأفعال، خصوصا أنه أصبح هناك تهديد مباشر للأمن والسلم الدولي، بالاضافة إلى أن قدر المغرب جعله محاط بدول من الصعب القول إنها مستقرة، في المستوى الذي يجعلها محصنة من الحركات الارهابية والعصابات المنظمة
وأبرز أستاذ العلوم السياسية، أن إحاطة ديميستورا تضمنت رسائل واضحة وأخرى ضمنية، لأن المستقبل الكبير سيكشفها ويوضحها لصالح المملكة المغربية، مشددا على أن المسار الوحيد للقضية الوطنية اليوم، هو استكمال الوحدة الترابية للملكة، على اعتبار أن هذه المسألة مرتبطة بدوام الدولة المغربية
وأشار الغالي إلى أنه لا يمكن اليوم أن نعتبر أي كان شريك، دون أن يكون هذا الأخير يحس بالاستقرار والدوام والصلابة، وهذا ما تبين خلال مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش الي انعقد بمراكش، حيث أن مجموعة من الدولة خرجت بمجموعة من المواقف أكثر وضوحا من ذي قبل.
وشدد المتحدث ذاته، على أنه بعد إحاطة ديمستورا تبين بالملموس، أته لا يمكن الحديث عن حل في الصحراء المغربية خارج مقترح الحكم الذاتي، كما طرحته المملكة المغربية، خصوصا وأنه تم بدل جهد كبير قبل التقدم بهذا المقترح سنة 2007.
وأوضح الغالي أن موقف هولاندا وقبرص واليمن وتركيا والكونغو الديمقراطية، خرجت بمواقف جد واضحة اتجاه الصحراء المغربية، وهو ما يجعلنا نقول إن المملكة المغربية راحت ضحية "إرهاب دول".
د.بلعمشي..عودة الموائد المستديرة يعتبرا بمثابة نجاح لديميستورا في مهامه
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية، عبد الفتاح بلعمشي، على أن تعيين ديميستورا كمبعوث أممي بالصحراء المغربية، جاء بعد مجهود كبير لهيئة الأمم المتحدة، حتى يتم التوافق بين أطراف النزاع، وذلك كما جاء في الفصل السادس في ميثاق الامم المتحدة
وأشار بلعمشي، إلى أن ديمستورا تم تعيينه في سياق يتم بالتحول في ظل التحول، فالتحول الأول مرتبط باقتراح مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، حيث أصبحنا أمام لغة جديد لمجلس الامن والامم المتحدة التي تحدثة عن المصداقية والجدية لايجاد تسوية وحل لهذا النزاع
ويضيف بلعمشي، أن التحول الثاني، جاء في أول قرار بعد تعيين ديمستورا، وهو القرار 26.02 الذي كان بمثابة تكريس لما يقع على الأرض في قرارات أممية، وبالتالي فإن هذا القرار يجب فصله عن باقي القرارات التي كانت تزكي مقترح الحكم الذاتي، لينتقل للمسؤولية المباشرة وبشكل أوضح للجزائر، ويعترف بالمكاسب التي تحققها الديبلوماسية المغربية.
وأوضح بلمشي، أن إحاطة ديميستورا تجعل مجلس الأمن يواكب العمل الذي يقام على الأرض، من أجل عودة الأطراف المتنازعة لطاولة الحوار، خصوصا بعد تهرب الجاشر من الحوار، مما يجعلنا نقول إن عودة الموائد المستديرة يعتبرا بمثابة نجاح لديميستورا في مهامه.
وشدد بلعمشي على أن المغرب حقق مكسبا له ما بعده، خصوصا في كيفية تدبير الأزمة مع ألمانيا وإسبانيا، فهذه الأخيرة تتفاعل بشكل مباشر مع ملف الصحراء المغربية، ولها ماضي يعاكس الطرح الوطني لحل هذه الأزمة.
وأبرز المتحدث ذاته، ان التحولات التي تعرفها القضية الوطنية يمكن فهمها بالرجوع كذلك لما يقع على المستوى الدولي، وفهم تحولان منطقة شمال إفريقيا التي تزداد أهميتها باستمرار، وسياسة تنويع الشركات الاقتصادية التي تحدث عنها الملك في القمة المغربية الخليجية سنة 2016، وقوة المغرب على مستوى البنية التحتية.