سبعة أشهر، مرت على تعيين حكومة أخنوش، ومن أصل 24 وزيرا بينهم 6 نساء، بـ”ببروفيلات” قوية كن ضمن قائمة النخبة النسوية، الأكثر حضورا في الحكومة الجديدة التي ينتظر منها معالجة أصعب الملفات التي خلفتها جائحة كورونا والعمل على تقليص الفوارق الاجتماعية الحادة في المغرب.
حضورهن داخل قبة البرلمان، وفي المجلس الحكومي، كان لافتا للعلن وفي الكواليس، وهن يشتغلن على ملفات تبدو الأصعب في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الحالية، مما يضعهن امام الانتقاد و المساءلة حينا، و التألق كسيدات القرار حينا أخر.
وفي ظل الظروف الحالية التي يشهدها المغرب والعالم، فإن ظهور قيادات نسائية ووصولهن إلى مراكز القرار، بمواصفات تتطلبها المرحلة ليس بالسهل ،في عالم مازالت فيه المرأة تحتاج إلى التفوق العلمي دائما، لتحصد منصبا سياسيا إلى جانب الرجال .
فتعيين 6 وزيرات من أصل 24 وزيرا ، في الحكومة الحالية، مرتبط بالتفوق العلمي والسياسي، الذي ميزهن طيلة مسيرتهن الدراسية والعملية، مما جعل استقطابهن لنيل حقائب وزارية بذلك الحجم، لم يكن عاديا في تاريخ النخبة النسوية التي قادت مسيرات مراطونية كبيرة، جعل المشهد السياسي مع مرور الزمن يؤثث بنساء مغربيات اختلفت منافذهن و أدوارهن في الحكومة الحالية.
فاطمة الزهراء المنصوري….الوزيرة الحاضرة الناظرة
صنفت عام 2010، ضمن قائمة أكثر 20 شابة نفوذا في إفريقيا من قبل “مجلة فوريس”، وهي اليوم وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
ولدت فاطمة الزهراء المنصوري في عام 1976 وسط عائلة من الرحامنة، وهي ابنة المنصوري عبد الرحمن، الذي كان باشا على مدينة مراكش لمدة ثماني سنوات.
وقد تلقت المنصوري تعليمها في المدارس الفرنسية في مراكش، وبعد حصولها على الباكالوريا هاجرت إلى فرنسا حيث درست القانون.
كونها مرأة بكاريزما خاصة، لم يمنعها من أن تجمع بين الأمومة والسياسية والمحاماة، وهي التي تأثرت كثيرا بوالدها منذ الصغر عند مشاهدة حججه في المحكمة.
الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري، أول أمرة تترأس بلدية مراكش، وثاني امرأة تتقلد منصب العمدة في المغرب حيث تم انتخابها عمدة لمدينة مراكش ما بين سنتي 2009 إلى سنة 2015.
حضورها الحالي في الحكومة، سبقه تتوجيها، من طرف المنتدى العالمي للقيادات الشابة “The Young Global Leaders” لتكون ضمن قائمة تضم أفضل القيادات الشابة في العالم لعام 2014، رئيسة جمعية طلبة القانون الفرنسي، ورئيسة جمعية مونية لإنقاذ التراث.
وتعد اليوم افضل وزيرة في حكومة اخنوش ، ومرشحة لتكون امينة عامة لحزب الاصالة والمعاصرة ولما قيادة حكومة سنة 2026 .
فاطمة الزهراء عمور…الوزيرة المثيرة للجدل
بعد أن شغلت منصب مندوبة عامة للمغرب في معرض ميلانو 2015 ، بتعليمات ملكية، لتأطير المشاركة المغربية في الحدث الدولي البارز، حيث استطاع المغرب حينها تحقيق نجاح باهر في معرض استقبل فيه أزيد من 9000 زائرا يوميا.
لفتت فاطمة الزهراء عمور، الأعين عقب الانتخابات الأخيرة، وعينت وزيرة للسياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني في الحكومة الحالية التي يترأسها عزيز أخنوش.
فاطمة الزهراء عمور، المزدادة سنة 1967 بالرباط، من أب يعد واحدا من رجالات الدولة وأم تزاول مهنة التدريس، أنهت دراستها الثانوية تخصص الرياضيات بتفوق كبير من ثانوية « ليوطي » بالدار البيضاء، بعدها توجهت إلى مدينة تولوز لاجتياز الأقسام التحضيرية في الرياضيات، ثم حصلت على دبلوم المدرسة الوطنية العليا بباريس.
عادت بعدها إلى المغرب لتبدأ مشوارها لدى شركة متعددة الجنسيات، حيث قضت تسعة أعوام، في قسم الإنتاج، ثم في التسويق.
مسارها المتميز في مجال التسويق، قادها الى منصب مديرة التسويق مكلفة بنحو عشرين علامة تجارية في المجموعة الوطنية “أكوا” عام 2001 مديرة.
وظلت بالمجموعة لمدة عشر سنوات، جعلت خلالها العديد من العلامات، مثل “أفريقيا” و”أفريقيا غاز”، علامات رائدة في فئاتها أمام الشركتين العملاقتين “شيل” و”طوطال”.
ليلى بنعلي ….المستشارة الرئيسية في عالم الطاقة
بعد توليها منصب كبيرة الاقتصاديين في مارس 2021، ونيلها صفة المستشارة الرئيسية والوزراء والمجلس التنفيذي بشأن التوجه الاستراتيجي وأسواق الطاقة، تم اختيارها لتكون ضمن 7 نساء وزيرات في الحكومة الحالية، لشغل منصب وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
الخبيرة والاقتصادية المغربية ليلى بنعلي، ولدت عام 1978 ، تخرجت من المدرسة المحمدية للهندسة والمدرسة المركزية بباريس ، وهي حاصلة أيضًا على دبلوم في العلوم السياسية ودكتوراه في اقتصاديات الطاقة Summa Cum Laude للعلوم Po .
وفي دجنبر 2019، عينت لتكون عضوة في اللجنة الخاصة للنموذج التنموي الذي ترأسه عليه الوزير التعليم الحالي شكيب بنموسى.
نادية فتاح العلوي….وزيرة بحقيبة سيادية لأول مرة
المرأة الأولى، ولأول مرة على رأس وزارة وزارة الاقتصاد والمالية، وبعد مرورها اللافت كوزيرة للسياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي في الحكومة السابقة.
الوزيرة الحالية نادية فتاح علوي، ولدت في 17 شتنبر1971، هي مديرة شركة وسياسية مغربية راكمت خبرة طويلة من خلال تقلدها مجموعة من المناصب في القطاع الخاص، حيث سبق لها أن شغلت منصب رئيسة عمليات الحيازة والاندماج بإفريقيا والشرق الأوسط بشركة « سهام » للتأمين.
وتعتبر نادية من الكفاءات النسائية البارزة في القطاع الخاص ، حاصلة على دبلوم من المدرسة العليا للتجارة بباريس سنة 1994، مستشارة في مؤسسة “آرثر أندرسون” المتخصصة في التدقيق المالي وتمويل الشركات، ومسؤولة على قسم التأمين على الحياة شركة “أكسا، وأسست شركة “ماروك إنفيست فايننس كروب” العاملة في مجال صناديق الاستثمار وتمويل الشركات، والتابعة لمجموعة “تينينفيست” وعملت كمديرة عامة للشركة إلى غاية .2004.
بين سنتي 2005 و2009 عملت في شركة “إيسيني السعادة للتأمينات” كمديرة عامة مكلفة بقطب الدعم والتمويل، وبعد تجربة بمؤسسة “ألفين كونسيي”، التي قادت خلالها تجارب رائدة على الصعيدين الإفريقي والعربي، عادت إلى شركة سهام كمديرة عامة مسؤولة عن الشؤون المالية بين 2014 و 2017 وهي السنة التي حصلت خلالها على منصب المدير العام لسهام فينونس ورئيسة مجلس إدارة سهام للتأمين فرع المغرب، المنصب الذي كانت تشغله حتى لحظة تعيينها عضوة بالحكومة الجديدة ، وعينت في أكتوبر 2021 وزيرة ضمن 7 وزيرات في الحكومة الحالية.
عواطف حيار ….من منصب سامي إلى منصب وزاري في حكومة أخنوش
عواطف حيار الحاصلة على الدكتوراه في معالجة الإشارة والاتصالات السلكية واللاسلكية من المعهد الوطني للفنون التطبيقية في تولوز، وشغلت منصب رئيسة جامعة الحسن الثاني.
وهي أول مغربية تحصل على دبلوم الهندسة الكهربائية من كلية “École Normale Supérieure Cachan” عام 1992.
انتمائها إلى حزب سياسي كبير، جعل اسمها خلال السنوات الأخيرة يبدو بارزا في الحياة السياسية، وأيضا وزيرة بحقيبة وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة
وذلك بعد تشجيعها للمدن الذكية والتكنولوجيا الخضراء هي كذلك خبيرة وباحثة دولية، وعضو في مشروع الدار البيضاء “IEEE Core Smart City”, واختيرت سنة 2015 من منظمة l’African Innovation كأحسن نساء رائدات في إفريقيا، ومنسقة ورئيسة لمشروع المدن الذكية، حاصلة على دكتورة في معالجة موجات الاتصال من مؤسسة “بوليتيكنيك” بباريس، وهي أول مغربية حصلت على دبلوم ” Génie électrique وهي ثاني امرأة تعين عمدة لكلية في المغرب في سنة 2019، بعد العالمة في علم الاجتماع رحمة بورقية التي عينت في 2002.
غيثة مزور…..وجه نسائي جديد بدون سيرة سياسية
من الوجوه النسائية الشابة التي سيتعرف عليها الرأي العام الوطني والسياسي لأول مرة، خاصة وأن سيرتها لا تشير لسيرة سياسية أو حزبية حافلة رغم تعيينها باسم حزب الأصالة والمعاصرة.
حاصلة على دكتوراه في «Computation, Organisation and Society » بجامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا على ماستر وإجازة في “نظم التواصل” بالمدرسة الفيدرالية متعددة التقنيات École Polytechnique Fédérale بلوزان بسويسرا.
غيتة مزور الأستاذة الباحثة في عالم علوم الكمبيوتر واللوجستيات في الجامعة الدولية بالرباط في المغرب، ومتخصصة في تقنيات علم البيانات لمعالجة المشاكل ذات التأثير المجتمعي القوي.
كما عرفت باستخدم دراسة الأمن السيبراني وإمكانية توظيف الشباب وبشكل أكثر وتحديدًا لتدرس آثار العوامل الاجتماعية والتكنولوجية العالمية على الهجمات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم.
مسارها المهني، توج بعملها كرئيسة لبرنامج المؤتمر الدولي السادس عشر للأنظمة الذكية الهجينة، وأيضا محررة مشاركة في التطبيقات الهندسية للذكاء الاصطناعي، وانتهى بتعينها ضمن تشكيلات الحكومية الجديدة وزيرة منتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.
