شكل حضور عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، صباح اليوم السبت، لأشغال الدورة الثانية عشر للجامعة الشعبية : ”مقاربات في ظل رهانات الدولة الاجتماعية الجديدة والتداعيات الاقتصادية الجديدة” الحدث السياسي البارز إلى جانب كل من نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وامحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية .
وكعادته ٫خلق بنكيران الحدث خصوصا على مستوى رسائله المشفرة التي أرسلها في كلمته إلى من يهمه الأمر ،رسائل دقيقة وعميقة الدلالة ستثير الكثير من ردود الفعل عند قادة ونخب أحزاب اليسار.
وقال بنكيران في تصريح لوسائل الاعلام، على هامش هذا اللقاء، إن علاقته بامحند العنصر طيبة، ولا يمكن له أن يرفض الحضور إلى جانبه٫ لأن ما يجمعهما كثير خصوصا على مستوى الدفاع عن المؤسسة الملكية في الستينيات والسبعينيات عندما كانت مستهدفة من طرف أحزاب اليسار.
ويرى مراقبون أن تلاءم المعارضة والتنسيق فيما بينها مؤشر واضح لميلاد قطب معارض لرئيس الحكومة عزيز أخنوش رغم غياب ادريس لشكر، وذلك رغم النبرة الأخيرة التي تحدث بها عبد الاله بنكيران منتقدا كل من طالب برحيل اخنوش في هذه الفترة القصيرة من عمر الحكومة.
واعتبر متتبعو الشأن السياسي في المغرب أن بنكيران ليس أمينا عاما عاديا لحزب سياسي عادي، فهو الأمين العام لحزب سياسي دبر الشأن العام من الموقع الحكومي لولايتين متتابعتين، كما أنه رئيس حكومة سابق ويعرف جيدا إكراهات المغرب وتحدياته والضغوطات التي تنزل، من كل حدب وصوب، وحضوره في الجامعة الشعبية للحركة الشعبية بعد غياب طويل عن الأنشطة الحزبية أمر يخضع للكثير من التأويلات.
بالإضافة إلى أن حضور نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الحزب الذي يقود معارضة شرسة داخل قبة البرلمان، هو إشارة واضحة لتكتل قوي للمعارضة في المستقبل القريب.
وقال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، أنه توصل بإتصال هاتفي مع القيادي بحزب الحركة الشعبية بهدف وحيد وهو “نشعلوها شوية خاصة وأن الحزبين ينتميان للمعارضة”.
وأوضح بنعبد الله، أن الظروف صعبة، بعد عامين من الكوفيد وأيضا الحرب بأوكرانيا، مشيرا أن هذه الظروف ستكون لها أثر على الدول الضعيفة، مؤكدا أن موقف المغرب حكيم ومتزن، وأن ” المغرب ماخاصوش يتبع شي جهة”.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للجامعة الشعبية حضور، رئيس مجلس المستشارين النعمة عبارة، ورئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب، ومحمد أوزين القيادي بحزب الحركة الشعبية.
وتناول الحاضرون، رهانات الدولة الإجتماعية، في ظل الظروف والتداعيات الحالية، بفعل غلاء الأسعار الذي تشهده البلاد مؤخرا، وأيضا الحلول الممكنة، مع إصدار توصيات في ختام الجامعة الشعبية.
وحسب عدد من المهتمين فان حضور بنكيران وبنعبدالله ورئيس فريق الاتحاد الاشتراكي الذي ناب عن ادريس لشكر ٫وأيضا رئيس الفريق الاستقلالي نيابة عن نزار بركة هو مؤشر على امكانية ميلاد جبهة معارضة لحكومة أخنوش التي تمر هذه الأيام بمحنة صعبة جراء ارتفاع المواد الأساسية نتيجة غياب تساقط الأمطار والحرب الروسية الأوكرانية.