كشفت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية، أن الأزمة بين الرباط ومدريد لاتزال مفتوحة، وهي أزمة ستستمر حتى سنة 2022، حيث ستكون من أهم القضايا التي يجب على الطرفين التعامل معها، خاصة المغرب والذي تواجهه بجانب هذه الأزمة تحديات أخرى، مرتبطة بالأزمة مع الجزائر.
وحسب تقرير للصحيفة المذكورة، فإن الأزمة مع إسبانيا، هي من أولى القضايا الشائكة والعالقة التي يجب أن تتعامل معها الرباط في 2022، بكل تعقيداتها المرتبطة بأزمة زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، وأزمة الهجرة، والحصار الاقتصادي على سبتة ومليلية من طرف المغرب، إضافة إلى قضية الصحراء وغيرها.
ولمحت الصحيفة في تقريرها، أن حل الأزمة مع إسبانيا، أعرب عنه المغرب بطريقة غير مباشرة، عندما وضع قضية الصحراء ضمن أولوياته الديبلوماسية، وبالتالي، فإن حل الأزمة بين الرباط ومدريد هو مرتبط بقضية الصحراء، ما يعني أن على إسبانيا أن تتخذ موقفا لصالح المغرب في هذه القضية على غرار ما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية عندما اعترافت بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية.
وبالرغم من أن الحل يبدو واضحا وموجودا، إلا أنه يبقى معقدا جدا، إذ يصعب على إسبانيا أن تتخذ موقفا "جريئا" مثل الذي اتخذته الولايات المتحدة في الفترة الرئاسية لدونالد ترامب، حسب تقارير إسبانية عديدة، بالرغم من أن المواقف الإسبانية من هذه القضية دائما ما كانت تتجنب إغضاب الرباط، على عكس دول أخرى مثل ألمانيا.
ويرى متتبعون للأزمة الديبلوماسية المفتوحة بين الرباط ومدريد، أن الأخيرة تسعى لحل الأزمة مع المغرب لتجاوز الجمود القائم بين الطرفين، إلا أن إيجاد الصيغة المناسبة لحل الأزمة المرتبطة بالصحراء المغربية، تبقى هي العقدة التي لم يتم حلها لحدود اللحظة، وهو الأمر الذي يُبقي العلاقات على هذا الشكل الذي لا يعرف تقدما أو تأخرا.
وكانت صحيفة ABC الإسبانية، قد سلطت الضوء بشكل دقيق حول هذا الموضوع في تقرير سابق قالت فيه أن الرباط لازالت تنتظر "خطوة كبيرة" من مدريد من أجل "تطبيع" العلاقات من جديد بين الطرفين، وهذا هو السبب الذي يقف وراء عدم استئناف البلدين للعلاقات الطبيعية بالرغم من تبادل إشارات إيجابية عبر تصريحات مسؤولي إسبانيا والمغرب.