احتضن مقر مجلس المستشارين بالرباط، مساء الثلاثاء، حفل تقديم كتاب “الصحراء، أفول الشمولية” للكاتب والمحامي الإسباني خوسي ماريا ليزونديا.
ويعتبر هذا الكتاب، الذي ترجمه إلى اللغة العربية عبد الرحمان لعوينة، ثمرة تعاون بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، التي تكلفت بنشره، وبين معهد الدراسات الصحراوية.
ويتناول الكتاب الذي يقع في 156 صفحة، القضية الأولى للمملكة ووهم طغمة (البولساريو) من وجهة نظر إسبانية، مع تحديده مجموعة من المفاهيم غير الصحيحة التي بني عليها خطاب الانفصال،
ويتضمن المؤلف الذي تمت ترجمته من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، أربعة فصول تمحورت حول "إسبانيا ونزعة المركزية الأوروبية"، و"الشمولية المتماثلة"، و"الصحراء وجدلية الحضور والغياب"، و"من التراجيديا إلى الكوميديا"، حيث تظهر تلك الفصول زيف الأحجية التي أقامت عليها الطغمة الانفصالية مشروعها ومن ورائها المحتضنون والقلة من الداعمين.
وأكد الكاتب الإسباني أن الصحراويين "هم مغاربة من الصحراء ولا يتدخلون في أي صراع سياسي أو حرب"، مشيرا إلى أن هناك 300 قبيلة لم يسبق لها القيام بأعمال التمرد و لا معارضة سلطة السلاطين المغاربة بل قدمت لهم الولاء والبيعة.
وفي كلمة له نوه النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، بمجهودات الباحث الإسباني الذي خصص خمسة مؤلفات لقضية الصحراء، تتناول جوانب مختلفة منها.
وقال ميارة إن “أفول الشمولية” التي يتحدث عنها الكتاب ليست سوى نهاية وأفول أطروحة الانفصال، معبرا عن استعداد مجلس المستشارين لفتح أبوابه أمام كل الباحثين والكتاب خدمة لقضية الصحراء.
من جهته، اعتبر الباحث خوسي ماريا ليزونديا أن كتاب “الصحراء، أفول الشمولية” جاء ردا على كتابات العديد من الإسبان حول قضية الصحراء والمسيرة الخضراء التي يعتبرونها “خدعة سياسية من الحسن الثاني”، كما يزعمون أن الجماهير التي شاركت في المسيرة “تم إجبارها ولم تأت طواعية”.
وخلافا لعدد من المقاربات الإسبانية المتعسفة، قال خوسي ماريا ليزونديا إن حشود المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع ومن سائر ربوع الذين شاركوا في المسيرة الخضراء انطلقوا اتجاه الأراضي الصحراوية بهدف إنهاء الاستعمار الإسباني وتحقيق الالتحام مع إخوانهم الصحراويين.
ويعتبر الكتاب الذي الذي بادرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الى ترجمته وطبعه ونشره ضمن إصداراتها برسم سنة 2021، مثالا يحتذى في التثاقف والتلاقح وإغناء الأفكار والآراء البناءة في أفق الإحاطة بكل جوانبها ومفاصلها، من خلال الانتقال من ثقافة الدفاع والمحاججة إلى التنوير الفكري والدبلوماسي السياسي والحقوقي.
وبحسب المندوبية السامية، فإن "خوسي ماريا ليزونديا ، المشهود له بالموضوعية وسعة الفكر وحصافة الرأي ، من الذين أبوا إلا أن يسهموا في تدوين وتوثيق فصول وأطوار النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية المسترجعة، إذ كانوا شهود عيان على حقبة تاريخية متميزة، جايلها وعايشها وتابع دقائق مجرياتها ووقائعها وأحداثها".
وقد أفرد هذا الكاتب لقضية الصحراء خمسة كتب ضمن سلسلة بعنوان "دراسات صحراوية"، مخصصة لتفنيد الطروحات المغرضة التي تقدمها (البولسزاريو) وداعموها، بالإضافة إلى تحديده لمجموعة من المفاهيم غير الصحيحة التي بني عليها خطاب الانفصال التضليلي.
يذكر أن كتاب "الصحراء،أفول الشمولية" تم ترجمته إلى اللغة العربية من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.