مر على الحكومات المغربية المتعاقبة منذ الاستقلال ، وزراء لم يعمروا في مناصبهم كثيرا، لأسباب مختلفة، فأحيانا يعلن عن أسباب اعفاء أو اقالة الوزير، وأحيانا أخرى تفهم الأسباب من خلال الزلات والأخطاء التي ارتكبت.
وما أعاد هذه الاقالات إلى الواجهة هو إعفاء نبيلة الرميلي، وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية "السابقة"، في موقعها أكثر من أسبوع، بعد أن أعلن بلاغ للديوان الملكي إعفاءها من مهامها استنادا إلى أحكام الفصل 47 من الدستور وبعد أن استقبل الملك محمد السادس طلبا من رئيس الحكومة بخصوص هذا الموضوع، وبهذا تكون الرميلي أسرع وزيرة مغربية تضطر لترك حقيبتها الوزيرة.
وأوضح بلاغ الديوان الملكي أن طلب الإعفاء كانت خلفه الرميلي نفسها، التي فضلت التفرغ لمهامها المحلية كعمدة لمدينة الدار البيضاء، بعد أن تبين لها "حجم العمل الذي تتطلبه منها هذه المهمة التمثيلية، وما تقتضيه من متابعة مستمرة لقضايا سكانها وللأوراش المفتوحة بهذه المدينة الكبرى، مما سيؤثر على الالتزامات الكثيرة والمواكبة اليومية التي يستوجبها قطاع الصحة، لاسيما في ظروف الجائحة".
ومن الوزارء الذين تم إعفاءهم من طرف الملك محمد السادس، الحسين الوردي، وزير الصحة، بصفته وزيرا للصحة في الحكومة السابق.
وجاء إعفاء المسؤوليْن الحكومييْن عقب التقرير الذي أعده المجلس الأعلى للحسابات، عقب التحريات والتحقيقات التي قام بها بخصوص برنامج الحسيمة منارة المتوسط، وأثبت وجود مجموعة من الاختلالات تم تسجيلها في عهد الحكومة السابقة.
وأبرز التقرير أن عدة قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية لم تف بالتزاماتها في إنجاز المشاريع، وأن الشروحات التي قدمتها لا تبرر التأخر الذي عرفه تنفيذ هذا البرنامج التنموي، مؤكدا عدم وجود حالات غش أو اختلاسات مالية.
ومن أبرز الوزراء الذين تم إعفاءهم، والذي وصف بالاكثر ارتكابا للأخطاء حسن عبيابة، فلم يمر على استوزاره باسم حزب الحصان أكثر من ستة أشهر على رأس قطاعات الثقافة و الشبيبة والرياضة والاتصال بالإضافة إلى تكليفه بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة،حتى تم إعفاؤه من المسؤولية الوزارية واستبداله برفيقه في الحزب عثمان فردوس على رأس نفس القطاعات مع تكليف سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة.
ورغم السيرة الذاتية الغنية بالألقاب وبالمناصب والشهادات،فإن عبيابة فشل في رفع التحدي على مستوى التواصل السياسي،الحكومي منه والبرلماني وحتى الإعلامي وأعراف اللباقة الدبلوماسية مما جر عليه العديد من الامتعاضات والتعليقات الساخرة من قبل فاعلين سياسين ورجال ونساء الإعلام و من عموم المواطنين.