تقرير إخباري | برلمان "البام" يوافق على عرض أخنوش.. وعبد اللطيف وهبي "أمين عام فرض عليه الاستوزار"

"في السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم هناك مصالح دائمة"، عبارة لونستون تشرشل، رئيس الوزراء في المملكة المتحدة، في القرن التاسع عشر، تلخص صراع الفرقاء السياسيين، قبل الثامن من شتنبر الجاري، وما بعد ذلك، ولاسيما ثاني القوى السياسية في البلاد ويتعلق الأمر بحزب الأصالة والمعاصرة .

 

عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لـ"البام"، وجد نفسه بمعية حزبه ، في موقف لا يحسد عليه، عقب انتشار فيديوهات توثق لهجومه على رئيس الحكومة المعين، عزيز أخنوش، قبل الاستحقاقات الانتخابية، التي خولت له المركز الثاني، ليتجه برلمان ثاني قوة سياسية في البلاد، يوم الجمعة في اجتماع مغلق للدخول إلى الحكومة الجديدة، وأن يكون زعيم "الموتمر الرابع" ممثلا للحزب فيها.

 

عرض أخنوش "الجيد"

 

من جانبه، وصف عبد اللطيف وهبي، عرض عزيز أخنوش بـ"الجيد"، قائلا أنه "كيفما كانت نتائج مشاوراتنا حول الدخول في المسؤوليات الحكومية، لاسيما بعد العرض الجيد الذي تلقيناه من رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها".

 

الأمين العام لـ"البام"، برر سعيه الدخول إلى الحكومة الجديدة، من أجل الوفاء بالتزاماتنا مع الناخب المغربي و"لتطبيق برنامجنا الاقتصادي، الذي نال ثقته بدرجة عالية، ولنا تجربة واقعية"، مردفا "كل هذا يؤهلنا لنكون حزبا قويا للمساهمة من داخل الحكومة في رفع التحديات التي تعترض مستقبل بلادنا".

 

ثلاثة أحزاب بـ"الأغلبية" أمر إيجابي

 

عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلوم السياسية، بكلية الحقوق أكدال، يرى أن حكومة مكونة من ثلاثة أحزاب سياسية هو أمر إيجابي.

بنخطاب، يضيف في اتصال هاتفي لـ"بلبريس"، حول اتجاه برلمان الأصالة والمعاصرة لـ"الأغلبية"، بوجود أحزاب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، وغياب معارضة قوية في المشهد السياسي، أنه دائما ما يتجه رئيس الحكومة المعين، نحو تشكيل أغلبية مريحة، تبعده عن مجموعة من "العراقيل" في الولاية الحكومية .

 

المتحدث، اعتبر أن "الأغلبية المريحة هو أمر سيساعد في تقوية الحكومة والعمل بأريحية وتطبيق البرنامج الحكومي"، في إشارة لائتلاف حكومي مرتقب بين الميزان والجرار والحمامة، مكون من مقعدا برلمانيا .

 

الأغلبية المريحة "تساعد" الحكومة

 

رئيس جمعية علوم السياسة، يرى أن الأغلبية المريحة، هي تقوية للحكومة، من أجل تفادي إسقاط الحكومة وملتمس الرقابة، الذي يقع في وجود تقارب في المقاعد البرلمانية بين الأغلبية والمعارضة، بزيادة الأخيرة بعدد قليل، عكس الائتلاف المرتقب .

 

الأستاذ الجامعي، يؤكد أن حكومة سعد الدين العثماني السابقة كانت ضعيفة جدا، مرجعا الأمر لـ"كثرة الأحزاب السياسية المشاركة فيها".

 

الأمين العام "الذي فرض عليه الاستوزار"

 

 

برلمان حزب الأصالة والمعاصرة، سبق له وأن فوض الأمين العام للحزب، تدبير المفاوضات الحكومية، مع عزيز أخنوش، مطالبا عبد اللطيف وهبي، بالاستوزار .

 

مطالبة المجلس الوطني للحزب، باستوزار وهبي، يراها المراقبون للمشهد السياسي، أنها رفع للحرج، على الأمين العام للحزب، الذي أكد في خرجات إعلامية سابقة، أنه لن يكون وزيرا يرأسه أمينا عاما لحزب اخر .

 

صراعات "المؤتمر الرابع" تعود مجددا

 

أمام هذا التفويض، خرجت أصوات "بامية"، متهمة عبد اللطيف وهبي، بالتمييز بين المناضلين داخل ثاني القوى السياسية في البلاد، متسائلة "كيف للأمين العام الذي لا يستطيع توحيد صف الحزب ويفرق بين المناضلين على أساس خلافات المؤتمر الرابع، أن يخاطب كل المغاربة وأن يمثلهم في حكومة عزيز أخنوش".

 

الباتول الداودي، الوجه البارز بـ"البام"، وعضو المجلس الوطني للأخير، اتهمت الأمين العام للحزب، بتشتيت الأصالة والمعاصرة، والتمييز بين المناضلين على أساس المنتمين لتيار الشرعية والمستقبل، وهو الأمر الذي ظهر جليا في تزكية الاستحقاقات الانتخابية، التي كانت في الثامن من شهر شتنبر الجاري .

 

الفاعلة السياسية، تضيف كذلك في بث مباشر عبر صفحتها في "الفيسبوك"، أنه تم الانتقاء بالنسبة لأعضاء المجلس الوطني الذي حضرو لاجتماع الجمعة، والذي أفضى إلى الموافقة على عرض عزيز أخنوش .

 

"الائتلاف" الحكومي بيد عزيز أخنوش

 

وأمام "تضارب التصريحات" للأمين العام لـ"البام"، بين رفض الاستوزار قبل الاستحقاقات الانتخابية، ودعوة برلمان الحزب، يقول عبد اللطيف وهبي، "موقفي معروف وأعلنت عليه مسبقا، وهو عدم الاستوزار إذا لم يكن الأصالة والمعاصرة أولا، لكن أكثر من خمسين تدخلا في اجتماع المجلس الوطني طالبني بالاستوزار".

 

وهبي يضيف عقب انتخابه، رئيسا لجماعة تارودانت، أن حضور الأصالة والمعاصرة داخل الائتلاف الحكومي، يتعين أن يقوده الأمين العام للحزب، وهذا نقاش داخل الحزب، وسنرى إلى ماذا سيفضي .

 

الأمين العام لـ"تراكتور"، يشدد أنه لا شيئ حسم في مسألة دخول الحزب لـ"حكومة أخنوش"، من عدمه، وأن "التحالف الحكومي يحدده رئيس الحكومة المعين، وسنرى ما هو التحالف الذي تم اختياره من عزيز أخنوش" .

 

"البامي" الممثل لـ"البيجيدي" بحكومة أخنوش

 

معارضو عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يرون فيه ممثلا لحزب العدالة والتنمية، وتيار الأخير في حكومة عزيز أخنوش، للتقارب الذي سار فيه، زعيم "المؤتمر الرابع"، مع "البيجيدي"، عكس الأمناء العامين لـ"تراكتور"، الذين كانو يرون في "الإسلاميين" خطا أحمرا، بل هناك من اتجه لاعتبار الحزب أتى من أجل محاربة "الإسلام السياسي" .

 

من جانبه، يقول حسن حمورو، القيادي البارز بحزب العدالة والتنمية، و رئيس اللجنة المركزية لشبيبة الحزب الإسلامي، "مأمول من مشاركة "الپام" في الحكومة، والمشاركة الشخصية للأستاذ وهبي، أن تحقق نسبة من التوازن.. ومأمول أن تشكل هذه المشاركة معارضة من الداخل لـ"السيل الجارف" الذي ينتظر صافرة الانطلاقة".

 

ويتساءل حمورو، في هذا السياق،  "هل يكون الاستاذ وهبي في مستوى هذه المهمة؟".

 

"معارض" داخل الأغلبية

 

المراقبون للمشهد السياسي، يعتبرون أن دخول عبد اللطيف وهبي، للحكومة لا شك أنه سيكون "معارضا" من داخل الأغلبية .

 

نفس المصادر، تعتبر تقاربه من حزب العدالة والتنمية، وكذلك الاستقلال أحد مشكلات الأغلبية، سيكون عائقا أمام حكومة منسجمة، بالإضافة لـ"العداء" الواضح والذي لم ينكره سابقا لعزيز أخنوش، رئيس الحكومة، والذي اتهمه أكثر من مرة في شأن تضارب المصالح بين ما المسؤولية الحكومة و"بيزنيس" رئيس التجمع الوطني للأحرار .

 

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.