ادريس لشكر .. قوة تنظيمية متميزة وقوة سياسية استراتيجية
احمد العماري
لا يختلف إثنان على أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يعد من بين أقوى زعماء الأحزاب السياسية الحالية تجربة وتحملا وتبصرا وتفاوضا وتواصلا . ادريس لشكر فاعلا سياسيا من الطراز النادر في التنظيم والتفاوض والمواجهة والاقناع ، له مسار طويل ومتميز في المجال السياسي والحقوقي، انه احد خيرة الاتحاديين الحاليين المؤمن بمرجعبات المدرسة الاتحادية ،والمدافعين عنها والمقتنع بمؤهلات حزب الاتحاد الاشتراكي وقدراته مناضليه في احتلال مراتب مشرفة في الانتخابات المقبلة رغم المحطات الصعبة التي مر منها الاتحاد الاشتراكي.
لشكر يعد قوة سياسية حقيقية دون اي جدال،تتجه بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بأمل احتلال إحدى المراكز الأولى، وهو الأمر الذي يؤكد عليه المراقبون للمشهد السياسي، وأكد عليه زعيم الاتحاديين في وقت سابق ،رغم كل الهزات التي عرفها حزب بوعبيد واليوسفي ،والضربات المتتالية التي تلقاها ويتلقاها لشكر من الخلف من داخل الحزب ومن خارجه.
مسار ادريس لشكر في السياسة جعلت منه سياسيا صلبا لا ينهزم بسهولة ، يدافع عن افكاره ومبادءه بصوت قوي سواء داخل الحزب او خارجه . انه مفاوض قوي ومشاكس صلب يتقن فنون المواجهات والتواصل والاقناع ،له قدرة كبيرة على التحمل والصبر ومواجهة الازمات لايجاد حلول لها،فوزه بالكتابة الاولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يكن سهلا لانه ورث حزبا مشتتا منهكا ومأزوما .
منذ البداية كان لشكر واع كل الوعي بذلك، لذى تغاضى الدخول في مواجهات دون جدوى مع خصومه داخل الحزب وخارجه ،و فضل اعادة بناء الحزب/ المؤسسة بدل ترضية خواطر بعض الاتحاديين ، مركزا في ذلك على مسالة التنظيم وهيكلة الحزب احيانا بمنهجية صلبة واخرى مرنة عبر اليات التفاوض والاقناع.
وتؤكد مصادر متطابقة، أن لشكر الزعيم السياسي يجيد التفاوض بين باقي الفرقاء السياسيين، وهو الأمر الذي اتضح جليا في المفاوضات الحكومية السابقة، عندما كان غير مرغوب فيه مع بنكيران، إلا أن العثماني وبعد المفاوضات والمشاورات المتعددة ارتئى أن يكون حزب إدريس لشكر معه في الحكومة .
ويرى المحللون للمشهد السياسي أن إدريس لشكر لا شك أنه سيكون حاضرا بقوة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وسيتجه بحزبه لخوض الاستحقاقات المقبلة وعينه على الظفر بها وهو الأمر الذي لم يستبعده المراقبون ، الذين يصفون لشكر بالقوة التدبيرية القوية في زمن الانتخابات له قدرة على التحرك والتتبع والتفاوض والتحمل والعمل المستمر ، انه كائن تنظيم فريد من نوعه ،بتقوى زمن الازمات وهو ما يبرهن عليه اليوم تدبيره للاستحقاقات المقبلة حيث انه نهج منهجية الديمقراطية التشاركية في اختيار المرشحين مع تفويض المسؤولين الجهويين تدبير الامور .
لذلك نقول قد نختلف مع لشكر الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقد نتفق معه ،لكنه في كلا الحالات يبقى فاعلا سياسيا نادرا وهرما من اهرام السياسة التنظيمية والتفاوضية والتواصلية بالمغرب والتاريخ هو من سيحكم عليه في نهاية المطاف.