ألمانيا تحاول تخفيف "حدة الأزمة" مع الرباط.. وفرقاء ليبيا متشبتون بـ"الدعم المغربي"

يبدو أن ألمانيا تحاول من تخفيف حدة التوثر بين الرباط وبرلين، بعد الأزمة الديبلوماسية الأخيرة .

 

دعوة لـ"برلين2 "

هذا ووجهت  الخارجية الألمانية دعوة إلى المغرب من أجل المشاركة في مؤتمر “برلين 2”، للبحث عن سبل حل الأزمة بين الفرقاء الليبيين .

 

إلا أنه وبعد الدعوة، مازال موقف الرباط غير واضح، عن ما إذا كان المغرب سيقبل بالمشاركة أو غير ذلك .

 

وكانت ألمانيا قد أقامت مؤتمرا لتباحث حل الأزمة، إلا أنها استثنت المغرب من المشاورات، وهو الأمر الذي كان من بين أسباب الأزمة بين الرباط وبرلين .

 

دعم المغربي ضروري لتحقيق أمن ليبيا

هذا وأكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أن بلاده تحتاج دائما إلى دعم المغرب لتحقيق أمن و استقرار هذا البلد المغاربي، نظرا للمكانة التي تحظى بها المملكة في المجتمع الدولي والحرص والاهتمام ، الذي يوليه الملك محمد السادس للقضية الليبية.

وأوضح عقيلة صالح، الذي حل اليوم الخميس بمطار الرباط – سلا في زيارة للمملكة، أن “ليبيا توصلت بفضل جهود الإخوة الأشقاء، وفي مقدمتهم المغرب، إلى تشكيل سلطة تنفيذية واحدة تتكون من مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية باشرت أعمالها “، مضيفا ” نحن ننتظر الاستعداد للانتخابات القادمة التي حدد أجلها في 24 دجنبر 2021 “.

وأكد عقيلة صالح، في تصريح للصحافة بالمطار، أن ” ليبيا عانت الكثير من الانقسام لاسيما خلال المرحلة السابقة ” ، مضيفا أن ” بلاده هي بالتأكيد جزء من المجتمع وتحتاج إلى التعاون مع الدول “، مجددا التأكيد على ” بناء الدولة الديمقراطية طبقا لانتخابات شفافة ونزيهة يختار من خلالها الشعب الليبي من يحكم بإرادته الحرة ودون تدخل أحد “.

من جهة أخرى، عبر رئيس مجلس النواب الليبي عن امتنانه للمغرب على مواقفه الداعمة والدائمة الى جانب الشعب الليبي، مضيفا أن “هذه الزيارة التي تأتي بدعوة كريمة من الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، تعد مناسبة للتأكيد على عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والليبي، وتعكس التواصل المستمر بين مجلس النواب الليبي ونظيره المغربي لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الشعبين “.

زيارة عقيلة صالح للمغرب ستساعد على تعميق الحوار

من جهته، أبرز الحبيب المالكي، في تصريح مماثل، أن “زيارة عقيلة صالح للمغرب ستساعد على تعميق الحوار الليبي-الليبي بدون أي تدخل من أي جهة، طبقا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس “، مضيفا أنه “نأمل أن يتم استكمال هذا المسلسل التشاوري ببناء دولة ديمقراطية خارج أي تدخل أجنبي كيف ما كان “.

وأشاد المالكي بـ”السمعة الطيبة” التي يتمتع بها عقيلة صالح والذي “جعل من مجلس النواب الليبي مصدر إجماع أممي، وعربي، وأوروبي، وإسلامي”، مؤكدا أن ذلك هو “ما جعل من هذه المؤسسة شريكا في كل التحولات التي تعرفها ليبيا حاليا، من أجل ضمان بناء مؤسسات محترمة وديمقراطية والعمل على تسريع هذه المرحلة الإنتقالية التي يجب أن تتميز بالانتقال السلمي”.

من جهة أخرى أكد المالكي أن “العلاقة التي تربط المملكة المغربية بالشعب الليبي الشقيق تعتمد بالأساس على الثقة المتبادلة ، التي بدونها لا يمكن القيام بأي شيء “، مضيفا ” نحن ننتمي إلى جيل واحد، جيل مغاربي وعربي، وهو ما جعلنا نؤمن بنفس القيم ونحترم الدول على أساس وحدة الشعوب، التي تضمن الاستقرار والأمن في أي بلد من بلدان العالم العربي أو على مستوى المغرب الكبير “.

مساعي مغربية للوصول إلى توافقات

و قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، اليوم الخميس بالرباط، إن المغرب كان رافدا قويا في كل محطات تسوية الأزمة الليبية.

وأبرز المشري، في تصريح للصحافة عقب لقائه برئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، “نحن سعداء بتواجدنا في المغرب الشقيق، الذي كان رافدا قويا في كل محطات الأزمة الليبية للخروج منها “.

وتابع قائلا ” نحن دائما في كل زيارة للمغرب نشعر أننا بين أهلنا وإخوانا وأصدقائنا، ونشعر برعاية جلالة الملك والحكومة واستضافة الشعب المغربي “، منوها بهذه المواقف الايجابية للمملكة .

وكشف رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بهذه المناسبة، أن ” هناك الآن مساعي مغربية للوصول إلى توافقات حول بعض الملفات الليبية التي مازالت فيها جدل “، معربا عن تفاؤله بوجوده بالمملكة و” بهذه المساعي بين الأطراف الليبية من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي “.

وخلص إلى أن هذه المساعي لم تتوقف منذ بدأت سنة 2014 وتوجت في نهاية 2015 باتفاق الصخيرات، مردفا بالقول ” والآن ستتوج بالذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية نهاية هذا العام “.