دفعت الأخبار المتداولة على نطاق واسع بتزايد عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين يقدمون إستقالاتهم لمؤسسات الحزب إقليميا وجهويا، "دفعت" سعد الدين العثماني الّأمين العام للحزب إلى طلب مده بجميع المعطيات وبالأرقام عن عدد الأعضاء المستقيلين من الحزب منذ توليه رئاسة الحكومة الحالية.
وجاءت خطوة الأمين العام للحزب بمده بالمعطيات والأرقام، في ظل الصراع والاحتقان المحتدم بين قياديين محليين بالحزب خاصة بمدينة المحمدية الدائرة الإنتخابية التي ترشح فيها العثماني وكذا جهة سوس ماسة التي ينحدر منها رئيس الحكومة والتي عرفت إستقالة أزيد من 200 عضو "عامل" خاصة بمنطقة اشتوكة ايت باها التي دأب الحزب منذ ولايتين برلمانيتين على الفوز بمقعد انتخابي فيها.
ووفق معطيات حصلت عليها "بلبريس" فتنظيمات حزب العدالة والتنمية ببعض الأقاليم والمدن تعيش على وقع غليان غير مسبوق بسبب صراعات شخصية وتدبيرية بين قادة الحزب محليا، إنطلقت منذ الانتخابات المجالية التي أفرزت سيطرة الأسماء المحسوبة على على ما يسمى "بتيار الاستوزار" المدافعين عن منهج سعد الدين العثماني، في مقابل تراجع للوجوه المحافظة والمألوفة المساندة للأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران والذين بدؤوا حملة "تمرد" إما بالاستقالة أو النقد اللاذع ولعب دور المعارضة داخل المجالس المنتخبة التي يشرف عليها حزب المصباح.
وقدم أزيد من 200 عضو بحزب العدالة والتنمية باقليم اشتوكة ايت باها، استقالتهم بشكل جماعي، معلنين انضمامهم لصفوف حزب التجمع الوطني الأحرار، حيث أن الأعضاء المعنيين بالاستقالة برروا خطوتهم " لعدم رضائهم بالطريقة التي يسير بها الحزب مجموعة من الجماعات المحلية التي يترأسها، مقررين الانضمام للحمامة مستغلين في نفس الوقت تواجد رئيس الحزب، عزيز أخنوش، خلال لقاء تواصلي للحزب بالمنطقة، للتأكيد على قرارهم الأخير بمغادرة المصباح بصفة نهائية، بل هناك عدد منهم أصر على إلتقاط صور تذكارية مع رئيس الأحرار ونشرها للعموم لتأكيد قرارهم".
من جهة ثانية، نفى الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة عبد الجبار القسطلاني، صحة ما تردد من أنباء عن "نزيف استقالات جماعية لـ 200 عضو من الحزب بإقليم شتوكة أيت باها"، مؤكدا استمرار عافية "المصباح" على مستوى الإقليم المذكور.
القسطلاني الذي سبق لعبد الاله بنكيران أن هاجمه في مهرجان خطابي بمدينة أكادير في وقت سابق بعد التساؤل حول "إختفائه عن الانظار"، أوضح في تصريح بالموقع الرسمي لحزبه، "أنه من أصل 835 عضو "عامل مشارك"، التي يتوفر عليها الحزب بهذا الإقليم، توصلت الكتابة الإقليمية للحزب باشتوكة أيت باها إلى حدود كتابة هذه الأسطر، بـ 24 طلب استقالة، إلى جانب 5 مستشارين جماعيين أفصحوا بدورهم عن رغبتهم في الاستقالة، دون أن يقدموا على ذلك بشكل رسمي.
وأكد المسؤول الحزبي، أن الاستقالة خاضعة لعدد من المقتضيات القانونية التي ينظمها القانون الأساسي للحزب، مؤكدا أنه على من يرغب في الاستقالة أن يتخذ الإجراءات اللازمة لذلك، حينها سيبت الحزب على المستوى الجهوي في هذه الاستقالات إما بالرفض أو الإيجاب
وأردف أن من حقهم تقديم استقالتهم وفق الشروط والإجراءات المعمول بها، ولا أحد يلزمهم بالبقاء في الحزب رغما عنهم، مسجلا أن الحزب لم يدخر جهدا في توفير جميع شروط ممارسة الفعل السياسي بكل أريحية، للأعضاء الذين قدموا استقالاتهم، شأنهم في ذلك شأن باقي الأعضاء.
وفي الوقت الذي أكد فيه الكاتب الجهوي لحزب "المصباح" بجهة سوس ماسة، أن الحزب يُكنّ كل التقدير للأعضاء الراغبين في الاستقالة أو أولئك الذين قدموا استقالتهم، ويحترم اختياراتهم وإرادتهم في مغادرة سفينة الحزب، شدد على أنه "لا يمكن أبدا أن يخضع للضغوط والابتزاز".