لأن وجهه غريب عن الرأي العام ، فقد أثارت ملامحه أسئلة المتتبعين لأنشطة الملك محمد السادس . وهكذا انتقل السؤال ليعم مختلف منصات التواصل الاجتماعي ، لمعرفة من يكون الشخص الذي وقف في نفس المكان الذي اعتاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن الوقوف فيه ، يوم تنصيب الملك محمد السادس حكومة العثماني المعدلة، وحدهم من يربطون بين الأحداث ومن لهم ذاكرة قوية، وحدهم من يربطون بين الأحداث ومن لهم ذاكرة قوية سيعرفون أن نفس الوجه " غير المألوف " سبق وظهر في صيف عام 2014 إلى جانب الملك وهو يجلس على يمينه في سيارته المكشوفة ، في المرة الأولى ، وعلى متن سيارة رباعية الدفع في مرة أخرى ، وعلى متن اليخت الملكي للاخدوج " في أكثر من مرة ، لاسيما وقد جرت العادة ، أن المرافق الدائم للملك هو مستشاره ورفيق دراسته ورجل ثقته فؤاد علي الهمة الذي اعتاد الجلوس في ذلك المكان على متن سيارات الملك .
فمن يكون الرجل الذي شغل بال جزء كبير من المغاربة ، والذي يظهر من خلال المعطيات التي سننشرها أنه صديق مقرب من الملك وكاتم أسراره ؟ إنه الحاجب الملكي محمد العلوي -
من المؤكد أن الذي يريد أن يبحث في سيرة الحاجب الملكي سيدي محمد العلوي سيجد صعوبة كبيرة ، نظرا لشح المعطيات والكتابات حول هذا الشاب الذي عينه الملك محمد السادس في هذا المنصب في منتصف شهر نونبر من العام 2013 ، خلفا لابراهيم فرج ، بعدما بلغ من الكبر عتيا ، ليفتح المجال التشبيب محيط الملك . الباحث عن سيرة سيدي محمد العلوي لن يجد عن شخصه سوى خمسة أسطر نقلتها عنه وكالة المغرب العربي للأنباء يوم تعيينه ، نقلا أيضا عن بلاغ الديوان الملكي ، الذي صاغة القصر بعناية فائقة ، وكل ما قال فيه أن « سيدي محمد العلوي ازداد في سابع يوليوز 1974 ، وهو حفيد الفقيدين للا فاطمة الزهراء العزيزية ابنة السلطان مولاي عبد العزيز ، والأمير الراحل مولاي الحسن بن المهدي ، وتابع دراستة الابتدائية والثانوية
بثانوية رينيو بطنجة ، ونال بها شهادة الباكلوريا سنة 1993 ، وهو متزوج وأب الثلاثة أطفال » . كان هذا كل ما حمله بلاغ القصر بلا زيادة ولا نقصان قرابة عائلية مع الملك من جميع الاتجاهات بالرجوع إلى مضمون بلاغ الديوان الملكي ، يتضح أن مولاي محمد العلوي ينتمي الى الشجرة العلوية ، فهو ليس سوى ابن للا أم كلثوم ابنة فاطمة الزهراء العزيزية ، ابنة السلطان مولاي عبد العزيز ، الذي حكم المغرب الأقصى ما بين سنتي 1894 و 1908 خلفا لوالده المولى الحسن الأول ، الذي هو الجد الثالث للملك محمد السادس من جهة الأب ، فمولاي محمد العلوي هو ابن الشريف مولاتي زين العابدين العلوي ، الذي اشتغل سفيرا للمملكة في أكثر من بلد ، فقد اعتاد أن يعينه الملك الراحل الحسن الثاني سفيرا للرباط في أكثر من مكان أما جده لأمه ، فليس سوى مولاي الحسن ابن المهدي ، ابن السلطان محمد الرابع ، الذي كان متزوجا من فاطمة الزهراء العزيزية ، وهو نفسه الخليفة السابق الملك محمد الخامس على مدينة تطوان ،حيث منحته إسبانيا نفس السلطات التي كانت يتمتع بها السلطان في العاصمة الرباط ، وتقول بعض الوثائق السرية إن « إسبانيا فكرت ، سنة 1953 بعد نفي السلطان محمد الخامس ، في الإعلان عن الخليفة السلطاني الحسن بن المهدي ملكا على منطقة الشمال » .