مما لا شك فيه أن عدسات كاميرات القنوات الإعلامية الرياضية العالمية ، وأقلام الصحفيين الرياضيين، و المشجعين في كل بقاع العالم، وصفحات الجرائد الورقية منها والالكترونية، وترددات القنوات في المقاهي الشعبية، لن تجدهم يشغلون قبل أيام وبعد أزيد من شهر من الآن بموضوع غير ما استجد وما سيستجد في مونديال روسيا 2018،
ولإرضاء عشاق المستديرة نقترح عليكم زوارنا الكرام فقرة ” زوم على المونديال” التي سنقدم لكم فيها ما جد وما سيستجد بمونديال روسيا على “جريدة بلبريس الالكترونية”، من خلال البحث والتقصي وتقديم لب ما يدور في هذا العرس الكروي العالمي. في هذا العدد اخترنا أن نقدم لكم الحديث عن ملاعب مونديال روسيا و مقتطفات من تاريخه العظيم بكل ما يحمله من قيم إنسانية كونية.
يقال أن كل الطرق كانت تؤدي في يوم ما إلى روما، لكنها تؤدي في هذه الأيام إلى روسيا، من لم تتجه به أقدامه، ستتجه به أنظاره بدون شك صوب المونديال العالمي الذي يجمع عمالقة اللعبة، و شاءت الأقدار أن يستثني هذه المرة بكل أسف الطواحن الهولندية و ايطاليا بقائدها جيجي بوفون، هذا ليس موضوعنا الآن كي لا نفسد فرحتكم، بلا شك أنتم تتساءلون بعد 24 ساعة و ما يليها من ساعات المونديال بروسيا، على أي ملاعب ستراقص أقدام اللاعبين كرة المونديال الواحد و العشرين .
في هذه الرحلة من " زوم على المونديال " على " جريدة بلبريس الالكترونية" سنجول بكم بين ملاعب منديال روسيا 2018 و بين تاريخ أهم محطات و ذكريات المونديال.
ملعب كالينينغراد - المدينة : كالينينغراد
يتسع ل 35 ألف متفرج، مشاهد ، و مستمتع بأطوار لحظات مسابقة عالمية كان أول ظهور لها سنة 1930 بالأوروغواي، و لعب أول نهائي للبطولة على ملعب مونتيفيديو بأوروجواي، أمام 68 ألف مشجع، بين المضيف والأرجنتين، وفاز صاحب الأرض بنتيجة 4-2 لتصبح أوروجواي هي أول من يفوز بكأس العالم.
ملعب يكاترينبورغ ... المدينة ياكاترنبورغ
يتسع ل 23 ألف متفرج، ستحضر عرسا كرويا يضرب لعشاق المستديرة موعدا كل أربع سنوات، باستثناء نسختي 1942 و1946، اللتان تعطلتا بسبب الحرب العالمية الثانية، شارك في أول نسخة 13 منتخب بدون تصفيات، ثم 16 منتخب بداية من 1934 حتى 1978، و 24 منتخب بداية من 1982، و في مونديال فرنسا 1998 ارتفع العدد إلى ما هو عليه الآن و هو 32 منتخب يؤهلون بعد إجراء التصفيات، و سيتفع العدد إلى 48 منتخب بنسخة 2026 التي كان المغرب مرشحا لتنظيمها.
الملعب الاولمبي فيشت : المدينة : سوتشي
يتسع الملعب لما يقارب 47 ألف متفرج، أي 47 ألف مشاهد يمنون النفس بحمل اللقب الذي لم تفز به سوى 8 منتخبات طيلة العشرين نسخة الماضية المنحوتة في ذاكرة تاريخ المستديرة، في مقدمتها البرازيل الأكثر فوزًا بكأس العالم بفضل التتويج بها 5 مرات، كانت أولها في 1958 و آخرها في 2002، بينما المنتخبات الثمان المتوجة هي : البرازيل (5) ، ألمانيا (4) إيطاليا (4) الأرجنتين ( 2) اوروغواي (2)، فرنسا (1) انجلترا (1) اسبانيا (1)
ملعب يوبيلين ... المدينة سارانسك
يتسع ل 45 ألف مشاهد ، ليسجلوا أهدافا تفرح الجماهير، ليدخلوا التاريخ من الباب الكبير، فذاكرة المونديال لن تنسى هدافها التاريخي، الألماني ميروسلاف كلوزه، الذي سجل حتى الآن 16 هدفًا، في خلال 4 منافسات، يأتي بعده الظاهرة رونالدو، بـ 15 هدفًا، في 3 بطولات، فيما سجل الألماني جيرد مولر 14 هدفًا في بطولتين ، ويبقى نجم المنتخب الألماني وبايرن ميونيخ توماس مولر أقرب اللاعبين الحاليين للمنافسة على هداف كأس العالم حيث سجل 10 أهداف في بطولتين ولديه 28 عامًا في النسخة الحالية بروسيا.
ملعب كازان أرينا المدينة : كازان
يتسع ل 45 ألف زائر لكرنفال المونديال، منهم من يستمتع بذكراه الأولى ومنهم اعتاد على الزيارة، شأنه شأن بعض اللاعبين الأكثر زيارة لملاعب المونديال، يتصدرهم لوثار ماتيوس، الذي يحمل رقم أكثر لاعب شارك في مباريات كأس العالم بـ 25 مباراة، في خلال 5 بطولات – على مدار 20 سنة- بينما مواطنه كلوزه قريب منه بفارق مباراة واحدة ، وباولو مالديني ورائهما مباشرة، أما الأسطورة دييجو مارادونا فقد لعب 4 كؤوس عالم و ظهر في 21 مباراة، فيما أن قائد البرازيل في 2002 اللاعب كافو يتساوى من فيليب لام بـ 20 مشاركة.
ملعب روستوف أرينا المدينة : روستوف على نهر الدون
سعة الملعب : 43 ألف شاهد على فصول حكاية يسعى أبطالها إلى التتويج بدرع بطولة قدم للمرة الأولى في 1974، و تم تصميمها عن طريق الفنان الإيطالي سيلفيو جزانيجا، صنعت من الذهب الخالص عيار 18، والقاعدة من معدن مخليت، بينما طول الكأس 36.8 سم، "14.5 بوصة"، أما الوزن 6.175 كيلو جرام،و 13.61 رطل.
سامارا أرينا المدينة : سامارا
يتسع ل 45 ألف ذاكرة كروية عندما تعود إلى الوراء، تجد أن الكأس الحالية قدمت للمرة الأولى في 1974،أما قبل ذلك كانت المنتخبات الفائزة في الفترة ما بين 1930 إلى 1970، يسلم لها كأس جول ريميه، والتي تختلف بالقطع عن الكأس الحالية التي صممها جزانيجا.
وقد تم نحته عن طريق الفنان الفرنسي أبيل لافلور، الذي كلف بتصميمها من قبل الفيفا، في حين أن الكأس الأولى التي سميت بـ "النصر"، كانت عبارة عن إله النصر عند اليونانيين المسمى بـ "نايكي"، وضع فوق رأسها كأس ثمانية الشكل، هي مصنوعة من الفضة ومطلية بالذهب الإسترليني، والقاعدة مصنوعة من الرخام الذي حل محلها معدن اللازورد في 1954.
وفي عام 1946 تم تغيير اسم البطولة من كأس النصر إلى جول ريميه، رئيس الاتحاد السابق، والذي كان له دور كبير في إنشاء البطولة، وقد احتفظ المنتخب البرازيلي بتلك الكأس، بعدما فازوا بالبطولة الثالثة في 1970، وذلك تبعًا لقواعد الفيفا، لكن لسوء الحظ أنها قد سرقت في 1983 ولم يعثر عليها حتى الآن.
الملعب المركزي، فولغوغراد. المدينة : فولغوغراد
يتسع ل 45 ألف مشجع من بينهم مشجعو أربع منتخبات عربية، ا"لمغرب، تونس، مصر، والسعودية" بكل ما تحمله شعوبها من ثقافات و أصول أمازيغية و أندلسية و غيرها، وهي المرة الأولى على مر التاريخ، التي تجمع فيها أربع منتخبات يجمعها قلب واحد، و لا تفرق بين شعوبها أي اختلافات كيف ما كانت، لأن ما يجمعنا أقوى من جوازات السفر وأقوى من الحدود الجغرافية وأقوى من أي سبب يفرقنا .
ملعب أوتكريتي أرينا - المدينة موسكو
يتسع ل 44 الف إنسان، و عندما نقول الإنسان، نتحدث عن الحضارة، عن الثقافة و عن القيم الإنسانية الكونية، و لأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، ففي المونديال يلتقي المسيحي بالمسلم، و الأبيض بالأسمر، و الإفريقي بالأوروبي، والعربي بالأمريكي، فنتشارك نفس الفضاء المشترك، و نستنشق نفس الأكسجين، و نحيى " بروح انسانية رياضية "، و بحب و بسلام لا شك في أن هذا العالم في أمس الحاجة إليهما .
ملعب زينيت أرينا المدينة : سان بطرسبورغ
يتسع ل 66 ألف حلم، طموح، أمل، كفاح، فرحة، وكل المعاني الجميلة في الحياة، دون أن ننفي الجزء السيئ في تجربة المنافسة على المونديال ككل تجربة في الحياة، هناك أيضا انكسار ، خيبة أمل، و نهاية البداية، لكن و تحت لكن خط أحمر. كرة القدم، حتى في نهايتها الحزينة تقدم الدروس و العبر، و تترك فسحة أمل في قلب كل عاشق لها، و في قلب كل قلب شغوف بين قلوب جماهير الشعوب.
فسحة الأمل تلك التي يجب أن نراها مهما اشتد الظلام في حياتنا بصفة عامة، فكثيرون من خسروا في محطة نهائية ما وعادوا من جديد للفوز بها في محطات أخرى .
ملعب نيغني المدينة : نوفوغراد
يتسغ الملعب لما يقارب 44 ألف مغربي و لما لا يا سادة؟
نعم نحن مغاربة ونفتخر ، و قادرون على التميز ، و كما نقول" ما بعيدا غي تازة " و هي أبعد من روسيا في هذه الحالة، لنا كل الثقة في جماهيرنا العظيمة، من طنجة العالية للكويرة الغالية، مثلما لنا الثقة في أسودنا، و على قدرتهم في بلوغ النهائي حتى، و الفوز باللقب لما لا؟ لما علينا أن نتشاءم؟
إنه منتخب بلدنا و علينا أن ندعمه و نشجعه مهما كانت ظروفنا، لأن الوطنية فوق كل اعتبار، و لو كانت كذلك عند الجميع من الكبير إلى الصغير لكنا في أفضل حال، فهيا يا جمهور المغرب العظيم ،و هي يا أسود الأطلس ، ازأروا في المونديال، ليعرف العالم من هو المغرب و من هم المغاربة .
ملعب لوجينكي المدينة : موسكو
يتسع ل 81 ألف متفرج و هو الملعب الذي ستقام فيه المباراة النهائية لكأس لعالم، مباراة سيخلدها التاريخ كما خلد كل المباريات التي سبقتها، و كما خلد كل المحطات التي حاولنا في رحلتنا هذه أن نذكر بعضها في فقرتكم " زوم على المونديال"، و لا زال في الحكاية بقية ترويها لكم الأعداد القادمة.
*صحفي متدرب