يواجه حزب الأصالة والمعاصرة أزمة مالية دفعته إلى اتخاذ قرارات حاسمة لتأمين استمرارية أنشطته، حيث قررت قيادة الحزب عرض عدد من مقراته "الثانوية" للبيع، خصوصًا تلك الموجودة في بعض المدن الكبرى، وعلى رأسها العاصمة الرباط.
وتعود هذه الأزمة إلى تراكم مجموعة من الالتزامات المالية التي خلفتها فترات التسيير السابقة، ما أدى إلى حدوث عجز واضح في موازنة الحزب. ويُعزى جزء كبير من هذه الأزمة إلى ما وُصف بـ"الثقوب المالية" التي ورثتها القيادة الحالية عن الأمين العام السابق، عبد اللطيف وهبي، الأمر الذي وضع القيادة الجديدة أمام تحديات مالية كبيرة.
وفي ظل هذا الوضع، وجدت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة، نفسها أمام مسؤولية ثقيلة لإدارة هذه المرحلة الانتقالية الصعبة. ورغم الضغوط المالية التي تواجهها، فضّلت المنصوري التعامل مع الوضع بصمت ودون إثارة الجدل، متجنبة اللجوء إلى لغة "المن" أو تسليط الضوء على الأعباء التي تتحملها.
ويطرح هذا الوضع تساؤلات حول مدى قدرة الحزب على تجاوز أزمته المالية، وما إذا كان سيكتفي ببيع مقراته لتغطية العجز، أم أن هناك استراتيجيات أخرى قيد الدراسة لضمان استقرار ميزانيته على المدى الطويل.