مصدر مقرب من العنصر ينفي مغادرته المغرب للاقامة باسبانيا

أثارت تقارير إعلامية محلية هذا الأسبوع، ضجة كبيرة بعد تداول أنباء تفيد بأن وزير الداخلية الأسبق، امحند العنصر، قد حصل على أوراق الإقامة في مدينة مالقة جنوب إسبانيا، مما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كان قد قرر مغادرة المغرب بشكل نهائي. هذه الأنباء أثارت العديد من النقاشات والشكوك حول الوضع الشخصي للعنصر، خاصة وأنه يعتبر أحد الشخصيات البارزة في الحياة السياسية المغربية.

مصدر أكد لبلبريس أن جميع المعلومات التي تم نشرها بشأن إقامته في إسبانيا لا أساس لها من الصحة. و شدد العنصر على أن إقامته الوحيدة هي في المغرب، مؤكداً أن “الإقامة الوحيدة التي أملكها هي في بلدي، ولا توجد لي أي إقامة سواء في إسبانيا أو في أي دولة أخرى”. كما أضاف قائلاً: “أنا سعيد جداً في بلدي، ولا توجد أي نية لدي لمغادرته، وأنا فخور بمغربيتي وبمواطنيتي”.

وقد بدا العنصر حريصًا على توضيح أنه لا ينوي الابتعاد عن وطنه وأن الشائعات التي تم تداولها لا تعدو كونها مجرد إشاعات لا تمت للواقع بصلة. وأكد أن هذه المعلومات لا تعدو كونها مجرد تكهنات ولا علاقة لها بالحقيقة، في إشارة إلى التلميحات التي تم طرحها حول مغادرته البلاد في ظروف غير طبيعية.

مسار سياسي طويل وأدوار متعددة

يمثل امحند العنصر واحدًا من الوجوه السياسية البارزة في تاريخ المغرب المعاصر، حيث تدرج في العديد من المناصب الهامة على مدار مسيرته. تولى العنصر وزارة الداخلية في حكومة ما بعد انتخابات 2011 التي جرت عقب الحراك المغربي، حيث دخل حزب الحركة الشعبية في التحالف الحكومي الذي كان يقوده حزب العدالة والتنمية. ورغم أن العنصر تولى وزارة الداخلية لفترة قصيرة، إلا أنه لعب دورًا بارزًا في الفترة الانتقالية التي تلت التعديلات الدستورية في المغرب.

في عام 2013، غادر العنصر وزارة الداخلية ليشغل حقيبة وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، كما تم تكليفه بتسيير شؤون وزارة الشباب والرياضة بعد إعفاء الوزير محمد أوزين من منصبه في وقت كانت فيه هذه الوزارة تعيش حالة من الارتباك السياسي والإداري.

ويعد العنصر من أبرز الشخصيات التي قادت حزب الحركة الشعبية، حيث ظل كاتبا وطنيا للحزب منذ عام 1986، بعد أن تم تعيينه على رأس الأمانة العامة خلفًا للمحجوبي أحرضان، الذي كان يشغل هذا المنصب قبله. وقد استطاع العنصر الحفاظ على موقعه في قيادة الحزب لفترة طويلة، قبل أن يغادر منصبه في نوفمبر 2022، ليغلق بذلك مرحلة طويلة من مسيرته السياسية في الحزب.

ورغم نفي العنصر لأي نية لمغادرة المغرب بشكل نهائي، لا تزال بعض الأوساط السياسية والإعلامية تثير تساؤلات حول الأبعاد الشخصية والسياسية لهذه الشائعات. قد تكون هذه الأنباء قد أعادت إلى الواجهة الجدل حول مغادرة الشخصيات السياسية البارزة للبلاد في فترة ما بعد التقاعد أو في ظل التغييرات السياسية التي تشهدها المملكة. وقد تكون هذه القضايا مرتبطة بتحديات المرحلة التي يعيشها الحزب أو بالوضع العام للبلاد، إلا أن العنصر فضل التأكيد على استقراره التام في المغرب.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *