تواصل الصناعة العسكرية في المغرب زخمها الإيجابي باستقطاب عدد من المصنعين والمستثمرين المختصين الكبار في العالم، وذلك في إطار توجه يسعى إلى جعل المملكة فاعلة أساسية في هذا المجال.
وبدا لافتا حرص المغرب تجاوز منطق الشراكات التقليدية الثابتة إلى سلك نهج إستراتيجي جديد قوامه تنويع مصادر الحصول على السلاح عبر تعزيز قدراته التصنيعية الذاتية من خلال التعاون مع قوى صناعية كبرى فى هذا المجال.
هذا التوجه، تقول جريدة العلم التي أوردت الخبر في عددها اليوم الثلاثاء، تجلى مؤخرا في ما أوردته تقارير متخصصة عندما تحدثت عن استعداد شركة “تاتا أدفانس سيستمز” الهندية، المتخصصة في صناعة المركبات العسكرية، لافتتاح وحدة صناعية في المغرب ضمن إطار اتفاق التعاون العسكري بين البلدين.
الشركة انتهت من جميع الإجراءات الإدارية اللازمة لافتتاح المصنع المتوقع أن يقام في منطقة مخصصة للتصنيع العسكري.
وكانت الهند قد أعلنت العام المنصرم عن مخطط لزيادة صادراتها من الأسلحة نحو بلدان إفريقية، مثل المغرب، خاصة بعدما توجهت في السنوات الأخيرة نحو تحديث إنتاجها من الأسلحة وإدخال التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، مما جعلها واحدة من البلدان المتنافسة في سوق بيع الأسلحة في العالم إلى جانب دول متقدمة في هذا المجال كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا.
وقامت الهند باطلاع عدد من البلدان الإفريقية، ومن بينها المغرب، على آخر الأسلحة التي أنتجتها الشركات الهندية العاملة في قطاع الدفاع، مثل المروحيات العسكرية، وطائرات درون، وأنظمة الدفاع، وذلك بهدف استقطاب زبناء جدد في القارة الإفريقية، ولا سيما أن الأسعار التي تقدمها تبقى منخفضة مقارنة بباقي البلدان الأخرى المصنعة للسلاح
ويأتي فتح هذه الشركة الهندية لمصنعها في المغرب ضمن اتفاق التعاون العسكري الذي أُبرم بين المغرب والحكومة الهندية في إطار استراتيجية المغرب لتنويع شركاءه سواء لاقتناء الأسلحة أو في الاستعداد لإقامة صناعة عسكرية بالمغرب.
وتشكل الهند إلى جانب البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، سلسلة الدول التي يمكن للمغرب الاعتماد عليها في خلق الصناعة العسكرية المحلية.
وقد ساهم الإطار القانوني الذي يهم الاستثمار العسكري الأجنبي، والذي صادق عليه البرلمان المغربي، في اجتذاب شركة تاتا الهندية لفتح فرع لها بالمغرب في انتظار شركات تصنيع سلاح أجنبية اخرى للاستثمار بدورها بالمملكة…
فتح الشركة الهندية المذكورة فرع لها بالمغرب، سيساهم بشكل كبير في تأسيس المملكة لصناعة عسكرية محلية، نظرا لما تتوفر عليه هذه الأخيرة من خبرة عالمية في صناعة المركبات العسكرية وآليات عسكرية أخرى تدخل ضمن استراتيجية التصنيع العسكري التي يطمح اليها المغرب، والتي تتركز بالأساس على صناعة قطع الغيار والرصاص وأسلحة خفيفة أخرى، إضافة إلى صناعة مركبات عسكرية يمكن أن يصدرها المغرب إلى السوق الإفريقية بعد سد حاجياته العسكرية…