الداخلية‭ ‬ترفع‭ “‬البلوكاج‭” ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬المجالس وحرمان‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬تورط‭ ‬رؤساؤها‭ ‬في‭ ‬صفقات‭ ‬فاسدة‭ ‬

منح‭ ‬عبد‭ ‬الوافي‭ ‬لفتيت ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬للمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬لفائدة المجالس ‬‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنميتها‭ ‬وتأهيلها‭ ‬حضريا،‭ ‬بعدما‭ ‬أغلق‭ ‬صنبور‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬المنتخبين‭ “‬الكبار‭” ‬إلى‭ ‬التظلم،‭ ‬خصوصا‭ ‬رؤساء‭ ‬المجالس‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬التجمع‭ ‬الوطني‭ ‬للأحرار‭.‬

 

وقالت‭ ‬يومية الصباح‭ ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬عندما‭ ‬علقت‭ ‬توزيع‭ ‬الملايير‭ ‬على‭ ‬مجالس‭ ‬جماعية،‭ ‬ظل‭ ‬رؤساؤها‭ “‬يفترسون‭” ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬ولا‭ ‬شفقة،‭ ‬رفقة‭ ‬أصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬دراسات‭ ‬وشركات‭. ‬

 

واضطرت‭ ‬المفتشية‭ ‬العامة‭ ‬للإدارة‭ ‬الترابية‭ ‬التي‭ ‬مازال‭ ‬منصب‭ ‬واليها‭ ‬شاغرا،‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬ملفات‭ ‬رؤساء‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الحضري‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭.‬

 

المجالس ويستفاد‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬رؤساء‭ ‬الجماعات‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مديرية‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬بهدف‭ ‬تأهيل‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬يدبرون‭ ‬شؤونها،‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬كبيرة،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬مطابقة‭ ‬ما‭ ‬أنجز‭ ‬من‭ ‬مشاريع،‭ ‬مع‭ ‬الأغلفة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬الحسابات‭ ‬الخاصة‭ ‬للجماعات‭ ‬المستفيدة،‭ ‬وتم‭ ‬وضعهم‭ ‬في‭ ‬اللائحة‭ “‬السوداء‭”‬،‭ ‬وأعطيت‭ ‬تعليمات‭ ‬بحرمانهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬إضافي‭.‬

 

ولم‭ ‬يقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تحال‭ ‬ملفاتهم‭ ‬على‭ ‬محاكم‭ ‬جرائم‭ ‬الأموال،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعدما‭ ‬كشفت‭ ‬تقارير‭ ‬المفتشية‭ ‬العامة‭ ‬للإدارة‭ ‬الترابية،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجاوزات،‭ ‬التي‭ ‬يشترك‭ ‬في‭ ‬اقترافها‭ ‬مقاولون‭ ‬وأصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬دراسات‭ ‬ومهندسون،‭ ‬إذ‭ ‬طالت‭ ‬بعض‭ ‬مشاريع‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الحضري،‭ ‬خصوصا‭ ‬منها‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬الحضرية‭ ‬تشوهات‭.‬

 

وبرأي‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج،‭ ‬فإن‭ ‬تهيئة‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬الحضرية،‭ ‬تعتبر‭ ‬أحد‭ ‬مجالات‭ ‬التدخل‭ ‬الأساسية‭ ‬للجماعات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقوية‭ ‬قدرات‭ ‬الجماعة‭ ‬والفاعلين‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الحضري‭ ‬للمدن‭ ‬والمراكز‭ ‬الحضرية‭. ‬

 

ووضعت‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬نفسها،‭ ‬أخيرا،‭ ‬دليلا‭ ‬علميا‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬الجماعات،‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنهجية‭ ‬وتصور‭ ‬وإنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬تهيئة‭ ‬هذه‭ ‬الفضاءات،‭ ‬قصد‭ ‬النهوض‭ ‬بجودة‭ ‬التهيئات،‭ ‬كي‭ ‬تستجيب‭ ‬لمواصفات‭ ‬الراحة‭ ‬والسلامة‭ ‬والاستدامة‭ ‬والجمالية‭. ‬وانتهى‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ “‬دليل‭ ‬تهيئة‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬الحضرية‭”‬،‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬والمصالح‭ ‬المعنية،‭ ‬اعتمادا‭ ‬على‭ ‬دراسة،‭ ‬تتضمن‭ ‬تشخيصا‭ ‬مفصلا‭ ‬لسيرورة‭ ‬وإنجاز‭ ‬واستغلال‭ ‬الفضاء‭ ‬العمومي‭ ‬الحضري،‭ ‬تروم‭ ‬تحديد‭ ‬التدخلات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتهيئتها‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيلها‭.‬

 

ويتناول‭ ‬الدليل،‭ ‬وفق‭ ‬وثيقة‭ ‬رسمية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬مفهوم‭ ‬الفضاء‭ ‬العمومي‭ ‬الحضري‭ ‬واستعمالاته‭ ‬ومستعمليه،‭ ‬وأنواع‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬الحضرية،‭ ‬والمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬لتصور‭ ‬وإنجاز‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية،‭ ‬والقواعد‭ ‬والمعايير‭ ‬التقنية‭ ‬الواجب‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭.‬


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.