بالصور..أجواء العيد في عاصمة البوغاز بين الواقع والافتراض

محمد الشنتوف*

حل العيد السعيد وحلت الأفراح والمسرات، ومعها دقت ساعة تقديم التبريكات والأماني في جميع ربوع المملكة المغربية، وفي سائر بقاع الدول الإسلامية عبر العالم، ناهيك عن إعداد ما لذ وطاب من الحلويات و ارتداء اللباس التقليدي في صباح يوم العيد كسنة دئب المغاربة على القيام بها، وكطقس من الطقوس التقليدية التي تعبر عن التزام المجتمع بهيكل تنظيمي وتمثل شبه موحد لمثل هذه المناسبات الدينية.

النموذج من طنجة، حيث تعالت أصوات التكبير والتهليل في صباح مشرق جميل، وارتدى الصباح ثوبا جديدا مختلفا بعد توديع صباحيات رمضان الصامتة والهادئة، خرج الرجال والأطفال والنساء في حلة بهية متوجهين إلى مساجد طنجة.

من باب الذكر لا الحصر، هنا في مسجد بني مكادة بمدينة طنجة أو ما يصطلح عليه " مسجد السي الأمين"، استقبل كسائر المساجد موجا بشريا مستبشرا وفرحا بالعيد السعيد، وبعد خطبة العيد المقدسة في يوم كهذا، تفرق المصلون بين أزقة وشوارع الحي، وتعالت أصوات التبريكات بين الشباب والشيوخ والأطفال والنساء فيما بينهن أمام منازلهن الشعبية الزاخرة بألوان الحب والسلام والمودة.

قد يقول لك أحدهم افتراضا أو افتراضيا أن العيد قد فقد طعمه ولونه الأصليين، وقد يقول آخر، وإن قيل أنه يفقد طعمه فإنه لا زال يحافظ على لونه الأصلي الذي لا ولن يتغير، فالذي يتغير في الأصل هو الإنسان أما العيد فسيبقى عيدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يبقى الحب حبا، والمودة مودة، والسلام سلاما، ويضل الطفل طفلا، لا زال يفرح بملابس العيد ويضمه إلى حضنه في ليلته المتميزة، بل وكثير من الناس يكبرون لكن الطفل البريء الجميل في داخلهم لا يكبر، فتضل هذه المناسبات فرصة للتآخي والتصالح بين المتخاصمين، وإحياء صلة الرحم لمد حبل الود وضخ دماء المحبة في شريان العمر القصير جدا.
ما إن ينتهي الناس من أجواء التبريكات في أزقة المدينة بطنجة حتى يسرعوا إلى توثيق اللحظة بصور، ومقاطع فيديو تؤرخ لمرحلة جديدة في التعامل مع هذه المناسبات، فوسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تفرض نفسها على الانسان، فإلى جانب طقوس العيد الواقعية، هناك طقوس افتراضية، تتجلى في تحميل الصور وتبادل التبريكات، في تعبير تام عن إعلام جديد، إعلام المواطن الحر الذي ينشر ما يريد بالطريقة التي يريدها دون اهتمام بأبجديات الاعلام التقليدي، أو طبيعة الخط التحريري أو انضباطا لجنس صحفي معين، هم ينشرون صورهم تعبيرا عن لحظة حرية يعتنقونها في العالم الأزرق وباقي عوالم مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد نفسك مثلا في حي بني مكادة بطنجة، وتصلك صور من حي النهضة بالرباط، أو درب غلف بالدار البيضاء، أو حي مجاور لك في نفس المدينة، حسب طبيعة علاقاتك ومصادرها المتنوعة كهاته الصور التي ننقلها لكم من طنجة.

وبعد ضجيج البدايات في صباح العيد السعيد، تعم موجة صمت غريبة في تلك الفترة الصباحية، بعدما يتوجه الجميع إلى طاولات الإفطار التي عادت إلى مكانها الطبيعي زمانيا بعد غياب طويل، واحتفال بتوديع شهر فضيل يمثل للمغاربة كسائر المسلمين في العالم مناسبة متميزة للتقرب إلى الله.

هذه هي طقوس العيد جملة وتفصيلا، هنا من مدينة طنجة، وهناك من عوالمكم الرائعة أينما كنتم، وبكل تأكيد عوالمنا تتشابه وإن اختلفت تفاصيلها، ولذلك يسعدنا أن نتقاسم معكم هذه الصور التعبيرية في ربورتاج قصصي  يعبر عن واقع جميل يرتبط بيوم العيد السعيد، متمنين لكم عيدا مباركا سعيدا مع أصدق التهاني وأطيب الأماني.

جدير بالذكر أن العيد عيدين في هذه السنة، عيد الفطر، وعيد المسلمين لمصادفته مع يوم الجمعة، وقد يكون بل وسيكون إن شاء الله ثلاث أعياد نحتفل فيها مع منتخبنا الوطني المغربي الذي سيواجه المنتخب الإيراني مساء هذا اليوم في مباراته الأولى ضمن المجموعة الثالثة من تصفيات مونديال روسيا 2018، فكل التوفيق لأسود الأطلس.
*صحفي متدرب