أبو حفص: الاعتقاد بأن الفن يدنس القرآن هي فكرة سلفية دونية

بعد الجدل الكبير الذي خلفته واقعة مزج بين "ابتهالات اسلامية"، وترانيم مسيحية، بمعهد الأئمة في الرباط، اعتبر محمد عبد الوهاب رفيقي الباحث في الدراسات الإسلامية، أن الفكر السلفي له نظرة دونية للفن.

وفي تدوينة نشرها عبد الوهاب رفيقي، على صفحته الخاصة بالفيسبوك، استحضر قضية الفنان اللبناني مارسيل خليفة الذي توبع "بتهمة تحقير الدين الإسلامي، بدعوى غنائه لقصيدة شعرية تتضمن آية قرآنية..
يتعلق الأمر بقصيدة محمود درويش (أنا يوسف يا أبي) والتي جاء فيها: (هل جنيت على احد عندما قلت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).. "

وأضاف "غناها مارسيل بصوته الجميل وهو يعزف على العود، فقامت دنيا السلفيين ولم تقعد، بلغ الأمر حد المحاكمة ومطالبة النيابة بسجنه ثلاث سنين..."
وأكد "أبو حفص" أن "الاعتقاد بأن الفن يدنس القرآن والمقدس عموما هي فكرة سلفية قائمة على النظرة الدونية للفن، ولذلك لا تجد مثل هذا الاستنكار إلا في المجتمعات ذات الهوى السلفي، والتي لا تعرف للفن قيمة، ولا تدرك دوره الروحي والعرفاني، لا تعرف منه إلا ماكان مثيرا للغرائز لا ما كان وسيلة للسمو الروحي وعلاجا للتوتر والقلق النفسي...".

وأعطى الباحث مثالا آخرا بتركيا قائلا:" في مجتمع كتركيا مثلا، حيث لأسباب تاريخية لم يجد الفكر السلفي منفذا للاختراق، وحيث تضرب الصوفية بجذورها لا يمكن لأحد أن يستنكر أو يستهجن أداء مقاطع دينية بشكل فني.. المغني التركي المشهور عمر الفاروق تكبليك أدى سورة الفاتحة مصحوبة بالعزف.. لا من أحدا من الأتراك استنكر، وهم الشعب المتعصب لهويته الدينية والقومية، لسبب واضح، وهو أن من تربى على تراث شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي وكل المولوية لا يجد أي غضاضة في توظيف الفن لأغراض فنية".

"كما أن الصوفية في بلادنا وغيرها أنشدوا وعزفوا أروع القصائد الدينية متضمنة لمقاطع من الشهادتين وغيرها دون أي نكير أو استهجان.." يوضح أبو حفص"، "من حسن حظ مارسيل أنه حوكم بلبنان، حيث أن الطوائف الدينيه متعددة، وحيث عارض الجميع محاكمته باستثناء التيار السني الموالي للسلفية، فكان الحكم بالبراءة".

وأبرز رفيقي "لكن الحالة النادرة فعلا هي ما عرفه المغرب: صوفي يرقص الحضرة ويشارك الصوفية في كل احتفالاتهم ومواسمهم الدينية، ثم يستنكر ويندد بما وقع بمعهد إعداد الأئمة..." مضيفا "حتى نعرف أنه ليس كل إنكار ولا صياح خلفه حمية دينية صادقة... وإنما لحاجة في نفس يعقوب لم يقضها..".