بركة: الاستمرار في الفوارق المجالية لم يعد مقبولا

نظم حزب الاستقلال، أمس السبت، مهرجانًا خطابيًا تواصليًا حاشدًا بمدينة تازة، تحت شعار “تخليق العمل السياسي رافعة أساسية لتنمية حقيقية للمغرب الصاعد”.

وأبرز الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، خلال هذا اللقاء، الموقع المتميز والمؤهلات الهامة لتازة، مشيرًا إلى أن الإقليم سيستفيد من مشروع الطريق السيار جرسيف – الناظور، الذي سيمكنه من التصدير والانفتاح على الأسواق الدولية عبر ميناء الناظور غرب المتوسط، حيث سيقلص هذا الطريق مدة السفر بين الناظور وتازة إلى قرابة ساعتين.

واستعرض المسؤول الحزبي جملة من المشاريع الهامة التي تهم إقليم تازة، خاصة في قطاعي التجهيز والماء، بما في ذلك مشاريع السدود والطرق التي من شأنها تعزيز البنية التحتية للإقليم والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للساكنة وتشجيع الاستثمار.

كما تطرق بركة للتحديات التنموية، معتبرًا أن “هذا الاستمرار في الفوارق المجالية لم يعد مقبولاً”، ومؤكدًا أن “منطق وقف المشاريع الكبرى لتنمية مناطق أخرى لا يستقيم، إذ لا وجود لتناقض أو تنافس بين المشاريع الوطنية الكبرى والأوراش المحلية”.

وفي هذا الصدد، استشهد بالخطاب الملكي الأخير، حيث أكد جلالة الملك أن بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، “ما تزال تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية، وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية”.

من جهة أخرى، سلط الأمين العام الضوء على أن مشروع قانون المالية لسنة 2026 خصص 140 مليار درهم لقطاعي التعليم والصحة، مبلغ يعادل ثلاث مرات ما خصص لاستضافة كأس العالم. موضحًا أن “الإشكال المطروح اليوم لا يتعلق بحجم الاستثمارات بقدر ما يرتبط بالحكامة الجيدة والنجاعة في التنفيذ وتحقيق النتائج الملموسة على أرض الواقع لصالح المواطنات والمواطنين”.

وأعلن أن الأولوية الراهنة تعطى لوضع خريطة صحية وطنية وجهوية تهدف إلى تعزيز اللامركزية في القطاع الصحي، مذكرًا بالإجراءات المتخذة لتحفيز الأطباء على الاشتغال في القطاع العمومي، من بينها رفع أجور الأطباء بنسبة 30%، وتقديم تحفيزات خاصة للأطباء العاملين في المناطق النائية، فضلاً عن استقطاب أطباء من الخارج لسد الخصاص المسجل في هذا القطاع الحيوي.

كما دافع بركة عن ضرورة العمل على تطوير السياحة القروية والإيكولوجية، داعيًا جمعيات المجتمع المدني إلى الانخراط في استثمار كل هذه المقومات بشكل عال، مع التركيز على تطوير الصناعة التقليدية والصناعات الغذائية والتجارة الإلكترونية.

وفي المجال الفلاحي، أشار إلى أن الإحصاء العام للقطيع الوطني يمثل فرصة ثمينة لوضع سياسة فلاحية واقعية وواضحة تضمن تطوير القطيع الوطني، محذرًا من أن الجفاف والتغيرات المناخية أصبحا واقعًا ملموسًا يجب التعامل معه بجدية. وكشف عن تداعيات الجفاف الخطيرة على إقليم تازة، حيث تراجعت حصة الفرد من المياه إلى 200 متر مكعب سنوياً مقابل 650 متراً مكعباً على الصعيد الوطني، داعيًا إلى تبني فلاحة مستدامة غير مستهلكة للماء.

واختتمت أشغال هذا المهرجان الخطابي التواصلي بتقديم دروع تكريمية، لفائدة عدد من رواد الحزب بإقليم تازة، تقديراً لنضالهم وخدماتهم الجليلة ودفاعهم المستميت عن قيم ومبادئ حزب الاستقلال.

وحضر هذا اللقاء، على الخصوص، أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب عبد الجبار الراشيدي رئيس المجلس الوطني للحزب وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، وعبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجستيك، وعمر حجيرة كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، وعلال العمراوي، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، وعبد السلام اللبار رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين وعبد المجيد الفاسي نائب رئيس مجلس النواب، بالإضافة إلى حضور كل من عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، ومنير شنتير، رئيس مجلس جماعة تازة والنائب البرلماني للحزب بالإقليم وسعيد الوكيلي المفتش الإقليمي للحزب بتازة، فضلاً عن عدد من برلمانيي الحزب، ورؤساء الجماعات ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالإقليم، وأطر ومناضلات ومناضلي الحزب والمتعاطفات والمتعاطفين من ساكنة تازة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *