الداخلة تتغير… مشاريع هيكلية كبرى تعيد رسم معالم مدينة المستقبل

تعيش الداخلة اليوم جوهرة الجنوب المغربي، مرحلة تحول تاريخية غير مسبوقة. من مدينة هادئة تعتمد على الصيد البحري وبعض الأنشطة التقليدية، إلى قطب اقتصادي وسياحي عالمي قيد التشكل. التحولات الجارية اليوم ليست مجرد مشاريع متفرقة، بل هي رؤية استراتيجية متكاملة تجعل من الداخلة رافعة للتنمية في الصحراء المغربية وبوابة للتعاون مع إفريقيا جنوب الصحراء
لذلك تشهد مدينة الداخلة منذ قدوم الوالي الجديد اليوم طفرة تنموية غير مسبوقة، جعلت منها ورشاً مفتوحاً لمشاريع هيكلية كبرى تعيد رسم ملامحها وتؤسس لمكانتها كقطب اقتصادي، سياحي، وبحري استراتيجي في الصحراء المغربية. هذه التحولات لا تعكس فقط إرادة الدولة في النهوض بالأقاليم الجنوبية،بل تجسد رؤية عرف شارع الولاء بالداخلة أشغالا متواصلة ، والاشغال الجارية اليوم بشارع الولاء يؤكد دلك، وهو الشارع الذي يعرف توسعة واعادة تأهيل شاملة المعالم وتطوير البنيات التحتية وتؤثث الأثاث الحضري وتأهيله ،إضافة إلى تبليط الارصفة وتجديد وتقوية شبكة الانارة العمومية, وانجاز وتهيئته بالشكل المطلوب ،كذلك هو التشوير الطرقي وتهيئة جنبات الشارع والساحات.
وقد بلغت نسبة الأشغال مراحل متقدمة في توسيع وإعادة تهيئة الشارع الرئيسي بشكل يتماشى والطفرة التنموية التي تشهدها جوهرة الأقاليم الجنوبية للمملكة ، بإعتباره أحد أهم شوارع المدينة وأكثرها حيوية ، وذلك من خلال زيادة عرض الطريق وإضافة مسارات جديدة، إلى جانب تهيئة الأرصفة وتوفير مساحات خضراء وتشجير جانبي الشارع استراتيجية تجعل من الداخلة منصة للتعاون الإفريقي والأطلسي.وقد بلغت نسبة الأشغال مراحل متقدمة في توسيع وإعادة تهيئة الشارع الرئيسي بشكل يتماشى والطفرة التنموية التي تشهدها جوهرة الأقاليم الجنوبية للمملكة.

ميناء الداخلة الأطلسي… مشروع المستقبل الواعد

من أبرز المشاريع التي ستغير وجه المدينة، مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي يتم تشييده على بعد 40 كلم شمال المدينة. هذا الميناء الضخم، الذي تقدر كلفته بمليارات الدراهم، سيشكل رافعة اقتصادية كبرى، حيث سيفتح آفاقاً جديدة أمام الصيد البحري، التصدير، اللوجستيك، والتجارة البحرية نحو
إفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومن المتوقع أن يجعل من الداخلة بوابة بحرية عالمية ومركزاً للتبادل التجاري.
ووفق زيارتي الأخيرة لهذا المشروع الضخم، فالأشغال به تسير بوتيرة سريعة، توحي بان هذا المشروع سيكون من اضخم مشاريع مدينة الداخلة، ،من المنتظر ان يدشن من طرف صاحب الجلالة بعد الانتهاء من الاشغال الجارية به.

بنية تحتية حديثة تربط الداخلة بباقي المغرب

المشاريع الطرقية تشكل بدورها ركيزة أساسية في هذا التحول، خصوصاً الطريق السريع تيزنيت–الداخلة، الذي سيمتد على أزيد من 1000 كيلومتر، ليربط المدينة بباقي مدن المملكة. هذا المشروع الطرقي سيمكن من تسهيل نقل البضائع والمسافرين، ويعزز جاذبية المنطقة للاستثمار.وحسب المحللين الاقتصاديين يعد هذا الطريق من المحاور الاقتصادية الهامة التي ستغير معالم هذه الجهة.

استثمارات سياحية ضخمة لتأهيل مدينة الغد

الداخلة، المعروفة بجمال شواطئها ورياضاتها البحرية مثل ركوب الأمواج و”الكيت سورف”، تعرف تدفقاً متزايداً للاستثمارات السياحية. فقد تم إطلاق العديد من المشاريع الفندقية والمنتجعات السياحية الفاخرة، إلى جانب تهيئة الواجهة البحرية للمدينة لتكون أكثر جاذبية واستقطاباً للزوار من مختلف أنحاء العالم. الهدف هو جعل الداخلة وجهة سياحية عالمية تنافس كبريات المدن الساحلية.
الإمكانيات الضخمة التي تتوفر عليها المدينة أهلها لتصبح قبلة سيااحية وطنيا ودوليا. تفرض علي المسؤولين المحليين تحديات لتوفير البنيات التحتية بمعايير دولية تستجيب لتطلعات الزائرين للمدينة.

الطاقات المتجددة… ثروة طبيعية في خدمة التنمية.

ضمن الرؤية الاستراتيجية للمغرب، تحتل الطاقات المتجددة مكانة بارزة في مشاريع الداخلة. فقد أطلقت مشاريع كبرى في مجال الطاقة الريحية والشمسية، لتزويد المنطقة بالكهرباء النظيفة، ودعم الاستثمارات الصناعية، خاصة مشاريع تحلية مياه البحر لتأمين الموارد المائية. هذا التوجه يجعل من الداخلة نموذجاً في التنمية المستدامة.

الداخلة مدينة الوحدة ،التنمية

لا تقتصر المشاريع على الجانب الاقتصادي فقط، بل تشمل أيضاً بنيات اجتماعية وخدماتية، مثل بناء مستشفيات جديدة، مؤسسات جامعية، مراكز تكوين، وبرامج لدعم الشباب والمقاولين المحليين. هذه الدينامية تعكس إرادة جعل الداخلة مدينة متكاملة، حيث يستفيد الساكنة من ثمار التنمية.

الداخلة العمق الافريقي الواعد  جهويا وإفريقيا

اليوم، لم تعد الداخلة مجرد مدينة صغيرة على أطراف الصحراء، بل تحولت إلى قطب جهوي استراتيجي، يجمع بين الاقتصاد الأزرق، السياحة، الطاقات النظيفة، والبنية التحتية الحديثة. مشاريعها الهيكلية الكبرى هي بمثابة دعامة أساسية لرؤية المغرب في جعل الأقاليم الجنوبية جسراً نحو إفريقيا وواجهة أطلسية واعدة. البعد الجيوسياسي، المشاريع الاستثمارية، والحياة اليومية للساكنة في ظل هذا التحول.

اصلاحات هيكلية مشاريع كبرى ، استثمارات ضخمة تفاهم كبير بين السلطات المحلية ،الهيآت المنتخبة ، كل هذه العوامل ستجعل من الداخلة قطبا اقتصاديا جهويا وقاريا وفق تطلعات رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه المدينة .

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *