نشرت مجلة “Le Marin” الفرنسية تقريرا موسعا حول افتتاح شركة الشحن الأيسلندية سامسكيب خطًا بحريًا جديدًا للحاويات المبردة، يربط المغرب مباشرة بكل من المملكة المتحدة وهولندا، في خطوة تعكس التحول المتسارع للمغرب إلى قوة اقتصادية إقليمية ومركز عبور رئيسي للمواد المجمدة الموجهة نحو أسواق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وبحسب التقرير، فإن الخط الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ في أوائل شهر غشت، يأتي في إطار اتفاقية طويلة الأمد وقعتها سامسكيب مع مجلس الفواكه المغربي، ويهدف إلى نقل السلع المغربية القابلة للتلف بسرعة وكفاءة أكبر، بفضل ما تصفه الشركة بـ”أسرع وقت عبور من الباب إلى الباب في السوق”.
الخدمة الأسبوعية الجديدة ستربط موانئ أكادير والدار البيضاء بميناء روتردام في هولندا، إضافة إلى ميناءي تيلبوري وثامسبورت في إنجلترا، وهو ما يفتح أمام المنتجات المغربية—خصوصًا الخضر والفواكه الطازجة والمواد الغذائية المجمدة—مسارًا بحريًا مباشرًا يختصر الزمن والتكاليف، ويعزز تنافسية الصادرات المغربية في الأسواق الأوروبية.
ووفق “Le Marin“، فإن هذه الخطوة ليست مجرد توسع لوجستي، بل مؤشر على موقع المغرب الاستراتيجي الذي يجعله حلقة وصل حيوية في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في مجال السلع المبردة والمجمدة. فالبنية التحتية المينائية المتطورة، مثل ميناء طنجة المتوسط، والقدرة المتنامية للموانئ الأطلسية، تمنح المملكة دورًا متزايد الأهمية كمركز توزيع إقليمي، قادر على تزويد الأسواق الأوروبية والبريطانية بالمواد الغذائية على مدار العام.
ويرى مراقبون أن مثل هذه المشاريع تعكس تحول المغرب من مجرد مصدر للمواد الفلاحية إلى فاعل اقتصادي يمتلك نفوذًا متناميًا في التجارة البحرية العالمية، وهو ما يعزز مكانته في خريطة الأمن الغذائي الأوروبي ويجعله شريكًا لا غنى عنه في ضمان استقرار الإمدادات، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تهدد طرق الشحن التقليدية.