سوس والإنتخابات...تصدير النفوذ من الهوامش إلى المركز

كشف بحث صادر عن مركز "طفرة"، اعتمادا على الباحثين "دافيد غوري"، و"ناتو تارديو" عن قدرة الشبكات السياسية ذات الأصل "السوسي" على تصدير رقعة نفوذها من جهة سوس إلى المدن الكبرى في المغرب، خاصة منها الدار البيضاء، وهذا ما يفسر مثلاً أن محمد ساجد من “ حزب الاتحاد الدستوري” كان نائباً عن تارودانت من 2002 إلى 2011 وفي ذات الآن رئيساً لجماعة الدار البيضاء من 2003 إلى 2015.

وحسب بحث حول ارتباط اللغة المتداولة بجهة سوس ماسة بالسلوك الانتخابي من خلال مقارنة بيانات الإحصاء العام لسنة 2014، ومعطيات الانتخابات الجماعية لسنة 2015، فالبرلمانية "آمنة ماء العينين" التي سبق انتخابها عضواً في المجلس البلدي لتزنيت في 2009 عن “العدالة والتنمية” ثم نائبة عن اللائحة الوطنية في 2011، قد انتخبت في سنة 2016 في دائرة الحي الحسني في الدار البيضاء، كما أن سعد الدين العثماني كان قد انتُخب في بادئ الأمر في مسقط رأسه بإنزكان من سنة 1997 إلى غاية سنة 2011، وذلك قبل فوزه في دائرة المحمدية وتعيينه رئيسا للحكومة.

وحسب الورقة البحثية للمركز، فقد حصل حزب “العدالة والتنمية” على أكبر عدد من الأصوات في الجماعات الـ303 التي تضم أغلبية من المتحدثين بالسوسية، وهو 203.138 صوتاً من أصل 967.944، أي بنسبة 22%، متبوعاً بـ”الأصالة والمعاصرة” (20%) و”التجمع الوطني للأحرار” (%15.5) و”الاستقلال” (%15.2) و”الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” (9.5%)، و”التقدم والاشتراكية” (%7) ثم “الحركة الشعبية” (%6.7).

ووفق نص الورقة "لم يتأثر “حزب العدالة والتنمية” بشكل كبير بأصوات المتحدثين بالسوسية "تشلحيت"، حيث حقق الحزب نتائج أعلى بقدر طفيف من معدله الوطني، وهو يماثل في هذا كلا من حزب “الأصالة والمعاصرة” و”الاستقلال”، في حين أن الأحزاب التي كان أداؤها ضعيفاً هي “الاتحاد الدستوري” و”الحركة الشعبية”، وهو ما صب في صالح “التجمع الوطني للأحرار” (3.5+ نقطة) و”الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” (1.9+ نقطة) و”التقدم والاشتراكية” بنسبة أقل (1.3+ نقطة).